باريس: أحيا تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في ساحة فرنسا، اليوم الإثنين، الذكرى الخامسة عشرة، لاستشهاد الزعيم الخالد ياسر عرفات، في العاصمة الفرنسية باريس.
وشهد الحفل، حضور شخصيات اعتبارية عربية ودولية، بالإضافة لقيادات تيار الإصلاح الديمقراطي في الساحات الأوروبية.
وقال أمين سر تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في ساحة أوروبا، الدكتور يوسف عيسى، إنه "على الرغم من حجم التحديات التي تواجه شعبنا في هذه المرحلة، والتي لا يزال يتخللها الأحزان والآلام والمصاعب المضنية، كان لا بد لنا من إحياء ذكرى الزعيم الشهيد ياسر عرفات في باريس، مدينة الأنوار التي كان له فيها أصدقاء كثر على مر تاريخ كفاحه الطويل، وارتفعت منها روحه إلى بارئها في السماء".
وأضاف عيسى، "ولكوننا في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، الأحرص على حفظ إرث قائد الحركة الوطنية الفلسطينية وباعث هويتها، فقد تعين علينا أن نقول كلمتنا هنا مثلما قالتها الجماهير في محتشداتها إحياء للذكرى بعيدا عن أي محاذير أو قيود، فاستحضار ذكرى ياسر عرفات معناه أن لا خنوع، وأن الاحتلال لن يقتل
إرادة الشعب الفلسطيني، ولن يختلط على الناس حديث الإفك ومنطق اليائسين".
وتابع، "في يوم ياسر عرفات يتجدد العزم، ونستذكر العنفوان النضالي والرفق الإنساني، التي اتسمت به علاقات الزعيم مع شعبه، كما نستذكر حرص الزعيم الفلسطيني على نصرة كل الشعوب وقضاياها حتى رأته الأمم شخصية دولية بامتياز".
وأردف، "جئنا اليوم كي نجدد الالتزم بنهج ياسر عرفات وكل خياراته، فقد كان صادقا وشجاعا عندما جعل التسوية والسلام العادل خيارا استراتيجيا قبل أن يغدر به الغادرون، كان صادقا وشجاعا عندما حمل البندقية وفجر الثورة الطويلة المعاصرة"، مستطردا، "لقد دعا آخرون هنا أو هناك لوقفات مقتضبة في ذكرى مرور 15 عاما على استشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات، ولكننا ومن قلب حركة فتح ومعنا كل الأوفياء، أردنا أن نجعل الذكرى هديرا وصرخة تمزق صمت العاجزين، وتؤكد على خط الثائر ضاحب القضية العادلة، وأن الوطنيين هم الأوفياء لإرثه وتقاليد عمله السايسية بأبعاده السياسية والاجتماعية، وعلى أننا الحريصون على استمرار فتح حركة رائدة قادرة على قيادة النضال الوطني".
وأكد عيسى، أن "الزعيم ياسر عرفات وقبل أن يرحل كتب بقلمه الأحمر على شغاف قلوبنا خطوطا لن يجرؤ أحد على تجاوزها، وبهذه الخطوط الحمراء تشكلت خيبة الذين استهدفوا حياته ودسوا له السم، فقد توهم هؤلاء أننا سنكون جاهزين بعد ياسر عرفات لتغيير وجهتنا، وقالوها صراحة أن عرفات هو العقبة، ولكن الأيام أثبتت أن العقبة تكمن أولا في موته لأنه لن يستطيع أحد تجاوز الخطوط التي رسمها، فقد كتب لنا عناوين العمل في المستقبل، وأودعنا الأمانة"، مشددا على "رفض تيار الغصلاح المس بأي من ثوابتنا التي أرساها زعيمنا ياسر عرفات، وتمسكنا بقيم مدرسة المحبة والتسامح والوفاء وصون كرامة الإنسان الفلسطيني وحمايته وفي نفس الوقت".
