القاهرة: قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، إن مخرجات البيان الختامي للقمة الثلاثية التي عقدت مؤخرًا بين فلسطين ومصر والأردن، مكررة ومتفق عليها عربيًا ومحليًا، لافتًا إلى أنها أقرب إلى الأمنيات من الترجمة على أرض الواقع.
وأضاف خلال برنامج "حوار الليلة" على شاشة " الكوفية"، "حل الدولتين وإعادة العملية السلمية؛ أمنية، والولايات المتحدة تكتفى بالمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ولا يبدو أنها تبذل جهدًا جديًا".
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال متطرفة وتسعى إلى زيادة الاستيطان، وترى العلاقة مع السلطة الفلسطينية من جانب أمني بحت، منوهًا إلى أن الشعب الفلسطيني عانى الكثير في السنوات الأخيرة بسبب التهميش من الساحة العربية والدولية، في حين تفرد الاحتلال في الحالة الفلسطينية وأمعن في الاستيطان والقتل والتهجير.
وأعرب عساف عن أمله في أن تكون مخرجات القمة الثلاثية جادة، قائلًا، " الخطوات التالية ستثبت ما إذا كانت مخرجات القمة عبارة عن خطة عمل جدية، أو مجرد تصريحات صورية، لذلك سننتظر لنحكم على الأعمال لا الأقوال".
وتساءل عساف عن وسائل الضغط العربية على الإدارة الأمريكية، مستدركًا بالقول، " اعتدنا على الشكوى والاستجداء من أمريكا، أما إسرائيل تمارس كل يوم الظلم والقهر والاضطهاد بحق الفلسطينيين".
وشدد عساف، على أن ما قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مؤخرًا من إجراءات تتضمن تقديم قرض للسلطة الفلسطينية ولم الشمل وإدخال البضائع إلى قطاع غزة مجرد فتات.
وأضاف، "بعد 28 عام على أوسلو نعود للحديث عن بناء الثقة، نحن نريد حقوقًا وطنية للشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن إعادة بناء الثقة مع الاحتلال هي ذر للرماد في العيون، والمطلوب العودة إلى الشرعية الدولية والذهاب الى مؤتمر دولي.
وتابع، " يجب أن نحقق وحدتنا الوطنية لمخاطبة العالم، فالإشكالية فلسطينية محضة لذلك ينبغي أن نصلح بيتنا الداخلي، ونتخلى عن الاشتراطات لتحقيق المصالحة"، موضحًا أن استمرار الانقسام يشكل خدمة مجانية للاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني.
وأكد على ضرورة الاستعداد الفلسطيني الرسمي للشراكة مع الكل الفلسطيني، وأن يكون الرئيس عباس جاهزًا لتوحيد الشعب الفلسطيني والذهب إلى الانتخابات، مشددًا على أن إجراء الانتخابات يعد المفتاح الوحيد لإنهاء الانقسام.
من جانبه، أكد الباحث في الشؤون العربية محمد حميدة، أن المطالب العربية بشأن القضية الفلسطينية ثابتة، والقمة الثلاثية وضعت القضية الفلسطينية على رأس الأجندة العربية، مشيرًا إلى أن التحرك المصري الأردني يهدف إلى إلزام الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل سياسي.
ونوه إلى أن هذه الخطوة يترتب عليها نتائج ستظهر الفترة المقبلة، وستشكل عامل ضغط لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن غياب الاهتمام العربي في القضية الفلسطينية كان بسبب الأحداث الداخلية في الدول العربية.
وقال حميدة، " الإدارة الأمريكية أبدت استعدادها في مسألة التفاوض، والتحرك العربي ضاغط على الجانب الأمريكي والإسرائيلي في ذات الوقت فيما يتعلق بالمصالحة"، مشددًا على أهمية تحقيق المصالحة كخطوة أولى لمخاطبة العالم وإيجاد حلول مجدية للوضع الفلسطيني.
وحول آلية الضغط العربي على الإدارة الأمريكية، نوه حميدة إلى المشهد العالمي يتجه نحو التحركات الصينية والروسية وصراع المصالح، والضغط يأتي من خلال اتجاه الاقتصاد الى دول أخرى بدلًا من أمريكا في ظل صراع النفوذ.
وعن المصالحة الفلسطينية، قال حميدة، " يجب الضغط على حركة حماس بعدم التعنت، ويجب أن يتم التنازل من كافة الأطراف والتخلي عن الاشتراطات لتحقيق المصلحة العامة وإقامة الدولة الفلسطينية"، مؤكدًا أن الاحتلال هو المستفيد من استمرار الانقسام.
وأشار إلى عدم الثقة في الإدارة الأمريكية السابقة والحالية في تعاملها مع القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن حل الدولتين يحتاج إلى وقت طويل، ومن الضروري استثمار الجانب الإيجابي من التحركات العربية وتنميتها.
وأضاف حميدة، "المستجدات تجبر الولايات المتحدة للحفاظ على مكانتها ومصالحها في المنطقة، في ظل ما شكله الانسحاب من أفغانستان وانعكس على صوتها في العالم"، منوهًا إلى أن المواقف والتحركات العربية بدأت توحيد صفوفها، وستشكل عامل ضغط على حكومة الاحتلال لإيجاد حلول سياسية.