اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025م
لجنة المتابعة بغزة: شعبنا لن يترك وطنه تحت أي ظرفالكوفية 16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسريالكوفية دلياني: ترامب ونتنياهو يرسمان ملامح فصل جديد من حرب الإبادة في غزةالكوفية ردا على تهديدات ترامب.. غزة ليست للبيعالكوفية الاحتلال يقتحم مخيم الجلزون شمال رام اللهالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تعتقل الشاب محمد الخليلي عقب مداهمة منزله خلال اقتحام شارع تل بنابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون شمال رام اللهالكوفية اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها الحي الشرقي في جنينالكوفية قوات الاحتلال تداهم منزلاً خلال اقتحام شارع تل في مدينة نابلسالكوفية طائرة مسيرة للاحتلال تلقي قنابل على المنازل في الحي شرقي بمدينة جنينالكوفية قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من دخول الحي الشرقي في مدينة جنينالكوفية دوي انفجار في الحي الشرقي في جنين تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلالالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة بيتونيا غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيتونيا غرب رام اللهالكوفية آليات الاحتلال تجرف الشوارع في الحارة الشرقية بجنينالكوفية مراسل قناة الكوفية يروي تفاصيل احتجازه من قبل قوات الاحتلال في مخيم طولكرم شمال الضفةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم أحياء سطح مرحبا والجنان والهاشمية في مدينة البيرةالكوفية الاحتلال يجبر 200 عائلة في مخيم الفارعة بطوباس على النزوحالكوفية الجزائر تستنكر تصريحات نتنياهو وتعرب عن تضامنها مع السعوديةالكوفية

غزة ليست للبيع

17:17 - 10 فبراير - 2025
 ابراهيم الطهراوي
الكوفية:

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعطى التزامه على الملأ بشراء غزة وامتلاكها، وأنه سقوم بمنح أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط، أثارت جدلاً واسعاً في دهاليز السياسة العربية والدولية، ووضعت الفلسطيني "سلطة ومقاومة" على المحك، وما ينبغي فعله لوقف هذا المخطط، وجعله غير قابل للتنفيذ، ورغم أن كثير من الدول عبرت عن رفضها واستنكارها لما صرح به الرئيس ترامب، واعتبار ما قيل يقوض فرص السلام، ويزعزع الاستقرار في المنطقة، وأنه يتعارض مع القانون الدولي، ويشكل جريمة حرب، وغيرها من تعبيرات الشجب والرفض والاستنكار، إلا أن كل ذلك لا يكفي لفرملة خطوات ترامب المستقبلية تجاه غزة، حيث أنه دائم التذكير بأنه ماضٍ في خطته لترحيل أهل غزة، وافراغها من أهلها، تمهيداً لجعلها "ريفيرا" الشرق الأوسط.
تصريحات الرئيس ترامب بتهجير أهل غزة "طردهم" بحجة وجود حماس، وتعرضهم للقتل والابادة، وأنه ومن باب الشفقة لا يرغب برؤية أهل غزة يقتلون، وأنه مهتم بسلامتهم، ورغبته بتوفير ملاذ آمن لهم في دول أخرى، أثارت العديد من التساؤلات، خاصة وأن الإدارة الأمريكية شريك في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، فهي من مولت تكاليف الحرب، ووفرت الغطاء السياسي لها، ومنحت اسرائيل الضوء الأخضر لتدميرغزة وسحقها، إضافة لاستخدامها حق النقض 'الفيتو" ضد القرارات الاممية التي كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار، فكيف لشريك القتل أن يتحول بين ليلة وضحاها حريص؟!.
فلو أراد الرئيس ترامب وقف حرب الإبادة، يكفيه أن يوقف دعمه وإسناده وتمويله لهذه الحرب، لتخرس المدافع، ويتوقف تحليق الطيران الحربي على الفور.
كلمات الحرص الترامبية، ودموع التماسيح التي يعرفها خوفاً على غزة وأهلها، لم تعد تنطلي على أحد، وباتت تشكل حالة من السخرية والاستهزاء، كون أن دولته مساهم كبير في قتل الأبرياء، وتدمير غزة، وجعلها غير قابلة للحياة.
