القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن العقيدة العسكرية لجيش دولة الاحتلال قد تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والإنسانية، لتصبح منهجاً إبادياً يستهدف حياة شعبنا الفلسطيني بشكل منهجي ومتعمد. وأوضح أن استهداف المدنيين، بما في ذلك الأطفال، يتم بوعي وإصرار، مما يعكس الانهيار الأخلاقي العميق لمجتمع دولة الاحتلال، حيث يتم ترسيخ سياسات تهدف إلى تدمير حياة شعبنا بكافة الوسائل المتاحة.
وأشار دلياني إلى أن مراكز الاختطاف والاعتقال العسكرية الإسرائيلية ليست سوى مسارح لتعذيب ابناء شعبنا وقتلهم بوحشية، لافتاً إلى استشهاد 36 مدنياً مختطفاً داخل منشأة اعتقال واحدة، في واقعة تكشف عن مدى السادية التي أصبحت جزءاً طبيعياً من ممارسات الاحتلال العسكرية. وأضاف أن هذه الممارسات تهدف إلى محو الإنسانية الفلسطينية، وتشكل جرائم حرب موثقة.
وفي سياق حديثه عن التحولات المجتمعية داخل دولة الاحتلال، أكد دلياني أن الفاشية الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الاحتلال العسكري لشعبنا، بل تجاوزت ذلك لتصبح ظاهرة متجذرة في بنية المجتمع الإسرائيلي ذاته. وأشار إلى أن اضطهاد الأصوات المعارضة الشحيحة داخل دولة الاحتلال يُظهر الانهيار الأخلاقي الكامل لهذا المجتمع، حيث يتم إسكات القلة القليلة التي تحاول الحفاظ على بعض معايير أخلاقية أساسية، الأمر الذي هيأ إلى سيادة مفاهيم مجتمعية اسرائيلية تُعزز جرائم الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني كجزء من منظومة اجتماعية ومؤسسية عنصرية.
وختم دلياني بالتأكيد على أن تضافر العنف الإبادي مع سيادة الأيديولوجية الصهيونية العنصرية، وبتواطؤ ودعم مجتمعي، يعكس انهياراً أخلاقياً وسياسياً خطيراً، ليس فقط على شعبنا، بل على المنطقة والعالم أجمع. وأشار إلى أن دعم القوى العالمية النافذة، وعلى رأسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، يمنح دولة الاحتلال الحصانة لمواصلة جرائمها وانهيارها الأخلاقي. ودعا دلياني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية لإيقاف هذا النظام الإبادي الذي يشكل تهديداً مباشراً للقيم الإنسانية العالمية.