للمرة الثالثة خلال أربعة سنوات تدعو موسكو الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماعات معها ولديها بهدف معلن وهو المساهمة في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، الاجتماع الأول كان في منتصف كانون ثاني عام 2017، تبادلت فيه الفصائل تكرار الاتهامات وتحميل كل طرف الأطراف الأخرى مسؤولية الانقسام وكان هذا الاجتماع بالغ الأهمية نظرياً لتزامنه مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض والتهديد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة هذه الاجتماعات التي تمت تحت إشراف فيتالي ناومكن مدير معهد الاستشراق في الأكاديمية الروسية للعلوم لم تخرج بأي قرارات ذات أهمية.
الاجتماع الثاني كان بعد أكثر من عام بقليل من الاجتماع الأول ويمكن القول أنه كان نسخة عنه حيث تم الغاء صدور بيان ختامي مشترك وسحبه من التداول بعد الاتفاق عليه.
ومنذ أيام وجهت موسكو دعوات جديدة للفصائل الفلسطينية لمناقشة الأمور المتعلقة بمواجهة صفقة القرن، وربما وجدت القيادة الروسية أن وحدة الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة واحتمالات نجاح اليمين الاسرائيلي بتشكيل حكومة أكثر تطرفاً من الأسباب الاضافية لتشجيع الفلسطينيين على إزالة الاسباب التي أعاقت التوصل إلى إنهاء الانقسام.
روسيا بطبيعة الحال تدرك عمق الأزمة الداخلية الفلسطينية مما أدى إلى فشل كل الجهود الخارجية والداخلية في إنهاء الانقسام لكنها تدرك بالمقابل إن لها دوراً لا بد منه كلاعب سياسي أسياسي في هذه المنطقة والمسألة الفلسطينية بشكلٍ عام والأزمة الداخلية الفلسطينية تشكل مدخلاً ضرورياً لتواصل هذا الدور وإستمراره من هنا فإننا نعتقد على ضوء عدم مراهنة موسكو على لعب دور مؤثر من خلال ملف المصالحة فإنها مستفيدة من علاقاتها الطيبة والمميزة مع الاحتلال الاسرائيلي وبدعوتها لحركة حماس فإنها على الغالب ستسعى ليكون لها دوراً مؤثراً وفاعلاً بإتجاه ملفين عدا ملف المصالحة ونقصد هنا ملف التهدئة من ناحية وملف تبادل الأسرى من ناحية ثانية.