هل من دماء جديدة تحيي الأمل وتبعث الروح في الخارطة السياسية الفلسطينية التي تعطلت مكوناتها حد الغياب، وما نسمعه من هذه الأصوات هو رجع صدى لآخر شعار وصرخة، لا للصفقة، بعد إرتطامه بالحائط، وخفتت حتى النحنحات، وهذا الصدى الجنائزي العائد إلينا هي مراسم دفن الموتى، فقد ماتوا فرادى، أو، جماعات، يؤبنون بعضهم البعض، ويتداعى بعد الدفن، حوذي التحرير، رافعا الصوت عاليا بين المشيعين قبل مغادرة المدفن، رجاءاً من كل من له دين أو متعلقات في ذمة الفصائل والأحزاب، إما المسامحة أو إنتظار بيع أملاكهم.
هل من دماء جديدة تحيي الأمل، وتبعث الروح في الخارطة السياسية الفلسطينية التي دفناها وإنتهينا.
أين المفكرون؟ أين المثقفون؟ أين الشباب الواعدون؟ أين كل من مازال على عهد فلسطين الأرض والإنسان؟ الميدان يناديكم ويتسع للكثير، إستخلصوا العبر، ولنبدأ من جديد، فالطريق إلى الحرية والكرامة مازال طويلاً، ينتظر أفكارا جديدة، ينتظر أرواحاً جديدة، ينتظر أخلاقاً وسلوكيات جديد.
لا تنظروا من ماتوا فلن يعودوا، فكثير من الأحياء ميتون.
أعيدوا ترتيب الطبيعة كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش في "مديح الظل العالي" لأننا مازلنا فيما يشبهها، ها هنا صفصافة، هناك
قلبي، ها هنا قمر التردد، ها هنا عصفورة للتردد، هناك نافذة تعلمك الهديلا، وشارع يرجوكي ان تبقي قليلا ....
لكن لا تناموا أيها المفكرون، والمثقفون، والأذكياء، ولو قليلا، فشعبكم يناديكم، تعالوا، وإبدأوا عملا جديدا، إصنعوا أحزاباً فتية جديدة، وغادروا سلبيات تجربة من ماتوا وشيعوا لمثواهم الأخير، وابنوا أحزابكم الجديدة عالعلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يجدي، وكونوا كراماً شرفاءاً، فقضيتنا قضية كرامة وشرف، وسارعوا بالتنظيم، قضيتنا ما يحلها غير التنظيم، الفراغ ينتظركم شباب فلسطين، فقد طويت حقبة من الزمن بما فيها، وبكل من فيها، وأنتم المخلصون والمُخَلِصون.