القاهرة: انطلقت ظهر اليوم السبت، أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، بشأن صفقة ترامب.
وافتتح وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم الجلسة بقوله، إن "بلاده تحث الفلسطينيين على الالتزام بالوحدة والتماسك؛ للقدرة على إقامة دولة فلسطينية موحدة، وضمان العودة لجميع الفلسطينيين".
وأضاف الحكيم، خلال كلمته، "العراق حكومة وشعبًا وعشائرًا ومرجعيات دينية، يقف مع الشعب الفلسطيني"، داعيا إلى تقديم كافة أشكال الدعم لفلسطين".
وأضاف، "نعتقد أن حل مشاكل المنطقة لا بد أن يمر من خلال حل القضية الفلسطينية، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس"، مطالبا الجامعة العربية بضرورة العمل مع الدول الأوروبية، والإسلامية، وروسيا، والصين، واليابان، ودول عدم الانحياز، لرفض الخطة، وتوضيح خطورتها على العالم أجمع.
ودعا إلى وضع استراتيجية للعمل مع دول العالم لزيادة الوعي العالمي حول مخاطر صفقة ترامب المجحفة.
صفقة مخيبة للآمال
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن "سياق طرح الخطة الأمريكية يثير علامات استفهام، مضيفا، "الطرح الأمريكي الأخير يكشف عن تحول حاد في سياسة واشنطن تجاه الصراع في الشرق الأوسط".
وتابع أو الغيط في كلمته، "لم نكن نتوقع أن تكون نهاية الطريق بهذا المستوى المخيب للآمال، مشيرا إلى أن "اجتماعنا الطارئ اليوم يوجه رسالة للعالم بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم".
وأكد، أن "فلسطين قضية العرب جميعا وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، مردفا، "اجتماعنا اليوم هدفه الخروج ببلورة عربية للرد على طرح خطة ترامب".
وتابع، "توقيت طرح خطة ترامب يوجه رسالة سلبية حيال سياسة واشنطن في الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن اليمين الإسرائيلي يعتبر الطرح الأمريكي ضوءا أخضر للتوسع الاستيطاني.
وأضاف أبو الغيط، "لا نزايد ولا نتاجر بقضايانا، ونجتمع اليوم لبحث ما يترتب على الطرح الأمريكي مستقبلا".
وأكد، أن "الوضع الحالي لا يلبي طموحات الفلسطينيين، وأن خطة ترامب تؤسس لوضع الأبارتايد".
وشدد أبو الغيط، على ضرورة أن يتفاوض الطرفان بشكل مباشر، لافتا إلى أن "تفاصيل الحل لا يمكن أن تكون مفروضة فرضا ومعدة سلفا".
ترامب لا يعلم شيئا عن الصفقة
من جهته، قال الرئيس محمود عباس، خلال كلمته، "طلبنا عقد الاجتماع الطارئ لمواجهة خطة ترامب ومنع ترسيمها كمرجعية دولية للصراع".
وأضاف عباس، "وعد بلفور لم يكن بريطانيا بحتا لكنه تم بالتنسيق الكامل بين أمريكا والمملكة المتحدة".
وتابع، "واشنطن أصرت على إدراج وعد بلفور في ميثاق عصبة الأمم"، مشيرا إلى أن وعد بلفور شدد على "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وأكد على تثبيت حقوق مدنية ودينية للمحتل".
وبين عباس، "جلسنا مع الجانب الإسرائيلي في مفاوضات استمرت 8 أشهر دون علم أمريكا، كان ثمرتها اتفاق أوسلو، ونجحت المفاوضات وقتها لأن أمريكا لم تكن تعلم، وأجّلنا القضايا الكبرى للتفاوض خلال 5 سنوات والوصول إلى حل نهائي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى أنه "كان اتفاقا مرحليا يمنحنا مكاسب عديدة".
وقال عباس، إن "نتنياهو وباراك اعترضا على اتفاق أوسلو وبعد اغتيال رابين أوقفت أوسلو"، لافتا إلى أن "نتنياهو لا يؤمن بالسلام".
وأضاف، "حققنا إنجازا كبيرا في التفاوض خلال عهد أولمرت"، مردفا، "اتفقت مع أولمرت سابقًا بنسبة 70% لكننا تفاجئنا أن دخل إلى السجن".
وأوضح أن "اتفاق أوسلو تم تمريره في غفلة من الولايات المتحدة".
وتابع، " التقيت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 مرات ووفده ذهب وأتى إلينا 37 مرة ولم تُثمر الجلسات عن شيء، ولقائي الأول مع ترامب كان مُبشّرا".
وأكد عباس، "سألت ترمب في أول لقاء معه عن حل الدولتين قال موافق، وعن الأمن قال: أنا جاهز لإرسال قوات من الناتو للأراضي الفلسطينية، وعن القدس، فقال: القدس الشرقية الكم، وشعرت أننا سنحل القضية الفلسطينية في 5 دقائق".
