ربما التفاؤل البعيد عن التشاؤم يجب أن يكون سيد المكان والحضور في واقعنا الفلسطيني على الدوام ، لكي نحذو في الأمل خطوة إلى الأمام ، تجعل منا جميعاً أقرب للتمسك بوحدة الهدف وجوهر المضمون ، الذي عنوانه عدالة قضيتنا وتطلعها للحرية والاستقلال، وفق رؤية اقليمية عربية تكون الحاضنة الحقيقية للتحركات السياسية باتجاه انفراجه على صعيد العملية التفاوضية السلمية مع دولة الاحتلال ، والذي يتطلب في اطار ذلك سرعة انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ، ضمن القاسم المشترك الذي يضم الجميع تحت المظلة السياسية والنضالية منظمة التحرير.
جمهورية مصر العربية الشقيقة لازالت وستبق هي والشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية وسائر الدول العربية المؤازرة والداعمة لشعبنا وعدالة قضيته عنواناً عربياً رغم بعض التغيرات في السياسات الخارجية لبعض الدول العربية، في إطار التطبيع مع الاحتلال، ولكن ما يهم والأكثر أهمية أن هذه الدول لازالت متمسكة بالدفاع عن شعبنا وحقوقه المشروعة للوصول إلى حلم الدولة والاستقلال.
التحركات الإقليمية والفرنسية ضمن الاطار الأوروبي ، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام مطلع العام القادم حسب ما تناقلته وسائل الاعلام ، ووضع إطار عام من أجل إحياء العملية التفاوضية السلمية من جديد برعاية الإدارة الأمريكية الجديدة، التي سيكون لها الرؤية المختلفة والمغايرة عن سابقاتها في السياسة الخارجية وانفتاحها على الاقليم ، وهذا لا يعد ضمن التفاؤل المؤكد المطلق ، بل من النظرة الموضوعية لخسارة الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها الخارجية السابقة مع معظم الدول العربية والعالمية ، جراء الشخصية السياسية لترامب ، التي مضمونها العلو والغلو والتبجح والاستعلاء والاستقواء ، والذي سيؤثر بكل تأكيد على حليفه الوثيق "بنيامين نتنياهو" الذي سيدفع ثمناً باهضاً وخسارة حزبه الليكود في حال الذهاب إلى جولة انتخابية إسرائيلية رابعة.
الأخبار الاعلامية المتداولة على صعيد عودة قطر القريبة للحاضنة الخليجية في اطار مجلس التعاون الخليجي ، يجعل الأمور أكثر وضوحاً ورؤية في تحديد الموقف العربي المشترك للسير نحو انطلاق مؤتمر عادل للسلام يجعل التوافق ووحدة الرأي والهدف هو العنوان ، الذي يفتح افاقاً للإنجاز دون انحياز، وخصوصاً على المسار السياسي الفلسطيني داخلياً في انهاء الانقسام ، فلهذا المطلوب فلسطينياً السرعة العاجلة في تجاوز كافة الخلافات والهفوات من أجل توحيد الشمل الوطني كاملاُ وشاملاً دون استثناء، حتى تتظافر الجهود فلسطينياً وعربياً في اختراق حاجز الصمت القاتل، والانطلاق الى تحقيق حلم الدولة والاستقلال بكل أمل وتفاؤل.