أسئلة كثيرة ومشروعة تتثار حول ما يعرف "بخطة ترامب لترحيل الفلسطينيين" هل بالفعل ترامب لدية خطة جدية، وهل هي تمهيد لسيناريوهات جديدة في المنطقة لما بعد انتهاء الحرب "اليوم التالي"، وهل سيتكفل لاسرائيل بتهجير الفلسطينيين "طوعاً  أو قسراً" خارج حدود القطاع، وتوطينهم في مجتمعات أكثر أماناً حسب تعبيره؟؟!!.
كثير من الأسئلة لا يوجد لها إجابات في الوقت الحالي، حيث يعتبرها البعض مجرد بالونات اختبار، تهدف لابتزاز الفلسطينيين والعرب على حد سواء، لجعلهم يتنازلون فيما يخص مشاريع التطبيع والتسوية، والضغط على حماس للقبول بالشروط الاسرائيلية، وهذا يعني غزة بدون حماس في البوم التالي، وإلا فإن البديل سيكون كارثي، إما القبول وإما مسح غزة عن الخارطة السياسية.
من المؤكد بأن خطة ترامب تدق ناقوس الخطر فلسطينياً ـ وعربياً، وتعيدنا بالذاكرة إلى عهد الرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون (Thomas Jefferson) والذي يعد أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، الحديث هنا يدور عن واحدة من أكبر صفقات الأراضي في التاريخ، حيث قام الرئيس جيفرسون بشراء إقليم لويزيانا من الدولة الفرنسية والذي تبلغ مساحته  828 الف ميل مربع، أي ما يعادل 2,140,000 كم مربع، بقيمة 18 مليون دولار، هذه الصفقة ضاعفت مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن الرئيس دونالد ترامب يعيدنا مرة أخرى لحقبة من التاريخ الاستعماري للولايات المتحدة الأمريكية، من خلال خطة تهجير أهالي غزة تمهيداً لاستعمالها وبسط النفوذ الأمريكي عليها.
ترامب الذي أعلن مراراً عن نيته "شراء غزة" وعزمه على طرد الفلسطينيين منها إلى دول أخرى، مع عدم إخفاء رغبته بمنح أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بناءها"، إنما يكرس نهج الاستعمار بحلتة الجديدة، فهو لم يخفِ بأنه تحدث مع بعض الدول ذكرها بالاسم "مصر والأردن والصومال والمغرب" والبعض الآخر لم يسمها، بأنها ستقوم باستقبال الفلسطينيين وتوطينهم. 
ما يدعو للقلق بأن ترامب يتحدث بلغة الواثق بأن الأمر بات قطعياً ، وأن عدد من الدول ستقوم باستقبال الفلسطينيين، حيث أكد أكثر من مرة أنها ستفعل، رغم إعلان بعضها "مصر" أن لا حديث جرى معها بهذا الخصوص، وأنها ترفض المساس بحق الفلسطينيين في البقاء في أرضهم.
 ما يخطط له ترامب يجب أن يحمل على محمل الجد، وعدم الاستهانة بما يصدر عنه من تصريحات، واضح من حديثه ان هناك بُعد اقتصادي ربما يتعلق بحقوق الغاز، وبعض المشاريع الاستثمارية، التي تحتاج لغزة هادئة مسالمة منزوعة السلاح، لا تشكل خطر على خططه وخطط اسرائيل المستقبلية في المنطقة، على اعتبار أن غزة رأس حربة المقاومة الفلسطينية، واضح أن الرئيس ترامب أعد العدة لتوجيه جزء من استثماراته على شواطئ "ريفيرا غزة"، فهو ينتوي تحويل غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، وأنه سيهتم بالغزيين، ويتأكد من أنهم لن يقتلوا بحسب تعبيره.