وأضاف، " قلت لترامب أنني أؤمن بعدم جدوى السلاح، جربناه في 48 و67 وغيرها، وما مشي الحال، وأنا مؤمن بأننا لا نريد السلاح، نريد بناء دولة وأسعى لأن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، فقال لي: أنت رجل عظيم كيف يقولون أنك إرهابي؟".
وتابع، "نتعاون مع 83 دولة في العالم لمحاربة الإرهاب، ومؤمنون فعلا بمحاربة الإرهاب المحلي والدولي".
وأردف، " تفاجئنا بعد شهرين من لقاء إيجابي مع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لـ"إسرائيل" وأوقف ما يقدمه لنا من مساعدات بنحو 840 مليون $ ولوكالة الغوث الدولية"، متابعا، " قالوا لي أن الرئيس ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرئها، فقلت لن أستلمها".
وقال، "ترامب طلب مني أن أتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، وأنه يريد إرسال رسالة لي، فرفضت استقبالها"، مضيفا، "ترامب اتصل بي وقال لي: سأضم القدس، وسأعطيكم أشياء أخرى".
وأكمل، "رفضت استلام الخطة وتلقي اتصالات ترامب لأنني كنت أعرف أنه سيبني عليه بأنه قام بمشاورتنا"، مشيرا إلى أنه "لم يحدث أي اتصال بيننا وبين إدارة ترامب لأننا لم نعد نصدقهم".
وأكد، أن "صفقة القرن تتضمن تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، والصلاة يوم إلنا ويوم الهم،ولو طلع يوم الجمعة الهم، فلن نصلي بالأقصى".
ولفت، إلى أنهم "يريدون أن تكون العاصمة في قرية أبو ديس، وكل القدس لم تعد لنا، واللاجئين انسوا الموضوع"، مشيرا إلى أنه "رضينا بـ مساحة 22 من فلسطين، قبلنا بالبين والبين ما رضي فينا، قبلنا لأنه بدنا نخلص بدنا حل، والآن يريد أن يأخذ 30% من الضفة ليتبقى لنا 11% من مساحة فلسطين التاريخية للفلسطينيين في خطة ترامب، إضافة للسيطرة الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن، كما تتجاهل قضية اللاجئين وأنا واحد من اللاجئين الذين تتنكر لهم صفقة القرن".
وأوضح، "ترامب لا يعرف شيئا عن هذه الخطة وليس له علاقة بها، بل وضعها الثلاثي المحيط به، سفيره في إسرائيل فريدمان والولد جوز بنته كوشنر وغرينبلات الذي أدى دوره وغادر".
وتابع، "مجرد أن قالوا إن القدس ستضم لإسرائيل، رفضت هذا الحل اطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني انني بعت القدس، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا، كما أن الخطة ستعطي منطقة المثلث بسكانها العرب لنا للتخلص منهم".
وقال عباس، في جلسة الجامعة العربية، "كل يوم يهدموا بيوت فلسطينية وبحجة البناء دون ترخيص ويبنوا مستوطنات ويخططون لإنهائنا خلال الـ4 سنوات المقترحة بصفقة القرن".
وأضاف، "طلبوا مني هذه الطلبات لإثبات حسن نيتي لترامب ونتنياهو، الاعتراف بيهودية دولة "إسرائيل" وبالقدس موحدة عاصمة لها، وأن أنزع سلاح غزة وقبول ضم الأراضي الفلسطينية وإلغاء حق العودة، وعدم وجود سيادة على الأراضي الفلسطينية ولا حدود لنا مع الأردن، ولا سيطرة بحرية جوية أرضية للفلسطينيين، الموافقة على إلغاء قرارات المرجعية الشرعية وسيعطوننا المثلث الفلسطيني بسكانه".
وتابع، " بعد أن أصبحنا عضو مراقب الأمم المتحدة أخذنا عضوية 110 منظمات من أصل 522 منظمة دولية ومعاهدة للانضمام لها وبصراحة ابتعدنا عن بعض المنظمات التي يتحسس الأمريكان منها"، مشددا على ردود الفعل الدولية والعربية من صفقة القرن بتبيض الوجه، حسب تعبيره.
وأكد عباس، "أعلم ومتأكد أن العالم لا يقبل بالظلم وسيقف إلى جانبنا، إحنا 13 مليون فلسطيني وشعب منيح وأوادم ومحترمين ومتعلمين".
وبين، "حاولنا نشر ثقافة السلام للجميع للفلسطينيين في الداخل والخارج، وأقصى تظاهرة تخرج في الضفة الغربية "مظاهرة سلمية" وملتزمون بهذا"، مؤكدا، "اعترفنا بإسرائيل واسحاق رابين اعترف بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".
ووجه عباس رسالة للعرب، قائلا، "ما بدي تقولوا لأمريكا لا، ولكن أيدني وهيك بتريح راسك وحالك، ونطلب من العالم أننا مع الشعب الفلسطيني".
