قال الطبيب الأمريكي "فيروز سيدهوا" العائد من قطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف النظام الصحي والعاملين فيه بشكل واضح ومتعمد.
وأكد "سيدهوا" في تصريحات إعلامية، اليوم الخميس، اطلعت عليها، أن "الأطباء والممرضين ورؤساء الأقسام في المستشفيات يتلقون رسائل تهديد بشكل مستمر وقتل عدد منهم".
وبين الطبيب الأميركي أن ما يحصل من استهداف مباشر للنظام الصح في غزة "مقصود بشكل واضح وليس حادثًا"، مضيفاً أنه "أمر غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الحروب".
وأشار الطبيب "سيدهوا" إلى أن هنالك عنفًا "مقصودًا" من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال في قطاع غزة، لافتاً إلى أنه "يتم استهدافهم من خلال إطلاق النار على رؤسهم عن قصد".
وقال الطبيب الأميركي إنه حصل على تأكيد أكثر من 45 طبيباً أمريكيا عملوا في المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأوروبي "أكدوا جميعهم أنه يتم استهداف الاطفال بشكل مستمر بطلق في الرأس".
وأوضح الطبيب أن عدد الأطفال الذين تأكد مقتلهم في غزة هو حوالي 8000، لكن الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير.
وأفاد الطبيب الأميركي بأن "أغلب المستشفيات تعاني من نقص في الأدوية والمعدات والوقود، وهي مكتظة بسبب نزوح الفلسطينيين من الشمال إلى خانيونس ورفح".
قال الطبيب "سيدهوا" إنه رأى أموراً مهولة "فلا سبب على هذا الكوكب يجعل الأطفال يخضعون لعمليات جراحية من دون تخدير"، وأضاف أنه "ليس هناك تفسير لهذا الأمر، هذا أمر بربري ويعني أن الأطفال يعانون بشكل مستمر".
ولفت الطبيب الأمريكي أن الأطباء أعطوا مخدر "الكتامين للجرحى وهو ليس آمنًا، لكن لم يكن أمامهم أي طرق أخرى لعلاج الأطفال والمصابين".
وفي ذات السياق، قال الطبيب الأميركي "مارك بيرلموتر" - الذي تطوع في قطاع غزة لمدة أسبوعين - في تصريحات صحفية سابقة، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليها إنه لم ير في حياتي مثل هذا الدمار الذي لحق بالمدنيين، خاصة الأطفال في قطاع غزة.
وأوضح الطبيب "بيرلموتر"، الذي يعمل كجراح العظام، أن المدنيين خاصة الأطفال، هم الأكثر تضرراً من الحرب.
وأضاف الطبيب الأميركي أنه رأى "أطفالاً محترقين وممزقين بلا أجزاء من أجسادهم، تم سحقهم تحت المباني أو أصيبوا بشظايا القنابل، وبأعداد لم أكن أتخيلها".
وتابع القول "استخرجنا شظايا بحجم إصبعي من أطفال يبلغون من العمر ثماني سنوات، وهناك أيضاً طلقات القناصة، رأيت أطفالاً أُطلق عليهم النار مرتين، ومرات في الرأس".
وأكد أنه "كان هناك طفلان لديهما صور تُظهر أنه تم إطلاق النار عليهما بدقة في الصدر وجانب الرأس، ولا يمكن لطفل أن يتعرض لإطلاق النار مرتين عن طريق الخطأ من أفضل قناص في العالم، إنها طلقات موجهة مباشرة".
وبين الطبيب "بيرلموتر" أنه "طوال الـ30 عاماً الماضية شاركت في 40 رحلة إغاثة حول العالم لمساعدة ضحايا أصيبوا نتيجة الكوارث كالزلازل وغيرها، كل ذلك مجتمع لا تعادل مستوى المجزرة التي رأيتها ضد المدنيين في أسبوع فقط في غزة".