خاص: في صباح الثامن من أكتوبر/ تشرين أول عام 1990، استيقظت القدس على صوت الرصاص والقنابل ومكبرات المآذن منادية لنصرة المسجد الأقصى، وكان المسجد يعج بآلاف المعتكفين الذين قدموا لصد الاقتحام الكبير لجماعة الهيكل المحتفلة بعيد العرش لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم.
حيث كان لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص، وقت نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أبشع مجازرها على مدار تاريخها الأسود.
فقد أسفرت هذه المجزرة عن ارتقاء 22 شهيدًا، وعشرات الإصابات، حينما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي بوحشية وإرهاب النار صوب المصلين والأبرياء في باحات المسجد الأقصى المبارك.
أحداث المجزرة
في ذلك العام وقبيل احتفال الإسرائيليين بعيد العرش اليهودي، قررت ما تسمى بجماعة أمناء الهيكل تنظيم مسيرة للمسجد الأقصى بنية وضع حجر الأساس "للهيكل الثالث"، وتوجه مؤسس الجماعة حينها غرشون سلمون برسائل عبر وسائل الإعلام لحث اليهود على الانضمام للمسيرة واصفا الوجود الإسلامي في الأقصى بـ"الاحتلال العربي الإسلامي لمنطقة المعبد"، قائلا، يجب أن ينتهي الاحتلال العربي الإسلامي، وعلى اليهود تجديد علاقاتهم العميقة بالمنطقة المقدسة.
قبل المجزرة بنصف ساعة، وضعت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية على كل الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، لمنع المصلين من الوصول إلى المكان، لكن المصلين كانوا قد تجمعوا في المسجد قبل ذلك التوقيت بساعات، في استجابة للدعوات التي أطلقت من داخل المسجد
لم يتمكن الاحتلال من حصار آلاف المرابطين فاستعان بالطائرات والأسلحة الأوتوماتيكية للمشاركة في المجزرة التي استشهد فيها 22 شابا فيما أصيب المئات سطر الفلسطينيون يوما من الصمود رغم النزيف وأوقفوا مخططات الاحتلال بفرص واقع كان وما زال الاحتلال يبحث عن فرصة مناسبة لتحقيقه، لكنه لم ينجح حتى اليوم.
بقي جنود الاحتلال في الساحات، ومنعوا إخلاء جثامين الشهداء والجرحى، إلا بعد ست ساعات من بداية المجزرة.
وفيما يلي أسماء الشهداء الذين ارتقوا في تلك المجزرة:
برهان الدين عبد الرحمن كاشور 19 عاما.
أيمن محي الدين علي الشامي 18 عاما.
إبراهيم محمد علي فرحات ادكيدك 16 عاما.
إبراهيم عبد القادر إبراهيم غراب 31 عاما.
عز الدين جهاد الياسيني 15 عاما.
مجدي عبد أبو سنينة 17 عاما.
مريم حسين زهران مخطوب 52 عاما.
فوزي سعيد إسماعيل الشيخ 63 عاما.
نمر إبراهيم الدويك،24 عاما.
ربحي حسين العموري الرجبي 61 عاما.
محمد عارف ياسين أبو سنينة 30 عاما.
فايز حسين حسني أبو سنينة، 18 عاما.
مجدي نظمي مصباح أبو صبيح 17 عاما.
عبد الكريم محمد وراد زعاترة 40 عاما.
جادو محمد راجح زاهدة 24 عاما.
موسى عبد الهادي مرشد السويطي 27 عاما.
سليم أحمد بدري الخالدي 24 عاما.
عدنان خلف شتيوي جنادي 28 عاما.
نجلاء سعد الدين صيام 70 عاما.
وقد لاقت المجزرة النكراء استنكارا واسعا، وأعلن فيها المراقبون أن قوات الاحتلال انتهكت المحرمات، وفاقت بمجزرتها كل الخطوط الحمراء.
سلسلة من الانتهاكات
وضع ليس بالجديد على المرابطين بالمسجد الأقصى، فسلسلة الاقتحامات بدأت منذ إعلان الصهاينة احتلال الأراضي المقدسة عام 1967 في محاولة هدفها الأبرز الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا .
أولى عمليات الاقتحام التي سجلها التاريخ في ثالث أيام حرب 67 عندما دخل الجنرال مردخاي المسجد الاقصى رفقة جنوده ورفعوا العلم الإسرائيلي فوق قبة الصخرة وحرقوا المصاحف ومنعوا المصلين من الصلاة فيه وصادروا مفاتيح أبوابه.
لن يوقف الاحتلال الإسرائيلي سعيه لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى والسيطرة عليه محاولا استثمار الأوضاع العربية وانشغالها عن القضية الفلسطينية، غير أن المقدسيين لا يزالون مرابطين يفشلون مخططاته ويتصدون لإجرامه مدافعين عن مسجدهم وقبلة المسلمين الأولى.