بغداد: يواصل نظام رجب طيب أردوغان محاولاته الحثيثة لفرض النفوذ العثماني في الأراضي العربية، والتي بدأت بالتدخل التركي في الشؤون العربية وإيواء الخارجين على بلدانهم، ثم الشروع بالتمدد العسكري ومحاولة السيطرة على أراضٍ عربية بدأها بسوريا، مرورا بليبيا، وأخيرًا العراق.
تعدٍ سافر
الباحث الاستراتيجي والسياسي العراقي جاسم حنون، أكد لـ"الكوفية"، أن التدخل العسكري التركي في شمال العراق، يعتبر تعديا سافرا على سيادة العراق، وهو مرفوض جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أن نظام أردوغان يسعى لفرض سيطرته على المثلث الاستراتيجي الواقع في منطقة الربط بين كلٍ من سوريا والعراق وتركيا.
وأضاف حنون، أن حاكم تركيا يتغول في الأراضي العراقية والسورية بزعم تأمين حدود الأناضول من الجنوب بشكل مطلق، ومنع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الوصول إلى الأراضي التركية.
وتابع، أن تركيا لا تريد للعراق أن يستقر بشكل مطلق، لأنها تعي جيدًا معنى استقرار العراق، وما قد يترتب عليه من آثار اقتصادية، لافتا إلى أن تركيا قد تخسر وقتها ما يزيد على 14 مليار دولار سنويًا حصيلة تعاملات تجارية تتم في هذه المنطقة.
الأزمة الليبية
وفي شأن أخر، استغل نظام أردوغان، الصراع الدائر في ليبيا بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبين ميليشيات حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، وتمثلت في بسط نفوذه بدعم ميليشيات السراج في مواجهة الجيش الوطني.
ويطمع أردوغان في وجود استراتيجي على الأراضي الليبية ما يمنح بلاده موقعا متفوقا في مواجهة الدول الأوروبية، ويعزز من موقفها في الصراع الأزلي مع جارتها اليونان.