وكما هو معلوم فإن العنف وعدم الاستقرار بيئة طاردة الاستثمار، معطلة للتنمية والازدهار، وأن الحل الأمثل لجلب الاستثمار هو طرد الفلسطينيين أو تخفيض عددهم إلى النصف، وبناء مدينة حضرية جديدة، وأن هذا المخطط لن يكتب له النجاح في ظل وجود مقاومة على الأرض.
ما يدعو للدهشة والاستغراب أن ترامب اتفق مع "نتنياهو" على تهجير سكان القطاع، وتدمير سلاح المقاومة، وإعادة بناء غزة على أسس حضارية، وكأن الرجل يتحدث عن عقار يمتلكه، ويرغب الاستثمار فيه، وتعهد أيضاً لنتنياهو بأن يقوم بالعودة للحرب، لسحق حماس اذا لم تقم بتسليم الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في غزة، مع تعهده العمل على أن يكون اليوم التالي خالي من حماس.
وهنا يجب التوقف ملياً عند الخلط بين ما هو ضرورات سياسية أمنية لاسرائيل، وبين دوافع ترامب الاقتصادية، الأمر الذي قد يدفع الاخير إلى تسخير إمكانيات ادارته وبشكل جدي من أجل تنفيذ مخططاته، سواء بالضغط على الدول لاستيعاب الفلسطينيين وتوطينهم في أراضيها، أو بضغط القوة العسكرية الإسرائيلية على سكان قطاع غزة للقبول بفكرة الهجرة الطوعية، يُعتقد بأن جولة جديدة من القتال، مع مزيد من الضغط على سكان القطاع قد يدفعهم للتفكير بالهجرة للبحث عن ملاذ أمن، لتجديد فرص الحياة، بعيداً عن مشاهد القتل اليومية التي عايشوها لأكثر من خمسة عشر شهراً، فقدوا خلالها اغلى وأثمن ما يملكون.
الضغط الإسرائيلي الأمريكي لتنفيذ الخطة قد يلقى قبول واسع لدى الشارع الاسرائيلي، الذي يرى في حماس والمقاومة عدو يجب اجتثاثه، مناط هذا القبول لدوافع أمنية، وأخرى استعمارية استيطانية، الأمر المهم الذي يحظى بإجماع الشارع الاسرائيلي هو القضاء على حماس، وعدم السماح بتكرار سيناريو السابع من اكتوبر من جديد، الأمر الذي يتساوق مع رؤية الإدارة الأمريكية التي تكفلت على الدوام ضمان أمن وسلامة دولة اسرائيل، بما يعني أن حماس وفصائل المقاومة تشكل خطر وجودي على دولة اسرائيل.
حماس ومعها فصائل المقاومة تُدرك تماماً ما ينتظرها، وينتظر الشعب الفلسطيني من ويلات، وأن بإعلان ترامب لمخططه بدأت طبول الحرب تُقرع من جديد، لذا سارعت وعبر عضو مكتبها السياسي "موسى أبو مرزوق" إلى إصدار تصريح بعدم ممانعة حماس بإجراء مفاوضات مع الإدارة الأمريكية الحالية، بقصد امتصاص أي ضربة وشيكة، ومن أجل احداث ثغرة في جدار موقف الإدارة الأمريكية المتصلب تجاهها، للأسف تصريحات "ابو مرزوق" لم تعيرها الإدارة الأمريكية أي اهتمام د، حتى أنه لم يتم التعليق عليها، وهذا مؤشر إضافي على رغب الادارة الامريكية بإزاحة حماس من المشهد، والإصرار على تصنيفها بأنها منظمة إرهابية، تقوم بقتل الاطفال والنساء وكبار السن من الاسرائيليين، واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، لتذكير الغرب بما فعلته حماس في السابع من اكتوبر، لدفعهم بتغيير مواقفهم من مخطط التهجير، علاوة على تقبلهم لفكرة اجتثاث حماس من قطاع غزة باعتبارها حركة إرهابية على حد وصفهم. 
هل يمكن أخذ ما يقوله ترامب على محمل الجد؟
عودة للوراء: في ديسمبر ٢٠١٧م أعلن الرئيس ترامب رسمياً اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقد تم تنفيذ هذا القرار في ١٤ مايو ٢٠١٨م.