وأكمل، "مرت 15 عاما على رحيله، هي نفسها الأعوام التي مرت على عجر الآخرين وهوانهم، وعلى جرائم الاحتلال وكذبه وألاعيبه، وعلى الرغم من سنوات الغياب الصعبة، إلا أن مشروع الاستقلال والحرية الذي أرساه عرفات، ظل راسخا وقائما وغير قابل للمساومة"، مشيرا إلى أن ياسر عرفات كان رجلا إستثنائيا في زمن إستثنائي، وكان كبيرا في فعله وقوله ولم يتجاوز أخلاق الخصومة كما يفعل صغار العصر الفلسطيني الردئ، فلم يخاصم أو يصالح إلا في سبيل فلسطين وكرامة أبنائها، ولذلك فإن المقارنة بين زمنين فيه ظلم كبير وتجني على كل الوطنيين الذي نظمت علاقتهم محبة الوطن والزود عنه والسعي نحو حريته واستقلاله".
وأضاف، "إننا في تيار الاصلاح الديمقراطي نؤكد رفضنا التام لما جاء على لسان نظام أردوغان من إفتراءات بحق قائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، محمد دحلان، تعبر عن أوهام وأمراض تسكن عقله المريض، وتتعارض مع كل قيم القانون والأعراف والأخلاق"، مؤكدا أن "دحلان ليس وحيدا في معركته مع الظلاميين، إذ يلتف حوله مئات الآلاف من أحرار شعبنا".
ودعا، "نظام أردوغان للكف عن هذه المهاترات التي لم تجنِ إلا الخيبة والعار"، معبرا عن "رفضه لهذا السلوك بحق قيادي فلطسيني منتخب حاز على أعلى الأصوات في دائرته الانتخابية".
واختتم الدكتور يوسف عيسى، كلمته قائلا، "نعاهدكم أن الحركة الوطنية التي أرسى دعائمها ياسر عرفات لن تخبو، وسوف يعيد لها الوطنيون الاعتبار، ونؤكد أن روح ياسر عرفات لا تزال قائمة فينا وتعيش في وجداننا وستلازمنا، فلروحه السكينة والسلام".
بدوره، وجه رئيس الوفد التونسي في فرنسا، كمال لوريني، "تحية ثورية نضالية إلى كل مناضلي شعب الجبارين، هذا الشعب الذي طيلة هذه العقود يبين دائما أنه على العهد باق، وأن بوصلته واضحة لا تتغير تجاه المحتل وتجاه قضيته الأصل والأم، فمهما دارت الدوائر ومهما علت موجات الغدر والخيانة، بقي شعبنا العربي في فلسطين دائما هو بوصلة الأحرار والشرفاء، وبقي النبض الذي ينبض لهذه الأمة وينير لها مسيرتها".
وقال لوريني، "هذا الشعب اتخذ من الزعيم الراحل ياسر عرفات سيدا وقائدا، فقد حمل بندقيته وغصن الزيتون، وكان صاحب الطلقة الأولى ورجل الثورة بامتياز، عاش مرحلة عزة الأمة العربية وعزة ثورتها المجيدة، صمد ضد كل خيانات الأنظمة العربية وبقي له مكانة خاصة لدى الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج".
وأضاف، "ستظل تونس وفية إلى فلسطين، فدماء التونسيين اختلطت بالدم الفلسطيني في حمام الشط، وقدمنا عددا من الشهداء لا بأس به من أجل القضية الفلسطينية، واليوم تعود تونس التي وقفت مع الشعب الفلسطيني لتجرم التطبيع، وهذا وعد لا نتنازل عنه أبدا".
واختتم لوريني كلمته، قائلا، "أوجه رسالة لروح عرفات، بأن شعبك العربي وفي قسمه المغاربي، سيظل معك ويفديك بروحه ويقول لك على العهد باقون، واسمح لنا أيها القائد أن نقدم البندقية على غصن الزيتون".
من جهته، قال القيادي في حركة المرابطون اللبنانية، محمد درغام، "تفتحت أعيننا في لبنان على الزعيم جمال عبد الناصر، وعند رحيله حزننا كثيرا ولكن لم نشعر باليتم، ولكن شعرنا به عندما رحل الزعيم ياسر عرفات".
وأضاف، "عرفات الرجل الفذ مع إخوانه القادة الشهداء العظام، صنعوا مدرسة من الثورة فريدة من نوعها تقاتل على كل الجبهات، استطاعت أن تنتشر في العالم كله، يومها بيروت تحولت لعاصمة للديناميكية الثورية ومنارة للحرية".
وتابع، "عندما غادر ياسر بيروت متوجها إلى تونس، حوّل المغرب العربي إلى شعلة مقاومة، وعندما ذهب لليمن أشعل لهيب الثورة، وأينما وطات قدماه كانت تصحو معه ضمائر الشعوب".