كتب – علي أبو عرمانة: يصادف اليوم الثامن عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الذكرى السنوية التاسعة عشرة، لاستشهاد القائد بهاء الدين سعيد، أحد ضباط جهاز الأمن الوقائي فى قطاع غزة ،وأحد أبرز القادة المؤسسين لكتائب شهداء الأقصي الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح" فى قطاع غزة، بعد تنفيذه أول عملية اقتحام لمستوطنة إسرائيلية على مستوى فلسطين بتاريخ 18/11/2000.
ويستذكر أبناء شعبنا الفلسطيني، في تاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ذكرى استشهاد البطل بهاء الدين سعيد ابن مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ومنفذ عملية اقتحام مستوطنة كفار دارووم، التي كانت جاثمة على أراضي المواطنين شرقي دير البلح، وسط القطاع.
واستطاع الشهيد بهاء الدين، مباغتة قوات الاحتلال واقتحام المستوطنة المحصنة، وأوقع العديد من جنوده بين قتيل وجريح، في عملية جريئة وقوية زلزلت كيان العدو، ورسمت طريقاً جديداً لمواجهة قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، بعد شهرين من إشعال فتيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وانخرط الشهيد بهاء الدين فى صفوف حركة فتح عام 1987م حيث لم يتجاوز عمره آنذاك الخمسة عشر ربيعا، وشارك في فعاليات الانتفاضة الأولى بقوة، قبل أن ينضم لمجموعات صقور فتح والفهد الأسود، وشارك في العديد من العمليات الفدائية، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال خلال إحدى العمليات على طريق كوسوفيم الاستيطاني، شمال خان يونس، في العام 1990.
الهروب من سجن غزة المركزي
نجح الشهيد بهاء الدين في الفرار من سجن غزة المركزي، خلال تقديمه للمحكمة العسكرية في مدينة غزة، وذلك بعد اعتقاله بخمسة أشهر، إذ حطم شباك الزنزانة وفر منها.
وتمكن في مطلع عام 1993 من مغادرة قطاع غزة، بعد أن ضاقت السبل بالمطلوبين، الذي أصبح واحدا منهم، وكانت وجهته إلى دولة ليبيا.
ولم تكن ليبيا آخر محطات شهيدنا، لكنها كانت محطة مهمة في تاريخه، حيث تلقى تدريبات عسكرية قوية من خلال دورات مكثفة، لكن عيناه ظلتا متجهتين نحو فلسطين الذي عاد إليها بنفس طريقة خروجه منها.
وتعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال للمرة الثانية، واستمر اعتقاله لمدة شهرين قبل أن يطلق سراحه، ليلتحق بجهاز الأمن الوقائي بعد قيام السلطة الفلسطينية، لخدمة أبناء شعبه ومواصلة طريقه في حماية الوطن.
عرس الشهادة
اقتحم الشهيد بهاء الدين سعيد مستوطنة كفار دارووم في صباح الجمعة الثامن عشر من نوفمبر//تشرين الثاني عام 2000، مسلحا برشاش كلاشينكوف ومسدس وخنجر.
وبعد أن أطلق النار على حراس المستوطنة، باغت الجنود النائمين مفرغا ذخيرته فيهم، ومشتبكا معهم بالسلاح الأبيض، واستمر في الاشتباك مع الجنود حتى نال الشهادة.
واعترف قادة الاحتلال آنذاك بأن العملية أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة آخرين، لترسم واقعا جديدا من تاريخ الصراع مع الاحتلال.