قرار نقل السفارة جاء تطبيق لقانون أمريكي صدر عام ١٩٩٥م ، هذا القانون يُلزم الإدارة الأمريكية بنقل السفارة من تل أبيب للقدس، حيث تم تأجيل النقل في عهد الرؤساء السابقون "كلينتون، بوش، أوباما" لأسباب بعضها أمني، والبعض الآخر سياسي.
ورغم ادراك إدارة ترامب أن نقل السفارة يمكن أن يؤدي إلى موجة من الغضب لدى الفلسطينيين، ولتدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، ورغم توقعها لردود أفعال من السلطة الفلسطينية "التي رفضت القرار واعتبرته إعلاناً أمريكياً بإنهاء دورها كوسيط في عملية السلام"، مع ما صدر عن حماس والمقاومة "باعتبار لهذا الإعلان بأنه اعلان حرب ضد الفلسطينيين"، والدعوة لتصعيد المقاومة، وما واكب ذلك من رفض وشجب واستنكار عربي ودولي، إلا إن إدارة ترامب اتخذت قرارها بالنقل، ولم تكترث لما يمكن أن تؤول إليها الاوضاع.
وفي الحرب الأخيرة على غزة "اكتوبر ٢٠٢٣م"، كان واضحاً انحياز الإدارة الأمريكية لجانب اسرائيل، في كل مراحل عدوانها على قطاع غزة، وقد توجت إدارة ترامب هذا الانحياز من خلال استمرار تمويلها للحرب بالعتاد العسكري، والدعم المالي، والسياسي، بالإضافة لإعطاء ضوء أخضر لاسرائيل بالعدوان على قطاع غزة، والذي استمر أكثر من خمسة عشرة شهراً، وبالسماح لها بالعودة للقتال مرة اخرى إن لزم الأمر، وفوق هذا وذاك توافق أمريكي اسرائيلي لاشتراط انسحاب اسرائيل من غزة، ووقف الحرب بشكل تام، تخلي حماس عن حكم القطاع، وتسليمها لسلاحها.
واضح من مجريات الأمور، ومن مدى الانحياز والدعم الأمريكي لاسرئيل، بأن إدارة ترامب ومن قبلها إدارة جو بايدن لم تأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في النضال، وحقه في الدفاع عن أرضه، وفق ما أقرته الاعلانات والمواثيق الدولية، وأن إدارة ترامب تعتبر نضال شعبنا مرادف للارهاب، وتناست هذه الإدارة أن من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره بنفسه، وأن الفلسطيني سيستمر في نضاله حتى دحر الاحتلال، وأن ما يقدمه الفلسطينيين من تضحيات هو ثمن للحرية المنشودة، وأن لا أحد يستطيع اقتلاعه من أرضه.
وبات معلوماً بأن الولايات المتحدة لم تتعلم من تجاربها في افغانستان والعراق، ولم تستخلص العبر من دروس التاريخ، وأنها بفعلها هذا تزيد من حجم عدائها مع الفلسطينيين، وكان عليها أن تفهم أن هذا المخطط سيجابه من الفلسطينيين ومن كل أحرار العالم، وأن سياسة الكيل بمكيالين ليست في صالحها، وأن الشعوب الحية لا تغفر ولا تتسامح في حقوقها مهما طال أمد الاحتلال، 
بإصرار إدارة الرئيس ترامب على تنفيذ مخططها، يبدو أنها تدفع لمزيد من العنف، تريد أن تعيد المنطقة إلى مربع الدم والقتل والدمار، فغزة برغم ما أصابها من وهن لن تقبل المساومة، ولن تفرط، وستبقى شوكة في حلق الطامعين، حتى لو قدموا لها كل المغريات فلن تتهاون في حقوقها، وظني بأن كل العروض، والمغريات، والتسهيلات، والسماح للغزيين بدخول أمريكا لن تلقىوودرو ويلسون ترحيب من أي فلسطيني، غزة ليست للبيع، ولن يتجرأ أحد على التنازل والتوقيع.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق