القدس المحتلة: منذ إعلان حالة الطوارئ في فلسطين وانتشار جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي هذه الظروف الخطيرة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية والاستيطانية، حيث قتلت قوات الاحتلال 6 مواطنين، وأصابت 250 آخرين، واعتقلت 800 فلسطيني آخرين.
كما هدمت سلطات الاحتلال عشرات المنازل والمنشآت السكنية، وواصلت توسيع جرائمها بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وقطاع غزة، في انتهاك فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
هذه الجرائم التي توجتها الإدارة الأمريكية بإعطائه الضوء الأخضر للحكومة الاحتلال الجديدة (نتنياهو، جانيتس) لتشريع والبدء بضم أراضي الضفة الغربية وشمال البحر الميت وتوسيع الاستيطان، مستغلة جائحة كورونا.
وعلى اثر هذه الجريمة الأمريكية الإسرائيلية قرر الرئيس محمود عباس، الإسبوع الماضي، أن منظمة التحرير، ودولة فلسطين قد أصبحتا في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين (الأمريكية والإسرائيلية)، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الأمنية، وأن القيادة اتخذت هذا القرار التزاما بقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
جرائم بالجملة
ويقول المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال صعدت من جرائمها وانتهاكاتها بشكل كبير منذ الإعلان عن جائحة كورونا في الأراضي الفلسطينية، وعملت على استغلال هذه الجائحة لتوسيع رقعة أنشطتها الاستيطانية والعدوانية، حيث واصلت سلطات الاحتلال جرائمها وانتهاكاتها بحق المواطنين وممتلكاتهم، وتنفيذ ضم أراض فلسطينية جديدة وتوسيع البؤر الاستيطانية، وتنفيذ عمليات القتل وإطلاق النار والاعتقالات بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد نائب مدير دائرة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، ياسر عبد الغفور، إنه منذ بداية أزمة كورونا وفرض حالة الطوارئ وحتى مساء الأربعاء 20 مايو 2020، اقترفت قوات الاحتلال 1539 انتهاكاً، وقتلت 6 مواطنين فلسطينيين، وأصابت 248 آخرين، ونفذت 760 عملية توغل منها 6 شرق قطاع غزة، ونفذت 22 عملية هدم، كان آخرها اليوم الأربعاء، فضلا عن عشرات الإخطارات بالهدم ووقف البناء، ونصبت 379 حاجزا مفاجئا فضلا عن الحواجز الثابتة، وأغلقت عشرات الطرق.
إطلاق نار واعتقالات
وأضاف الباحث عبد الغفور، أن قوات الاحتلال أطلقت النار 95 مرة على الأقل تجاه المزارعين ورعاة الأغنام شرق القطاع، و44 مرة تجاه قوارب الصيادين حيث أصابت 10 صيادين واعتقلت 2 ودمرت عدة قوارب.
وأكد على أن عمليات الاقتحام التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمدن والبلدات الفلسطينية في كافة مناطق الضفة الغربية المحتلة، تشكل ثغرة في جدار الإجراءات الوقائية الفلسطينية لمواجهة جائحة كورونا، حيث غالبا لا تستخدم قوات الاحتلال إجراءات وقائية.
وشدد على ان قوات الاحتلال لا تزال تستبيح بلدة يعبد في جنين وتمارس كل أشكال التنكيل والملاحقة والحصار للبلدة، فيما اعتقلت نحو 50 من سكانها في إطار سياسة العقاب الجماعي بعد إعلانها مقتل أحد جنودها بحجر الأسبوع الماضي.
وبين أن تلك الإجراءات الإسرائيلية لم تتوقف عند ذلك بل تعدت الى إلقاء قوات الاحتلال لعشرات آلاف العماال على الحواجز في انتهاك ينطوي على التمييز وساهم بنشر فيروس كورونا في الضفة .
وشدد بالقول، إن سلطات الاحتلال استغلت جائحة كورونا، لفرض وقائع على أرض الواقع مثل تكريس الاستيطان ومصادرة الأراضي مثل ما حدث من مصادرة أراضي المسجد الإبراهيمي ومحاولة السيطرة على جبل العرمة في نابلس، والتوسعات الاستيطانية المختلفة، فضلا عن تشكيل حكومة ائتلافية تقوم على اتفاق يقضي بضم أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية.
الاستيطان
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وليد عساف، إن المستوطنين أقاموا خلال الأسابيع الماضية أربع بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في رام الله وبيت لحم ومنطقة الأغوار .
ومنذ إعلان حالة الطوارئ في فلسطين بسبب كوفيد 19، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من الاقتحام المتكرر والممنهج لمخيمات و أحياء مدينة القدس، وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ودهم وتفتيش العديد من المنازل والمحال التجارية، واعتقال المواطنين وجرح آخرين.
وداهمت قوات الإحتلال لـ”47 منشأة للفلسطينيين، وهجرت 70″ منهم قسريا، وقد أجبرت قوات الاحتلال الفلسطيني طارق محمد علي على هدم منزله بنفسه الكائن في مخيم شعفاط بمدينة القدس، بتاريخ 13 آذار، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الإحتلال بعملية الهدم بحجة عدم الترخيص.
كما منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى الخدمات الصحية، حيث تواجههم منظومة شاملة من الحواجز العسكرية، وجدار الضم والتوسع، والسواتر والجدران الترابية والطرق المسدودة، وغيرها حيث “أن أكثر من 40 تجمعاً للفلسطينيين يجدون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية بسبب وسائل الإغلاق تلك والتي يقدر عددها جميعا بـ 705 وسيلة إغلاق”.
هدم مباني
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) انه تم استهداف 19 مبنى في الضفة والغربية والقدس المحتلتين بالهدم والمصادرة من قبل قوات الاحتلال، في إطار تصعيد عدوانها بحق الفلسطينيين في ظل جائحة كورونا .
وأوضح مكتب الامم المتحدة ( أوتشا) في تقرير له ، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية استغلت حالة الطوارئ بسبب ” كوفيد19″ ، لتهدم وتصادر 11 مبنى يملكه فلسطينيون في المنطقة (ج)، وهدم مبنى على يد صاحبه في القدس الشرقية، بحجة الافتقار إلى رخص البناء، ما ألحق الأضرار بأكثر من 100 شخص، ولم تسجَّل أي حالات تهجير.
ولفت التقرير إلى أن ستة من هذه المباني بناءً قد استهدفت على الأمر العسكري رقم 1797، الذي ينص على التعجيل في إزالة المباني غير المرخصة التي تعد “جديدة”، و في يوم 11 أيار/مايو، هدمت القوات الإسرائيلية على أساس عقابي الطابق العلوي في منزل يتألف من طابقين في قرية كوبر (رام الله)، مما أدى إلى تهجير فلسطينييْن.
وذكر تقرير أوتشا، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت 59 فلسطينيا، بينهم أربعة أطفال، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وأن قوات الاحتلال نفذت في المجمل 87 عملية بحث واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية واعتقلت أكثر من 100 فلسطيني، من بينهم سبعة أطفال.
حصار قطاع غزة
وشهدت هذه الفترة جملة من الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما ، في ظل انتشار فيروس كورونا ،حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النيران في 45 مناسبة على الأقل في المناطق المحاذية للسياج الحدودي مع إسرائيل وقبالة ساحل غزة في سياق فرض القيود على الوصول.
ونتيجة لذلك، أصيبَ صيادان بجروح في إحدى هذه الحوادث ولحقت الأضرار بقاربين، كما توغلت وحدات إسرائيلية ونفذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي شرق خان يونس.
وفي يوم 6 أيار/مايو، قصفت الدبابات الإسرائيلية عددًا من المواقع في غزة، دون أن يبلغ عن وجود اصابات بين المواطنين،فيما لحقت الأضرار بعدد من المنشآت في هذه المواقع، كما تستمر قوات الاحتلال باستهداف المزارعين والصيادين في القطاع حيث تقوم بعمليات إطلاق النار عليهم بشكل يومي في انتهاك لكل اتفاقيات التهدئة التي أبرمتها الفصائل الفلسطينية مع اسرائيل برعاية أممية ومصرية بعد انتهاء حرب غزة عام 2014.
كورونا والأسرى
كما استغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي انشغال دول العالم بمواجهة فيروس “كورونا”؛ للانتقام من الأسرى الفلسطينيين وتضييق الخناق عيلهم.
وقررت إدارة السجون، مؤخراً، سحب 140 صنفًا من “الكنتينا” منها مواد التنظيف التي تُشكل حجرًا أساسيًّا لمواجهة “كورونا”، خاصة مع انعدام مواد التعقيم داخل بيئة السجن التي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض والأوبئة، بسبب قلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام، الذي بدوره لا يناسب الاكتظاظ الكبير للأسرى داخل السجون.
واكد المختص بشؤون الأسرى والمعتقلين، عبد الناصر فروانة، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية /مارس وحتى اليوم ما يقارب 800 فلسطينيا، من بينهم أطفال وفتيات وسيدات (80) طفلا و(10) نساء، مشدد على أن الهجمة تشتد في الأيام الأخيرة على بلدة يعبد في مدينة جنين بالضفة الغربية.