قال د. أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، اليوم الإثنين، إن مشاهد اقتحام منازل قيادات وكوادر حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة، يعيد لذاكرتنا ما كان يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.
وعبر الرقب خلال مداخلةٍ له في برنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية" عن حزنه واستياءه لما وصلت له السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
وعزى الرقب، أسباب إقدام السلطة على هذه الاعتقالات، للتغطية على أزماتها السياسية وانحراف بوصلتها وعدم مقدرتها على التعليق بما يخص التطبيع القطري في حين أظهرت مواقف حادة من الامارات والبحرين، مؤكدا:" رغم رفضنا التام للتطبيع".
وأشار الرقب إلى أن الهجمة التي تشنها أجهزة أمن السلطة على كوادر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لن تتوقف وسنجد يوميا اعتقال لكوادر لمجرد اختلافهم مع السلطة بالرأي.
كما أشار إلى أن هناك تغول لأجهزة أمن السلطة والجهاز التنفيذي هو صاحب القرار بعد حل عباس المجلس التشريعي وتغييبه للقضاء.
وأوضح الرقب، أن الدكتور فراس الحلبي اثناء عودته للقاهرة لاستكمال أوراقه واستخراج شهادة الدكتوراه تم اعتقاله على الرغم من عدم وجود لائحة اتهام ضده فالأجهزة الأمنية مددت له دون وجه حق.
صندوق الاقتراع هو الحكم
وأكد الرقب أنه في حال الذهاب للانتخابات سيتفاجأ رئيس السلطة وبطانته من حجم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح.
وأضاف، "عندما عُقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل تفاءلنا خيرا أن يتم الاتفاق على تجديد الشرعيات التي تآكلت".
وتابع، القيادات التي تحكمنا فاقدة للشرعية القانونية منذ 15 عاماً، وبطانة "عباس" قالت أننا ذاهبين لانتخابات نهاية العام الجاري على الرغم أنني على قناعة تامة أن ذلك لن يتم في ظل وجود محمود عباس في الحياة السياسية.
وأكد الرقب أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة في كل القوانين والأعراف بما في ذلك الدستور الفلسطيني.
وكشف الرقب أن السلطة وعدت حركة حماس بوقف اعتقال كوادرها في الضفة الغربية المحتلة، في المقابل يعتقل أبناء تيار الإصلاح وكوادر فتح مما يدل على حالة التخبط والارتباك التي يعيشها رئيس السلطة محمود عباس.
وأضاف، "ناضلنا من أجل أن نعيش بحرية وكرامة لا أن نعاني ما عانيناه في سجون الاحتلال الإسرائيلي ".
وتابع، عندما تمارس السلطة نفس الأسلوب دلالة على فقدانها البوصلة الوطنية وعدم مقدرتها على تحديد مستقبلها السياسي.
الفجر قادم والظلم زائل
كما أكد الرقب، نحن واثقون أن وراء الليل هناك فجر، فالفجر قادم لا محالة والظلم سينتهي ولن يبقى زيف السلطة للأبد طالما أن هناك أحرارا يرفضون هذه الأساليب في التعامل.
وأشار الرقب أن السلطة وقيادتها يُعلقون كل أزماتهم على القائد الوطني محمد دحلان.
وأفاد الرقب، كان هناك فرصة لأن تعيد الفصائل ترتيب البيت الفلسطيني، لكن هذا لم يحدث بعد، مما يدلل على أن مستقبل العملية الديمقراطية في فلسطين مجهول في ظل تغول السلطة وأجهزتها الأمنية على كل من يعارضها.
تخبط عباس في التعامل مع الأزمات
ولفت الرقب، أن رئيس السلطة محمود عباس يعيش حالة من التخبط فقد أضل الطريق عن بعده العربي وذهب بعيداً لمحور بعيد عن المحور العربي.
وشدد، على أن عباس يعاني مشاكل في إدارة الملف الداخلي الفلسطيني.
وأبدى الرقب خشيته من أن تزداد حالة السعار لدى رئاسة السلطة بحجج واهية، في ظل سيطرة الجهات التنفيذية على القضاء.
ودعا الرقب السلطة وأجهزتها الأمنية إلى العودة إلى رشدها ووقف سياسة الاعتقال السياسي والإفراج عن كل المعتقلين بسبب الاختلاف بالرأي.
وشدد الرقب، على أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لن يصمت وأبناءه في المعتقلات.
وذكر الرقب أنه وخلال تأبين اللواء عيسى أبو عرام قامت أجهزة أمن السلطة بملاحقة كاميرا قناة "الكوفية" أثناء تغطيتها لحفل التأبين، مؤكدا: "نحن واثقون أن هذه الحالة لن تدوم".