غزة - عدلي أبو طه: داخل إحدى مزارع الدواجن بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ينقل المزارع يحيى الحية، أنابيب الغاز الفارغة ليضعها خارج المزرعة بانتظار تسليمه أنابيب جديدة تساعده في تشغيل الأقراص الحرارية، لتدفئة كمية كبيرة من الدواجن، عقب شح كميات الغاز التي يعاني منها قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية.
"يحيى" أحد أصحاب مزارع الدواجن الكبيرة في القطاع ، فهي تحتوي على قرابة 4000 فرخ دجاج، ويخشى نفوق الكمية نتيجة شح الغاز، وتكبّده وغيره من أصحاب المزراع خسائر فادحة.
ويقول أبو يحيى خلال حديثه لـ"الكوفية"، "منذ بداية الأزمة قبل حوالي أسبوع تسلمنا من وزارة الزراعة ثلاثة أنابيب غاز وهي لا تكفي لتدفئة المزرعة وتنتهي خلال 24 ساعة وأحتاج كل يوم ثلاثة أنابيب لتشغيل التدفئة".
وأضاف، "توجهنا إلى هيئة البترول نطالب بكميات غاز للمزارعين حيث كانت الهيئة توزع للمزارع 20 طن من الغاز وأصبحت توزع 5 طن فقط"، مشيرًا إلى أن الدجاج يحتاج درجة تدفئة معينة طوال اليوم والكمية الموزعة لا تكفي.
وأكد، أنه "في حال نفوق كمية الدجاج الموجودة في المزرعة فإن خسارته ستكون حوالي 14 ألف شيقل ما بين دجاج وأدوية وأعلاف"، موضحًا أنه "قام ببيع مزرعة قبل أيام تكبد فيها خسارة تقدر بـ50 ألف شيقل بعد نفوق ما يقارب 2500 فرخ دجاج "صوص"، من أصل 8 آلاف فرخ".
وطالب أبو حية، "وزارة الزراعة وهيئة البترول والجهات المعنية بالوقوف إلى جانب أصحاب المزارع وتعويض خسائرهم، كي يتمكنوا من الاستمرار في عملهم"، محذرًا أنه في حال لم يتم حل أزمة الغاز سيؤدي إلى نفوق جميع الدواجن.
ولم يكن المزارع محمد أبو عواد أفضل حالاً من سابقه، فهو يخشى أن يتكبد خسائر كبيرة نتيجة شح كميات الغاز وعدم وجود غاز لتدفئة مزرعته التي تضم حوالي 8 آلاف حبشة.
وبصوتٍ حزين، يقول أبو عواد خلال حديثه لـ"الكوفية"، "الحبش يحتاج تدفئة بشكل مستمر خاصة في ظل المنخفض الجوي وانخفاض درجات الحرارة، والتدفئة تعمل بشكل أساسي على الغاز ولكن عدم وجود الغاز بكميات كافية لتشغيل التدفئة سيؤدي بشكل كبير على نمو الحبش".
وأوضح أن، "المزرعة تحتاج يوميًا 120 إلى 160 كيلو جرام من الغاز أي ما يعادل 6 أنابيب غاز كبيرة، حتى يتم تدفئة المزرعة بدرجة الحرارة اللازمة لنمو الحبش"، مؤكدًا وجود موزعين يعملون على استغلال الأزمة فيما يعرف بـ"السوق السوداء"، ويقومون ببيع أنبوب الغاز التي تزن 12 كيلو بـ75 شيقل، فيضطر لشرائها حتى يتمكن من تشغيل التدفئة ولو لساعات محدودة".
وعن حلول بديلة مؤقتة يمكن أن يستخدمها المزراع للتدفئة، لجأ أبو عواد لاستخدام ما يطلق عليه "دواخين"، وهي عبارة عن إشعال نار داخل صناديق يتفرع منها مداخن موزعة على زوايا المزرعة تبعث درجة حرارة غير منتظمة تساعد في التدفئة، لكن لها تأثير سلبي كبير وتتسبب بأمراض للحبش.
وناشد أبو عواد، كافة الجهات المسؤولة وعلى رأسها هيئة البترول ووزارة الزراعة بتوزيع كميات الغاز اللازمة لتدفئة المزارع، والعمل على إيقاف "السوق السوداء" والحد من استغلال الأزمة.
بدوره، قال رئيس نقابة مربي الدواجن بغزة مروان الحلو، إن "قطاع الدواجن يمر بأزمة الغاز منذ عشرة أيام وأنهم عملوا مع كافة المؤسسات والجهات المعنية ليتم انقاذ ذلك القطاع من ما يمر به من أزمات".
وبين الحلو، أن قطاع الدواجن يضم ما يقارب 3 مليون ومئتي ألف دجاجة موزعين على مزارع قطاع غزة، برأس مال حوالي 70 مليون دولار، مشددًا على ضرورة أن يتم التدخل الفوري لحل أزمة الغاز حتى لا يحدث انهيار لقطاع الدواجن وتكبد خسائر فادحة ممكن أن تؤثر على القطاعات الأخرى.
وأوضح، أن النقابة اجتمعت مع هيئة البترول في قطاع غزة ووزارة الزراعة، ولامسوا تجاوب من الهيئة والوزارة الذين بدورهم وعدوا بزيادة كمية الغاز لقطاع الدواجن، مؤكدًا أن الهيئة بدأت بصرف الكمية التي تقدر بـ25 طن ليتم توزيعها على أصحاب المزارع من خلال محطات التعبئة.
وبين، أن المزارع تحتاج يوميًا من 50 إلى 60 طن وأن ما تم صرفه لا تكفي بالحد المطلوب، كون المزارع تحتاج إلى تدفئة مستمر في ظل الأجواء الباردة، معربا عن أمله
أن يتم حل الأزمة بشكلٍ كامل، وصرف كميات الغاز المطلوبة دون نقصان حتى لا يتكبد قطاع الدواجن خسائر أكبر.
ودعا الحلو، كافة الجهات المسؤولة بضرورة الاهتمام بقطاع الدواجن ودعمه أسوة بالقطاعات الأخرى.