منذ تأسيسها.. لم يقع انقلاب عسكري، نقلت فيه الدبابات وميكرفون الإذاعة السلطة من جهة إلى أخرى، مثلما كان يحدث وربما لا يزال في العديد من الدول.
غير أن تغييراً في السلطة يجري التشاور حوله بين ثلاث قوى، لو اتفقت على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر مهمتها إنجاز صفقة تبادل مع حماس فذلك يعني انقلاباً مدنياً على نتنياهو..
الذي يتنامى في إسرائيل يقين بأنه وحده من يقف حائلاً دون إتمام الصفقة، حتى أن حالته وصلت إلى أنه لو أراد فلن يستطيع.
يخدم هذه المحاولة الجو العام في إسرائيل الذي تتزايد فيه خلافات الجنرالات مع المستوى السياسي، سواء من هم في الخدمة أو الاحتياط، ويبدو أن مناوئي نتنياهو والساعين إلى الإطاحة به وإنهاء تحكمه بالقرار السياسي والعسكري، لم يعودوا في وارد انتظار ما تبقى له من وقت إلى حين إجراء انتخابات عامة في موعدها، فذلك من وجهة نظرهم يمنح نتنياهو مدة طويلة ليدمر فيها الدولة.. هكذا يقولون.
المعطى الأولي لما يجري في إسرائيل هو تفاقم الأزمة الداخلية، وبلوغها مستوى لم تصل إليه من قبل، وفي إسرائيل يحمّلون نتنياهو كامل المسؤولية عن تواصل هذه الأزمة وتصاعدها، لهذا يجري التفكير بانقلاب مدني يمكن أن يصفوه بالقانوني، مكانه المناسب هو الكنيست، والأمر في هذه الحالة لا يحتاج إلا لتواطئ "شاس" حتى يتم.
هو ليس انقلاباً على الطريقة العربية أو الإفريقية أو اللاتينية، ولكنه انقلاب على الطريقة الإسرائيلية.