غزة: أكد القيادي في تيار الإصلاحي الديمقراطي لحركة فتح خالد سعد الله، أن ترميم ما دمره الانقسام يتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وأوضح سعد الله في تصريحات صحفية، نشرت اليوم السبت، عقب عودته من مصر بعد 14عاما من الإبعاد القسري نتيجة الأحداث المؤسفة الذي شهدها القطاع، وأن "قرار الإبعاد كان سياسيا، وأنه لم يرى عائلته سوى ستة مرات طوال 14عام، وقد توفيت زوجته ولم يستطيع رؤيتها وتوديعها".
وأضاف سعد الله: "حين أبلغت بقرار السماح لي بالعودة إلى غزة تحركت لدي أشجان كثيرة وعاد بي شريط الذكريات الأليمة ليسرد مرحلة طويلة من الوحدة والعذاب في البعد عن الوطن والأهل، لكنه في نفس الوقت فتح في نفسي زاوية مشرقة بالعودة للحياة في وطني من جديد وبين أبنائي والأهم أنه على المستوى السياسي فتح باب الأمل في إمكانية البدء من جديد وعقد مصالحة وطنية بين فتح وحماس والعمل سويا من أجل فلسطين، متمنيا عودة جميع إخوته المبعدين إلى أسرهم"، مشيرا إلى أن تاريخهم الوطني والنضالي سيكون له بالغ الأثر في الوحدة الوطنية و نجاح الانتخابات، إما في الترشح أو تيسير العملية الانتخابية.
وتابع، "أثر اقتتال 2007سلباً على القضية الفلسطينية حيث شكلت مبررا ومخرجا للاحتلال الإسرائيلي يساعدهم بالتهرب من التزاماتهم السياسية اتجاه قضيتنا وشعبنا الفلسطيني، وأضعفت الموقف الفلسطيني وها نحن نشاهد التراجع الواضح للقضية الفلسطينية في أولويات العالم والقوى الكبرى، وحتى الدول العربية".
وشدد سعد الله، على أن الطريق الصحيح لتصويب الحالة الفلسطينية وترميم ما دمره الانقسام يتمثل في مصالحة فلسطينية وحكومة وحدة وطنية تأخذ الدرس من ويلات الانقسام لتعيد للقضية الفلسطينية زخمها وقوتها كقضية مركزية.
و أكد سعد الله على أهمية الانتخابات المفترض إجراؤها في 22مايو/ أيار المقبل، مشيرا إلى أنها جاءت بعد 14 عاماً من الانقلاب وما تبعه من آلام وانقسامات على كل المستويات، وفي ظل فشل عدة جولات مصالحة سابقة، فهذه الانتخابات ستعيد للشعب اعتباره وتعطيه الحق في ممارسة دوره كمرجعية للمؤسسات الفلسطينية لتحديد ممثليه بنفسه، ولانتخاب مؤسسة تشريعية واحدة موحدة تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل ولتفتح الباب على مصراعيه لتنفيذ باقي مكونات الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال توحيد النظام السياسي الفلسطيني بداية من المجلس التشريعي الذي سيمثل المؤسسة الرقابية والتشريعية، كما سيعالج كافة الاشكاليات والتشريعات التي تمت من قبل حكومتي غزة ورام الله، وسيمثل الرقيب على السلطة التنفيذية".
وأردف، "هذا سينعكس إيجابا على مكانة القضية الفلسطينية أمام العالم وسيعيد لها اعتبارها، وسيعكس إرادة شعبنا في رغبته وقدرته على إنشاء مؤسساته بشكل ديمقراطي حر.
ودعا سعد الله الشعب الفلسطيني من أجل المشاركة الفاعلة في الانتخابات حيث يعتبرها الفرصة المنتظرة منذ 15 عام، كما دعا إلى تحكيم عقله وضميره في تحديد خياره الانتخابي الذي سيوفر له الحياة الكريمة وسيعيد له اعتباره وسيوحد الشعب الفلسطيني تحت نظام سياسي واحد.
وأختتم سعد الله: أدعو القادة الفلسطينيين إلى التمسك بهذا الخيار واستكمال المسارات الأخرى التي اتفق عليها في حوار القاهرة الأخير من انتخابات رئاسية واستكمال المجلس الوطني وتوحيد شعبنا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، واحترام خيار الشعب واعتماد الدورة الانتخابية لكل عناصر النظام السياسي الفلسطيني وضمان التداول السلمي للسلطة لنكون نموذجاً منيراً أمام العالم.