- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
- طيران الاحتلال يشن غارتين على منطقة قاع القرين جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
- قصف إسرائيلي بالقنابل الحارقة على محيط بلدة المنصوري في قضاء صور جنوبي لبنان
شهد يوم الجمعة 4 أكتوبر 2024، حدثا "فريدا جدا"، عندما هبطت طائرة وزير خارجية بلاد فارس عباس عراقجي في مطار رفيق الحريري ببيروت، بعد ساعات فقط من قيام جيش دولة العدو قصف مقر "قيادة حزب الله" البديل بجواره مكانا، وأشارت إلى إمكانية اغتيال هاشم صفي الدين الخليفة المحتمل لحسن نصر الله.
الاستدلال هنا، ضرورة سياسية، كون الزيارة تشير إلى انه تم تنسيقها بالكامل "أمنيا" مع الولايات المتحدة، وبالتالي مع دولة الكيان، كون طائراتها الحربية تحتل سماء لبنان، ولها أن تستهدف ما تريد لو أن الأمر "تحديا"، وتلك مسألة لا يجب أن تعزل عن مسار الزيارة "الغريبة"، والتنسيق يكمل تنسيق "ليلة الصواريخ الفارسية" قبل وصولها إلى فلسطين التاريخية.
ورغم قيمة دلالة الهبوط الآمن في مطار بيروت للوزير الفارسي، فالأكثر دلالة سياسية، بل والأشد خطورة ما جاء من تصريحاته بعد لقاء رئيس الحكومة "الانتقالي" نجيب ميقاتي، وكذا رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث وضع شروط بلاده لوقف الحرب التدميرية في لبنان.
ما أشار إليه الوزير الفارسي، حول شروط بلده لوقف إطلاق النار، بأن ترتبط بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعم حزب الله، قد تبدو "طبيعية"، بل و"منطقية" للبعض، لكن الحقيقة مخالفة لذلك تماما، كونها تعاكست كليا مع مبادرة "الإطار الثلاثي" (ميقاتي، بري وجنبلاط)، قبل أن يصل بيروت، التي أكدت على ضرورة تطبيق قرار 1701، والحديث عن انتشار الجيش اللبناني جنوبا، وخروج أي قوة مسلحة لبنانية إلى ما بعد الليطاني، دون أي ربط بالحرب العدوانية على قطاع غزة.
تصريحات الوزير الفارسي موضوعيا تدعو لاستمرار الحرب التدميرية على لبنان، والابتعاد عن الحديث حول تنفيذ قرار 1701، والذي تجاهله كليا فيما قال، وبالتأكيد، ليس جهلا أو سهوا، بل رفضا له، في رسالة واضحة بأن "قرار الحرب والسلم" في لبنان وقطاع غزة في طهران وليس غيرها، ما يؤكد نظرية الفرس الجديدة في المنطقة "حرب من أجل حرب" إلى أن ينتهي ترتيب الصفقة الكبرى بينهم والولايات المتحدة إقليميا.
مسار ومنطق تصريحات عراقجي، المتعاكسة كليا مع تصريحات قادة لبنان "حكومة وبرلمان وقوى"، وخاصة بعد تصريحات بوحبيب وزير خارجية لبنان، عن موافقة نصر الله على تطبيق وقف إطلاق النار وفق قرار 1701، ما يعني لا شرطيتها مع وقف حرب غزة، تمثل خدمة كبرى لدولة الفاشية اليهودية، تحت شعار رفض قرار 1701، وانقاذا لها من حصار دولي خاصة بعد بيان مجلس الأمن الأخير حول لبنان، والذي طالب وقف الحرب وتنفيذ القرار.
ولكي تكتمل لوحة المشهد، لابد من قراءة متأنية جدا لمغزى ما قاله "العراقجي"، حول أحد أهداف زيارته، بانها تأتي لتأكيد "الدعم لشيعة لبنان"، تصريح ليس طائفي فحسب، بل يحمل سمات البعد الاستعماري القديم، والذي سبق أن استخدمته دول غربية عندما كانت تشير إلى عبارة "حماية المسيحيين"، تصريح يعمق الأزمة الداخلية، ويخلق مسارات جديدة من الكراهية والعداء والفتنة.
زيارة عراقجي توقيتا ومضمونا تحمل أبعاد شبهة سياسية كاملة، بملامح استعمارية لفرض وصاية فارسية على لبنان..وخطف قرار الوطنية اللبنانية ليبقى في طهران..كلام يمثل الخدمة الأهم لحكومة نتنياهو الفاشية لإكمال حرب الخراب والدمار.
ما هو الثمن المقابل لتصريحات عراقجي من "الثنائي الأمريكي - الفاشي اليهودي" المرتقب في بلاد فارس..بعد "خدمة" فاقت الممكن السياسي..سؤال الضرورة والتفكير في فلسطين قبل لبنان.