وشدد، على أن "أمريكا لم تعد صديقة ولن نقبل بها وسيطا وحيدا، ونحن نريد أن نبحث عن حل ولسنا عدميين، وسأتوجه لقمة المؤتمر الإسلامي والقمة الإفريقية، ومن ثم سأتوجه إلى مجلس الأمن لوضع حل لقضيتنا".
وأكمل، " أبلغنا الإسرائيليين والأمريكان برسالتين الأولى وصلت إلى نتنياهو والثانية إلى رئيس السي آي ايه، ومفادها أنه لن يكون هناك أية علاقة معكما "إسرائيل" وأمريكا بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعلى الإسرائيليين أن تتحمل المسؤولية كقوة احتلال".
وأكد أن "صفقة ترامب مرفوضة جملة وتفصيلا وما زلنا نؤمن بالسلام على أن يتم إنشاء آلية دولية"، مشددا على أنه "لا مكان على طاولة المفاوضات لأي جزء من الصفقة الأمريكية".
التسوية الشاملة راسخة ولن تتغير
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على موقف مصر الثابت والمؤيد للقضية الفلسطينية.
وقال شكري خلال كلمته بإجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، إن "محددات التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية راسخة ولن تتغير"، مشيرا إلى أنه "من الضروري أن يكون هناك موقف فلسطيني واضح في إطار الحفاظ على المشروع الوطني".
وشدد على أن المجتمع الدولي ملزَم باحترام الشرعية التي اكتسبتها القضية الفلسطينية.
متمسكون بالمبادرة العربية
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على تمسك بلاده بتطبيق المبادرة العربية التي أقرتها الجامعة في العام 2002.
وقال الصفدي، خلال كلمته في الجماعة العربية، " تاريخية اللحظة تحتم علينا الخروج من اجتماعنا بموقف عربي موحد"، داعيا إلى إطلاق مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
وحذر الصفدي، من فرض أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى السيادة على القدس المحتلة "فلسطينية" والوصاية على المقدسات "هاشمية" وحماية الأراضي الفلسطينية مسؤولية عربية ودولية.
وأضاف، "حل القضية بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني شرط استقرار المنطقة"، مشددا على استمرار الأردن في العمل مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام".
المفاوضات خيار استراتيجي
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن "السعودية بذلت جهودا مضنية لمساندة الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى أن "القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية للملكة العربية السعودية".
وأكد بن فرحان، أن "إقامة السلام العادل والشامل عبر المفاوضات هو الخيار الاستراتيجي الذي تنادي به الرياض".
قضية العرب المركزية
من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، على موقف بلاده المؤيد لخيارات الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للعرب.
وقال الحضرمي، "سنبقى إلى جانب فلسطين حتى نيل حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، لافتا إلى أنه "لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف، "موقفنا ثابث وداعم وراسخ ولن يتغير تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الغير القابلة للتصرف، ونرفض أي محاولة للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني"، منوها إلى أنه "لا سلام بشرعنة الاحتلال والتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية".
الاعتراف بالدولة الفلسطينة
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد، أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، مؤكدا على موقف بلاده الثابت في دعم خيار الشعب الفلسطيني.
ودعا دول العالم إلى الإعتراف بالدولة الفلسطينة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم إجراءات التي تتخذها السلطة الفلسطينية لفرض سيادتها على القدس والأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على أن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي للدول العربية كافة.
دعوة لدراسة الصفقة
قال وزير الخارجية البحريني، إن "الخطة التي تقدم بها ترامب نقدرها ونعرب عن تطلعنا للنظر فيها ودراسة إيجابياتها والعمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين".
وأضاف خالد بن أحمد، "أجدد التأكيد على موقف البحرين الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ودعمها لكافة الجهود الهادفة للتوصل لحل شامل وعادل للقضية".
يمكن البناء عليها
قال وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، إن بلاده، "لم تطّلع بشكل كامل على الأفكار والطروحات التي وردت في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كأساس للتفاوض"، موضحا أن "ما عرض في الخطة ليس للموافقة الفورية، ولن يكون صالحًا لذلك".
وأشار إلى أن خطة واشنطن "قد تكون ذات أفكار يمكن البناء عليها"، مضيفا أنها "محاولة أمريكية قد تكون آلية للمستقبل".
وأكد بن علوي أن " الحل النهائي يجب أن يبنى على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة"، وتابع أن "الحل هو ما يتوصل إليه الطرفان، وليس ما تطرحه المبادرات".
ندعم حقوق الفلسطينيين
قال وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن "الإجتماع الوزاري العربي الطارئ بالقاهرة يؤكد الحرص العربي على العمل لإيجاد حل للقضية الفلسطينية"
وأضاف قرقاش خلال كلمته، أن "دولة الإمارات تؤكد دعمها لجهود إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية"، مؤكدا على ضرورة بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
يتبع...