في الليلة الظلماء يفتقد البدر، في ذكراك العطرة تعود بنا الذاكرة إلى ذلك اليوم الحزين، يوم ودعت فتح و الثورة الفلسطينية وجماهير شعبنا رجلا ليس ككل الرجال، عندما بكى الرجال.. كل الرجال غياب الظافر المحمود القائد النموذج.
المشعل الذي أضاء الطريق لجيش من الأحرار والحرائر نحو فلسطين الفتح والثورة، وقدم خير مثال للتضحية المتجددة و العطاء بلا حدود، وكان القدوة الحسنة في كل شيء لجيل من الطلائع المناضلة التي صنعت ملحمة الشبيبة الفتحاوية في الأرض المحتلة.
هذا الرجل الذي ظل دائما في الطليعة النضالية يتقدم الصفوف وقاد مرحلة البناء والتأسيس الحقيقي لإذكاء و تصعيد و تفعيل روح المقاومة الصادقة و الهادفة في ميدان الفعل الكفاحي.
أبو الظافر الذي إنصهر في فتحاويته المنتصرة و وطنيته الخلاقة بلا حساب و أعطى بلا حدود، حتى في أقسى حالات المرض اللعين الذي نهش جسده الطاهر بلا توقف ظل شامخا حتى النفس الأخير.
من هنا ترك القائد و الفدائي و المناضل على الأرض ما يعجز اللسان عن وصفه من قيم نضالية و أخلاقية، وشكل نموذجا للفخر و الإعتزاز من أخوته و رفاقه في سجون الإحتلال الغاشم و ساحات الإشتباك و المواجهة يبعث الإلهام بالصبر و الصمود و عنفوان الإرادة و الثورة حتى النصر.
ستذكرك الأجيال وكل الأحرار القائد الرمز أبو ظافر في كل المحطات النضالية فإن غبت جسدا فإن روحك الطاهرة ما تزال تعيش معنا و بيننا و فينا لا تفارق حتى نلقاك شهداء أو شهداء على درب كل الرواد و الطلائع من الشهداء الأبرار و الأسرى البواسل، درب الحرية و الإستقلال و النصر.
وإنها لثورة حتى النصر.. لن تسقط الراية