غزة: أعلن مدير نادي الأسير والقيادي في حركة فتح قدورة فارس، صباح اليوم الأحد، عدم ترشحه للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة.
وقال فارس، في رسالة وجهها للجمهور الفتحاوي والشعب الفلسطيني، إنني توصلت إلى استنتاجات صادمة ومؤلمة في أعقاب مشاركة فاعلة في حوارات ونقاشات امتدت لسنوات عديدة واحتدمت خلال الشهرين الماضيين بعد صدور المراسيم الرئاسية.
وتابع، وجدت أن هذه العملية الديمقراطية مثقلة باشتراطات واستحقاقات وأجندات محلية "حزبية وشخصية" تفوقت فيها مصلحة الاحزاب والاشخاص على المصالح الوطنية العليا.
وشدد، قررت وبشكل قطعي ونهائي بأن أنأى بنفسي عن كل هذا الجدل الصاخب وهذه المهاترات البائسة احتراما لوطنيتي ومواطنتي ولفتحاويتي واحتراما لذاتي وعقلي وتجربتي وتاريخي، ولذلك فإنني لن اترشح للمجلس التشريعي القادم بأي صورة من الصور.
إليكم نص الرسالة كاملة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والاخوات الفتحاوين الشرفاء, احييكم بتحية الثورة وشرف الانتماء لها واشد على اياديكم واما بعد:
فانني بداية اترحم على ارواح شهداء الثورة الفلسطينية اللذين ارتقوا على درب الحرية والاستقلال, كما وانحني اجلالا واكبارا لاسرانا واسيراتنا الابطال في معتقلات العدو الصهيوني الغاشم, واعبر عن اسمى معاني الحب والتبجيل والاحترام لعائلات الشهداء والاسرى والجرحى وكل ابناء شعبنا الفلسطيني الصامد والمرابط في مواجهة اعتى وابشع احتلال عرفه التاريخ, واسمحو لي ان اخص بالتحية ابناء شعبنا العظيم في القدس التي ستبقى مصدرا للالهام ودافعا اساسيا ومحفزا للنضال والمقاومة حتى الحرية والاستقلال والعودة والنصر العظيم.
لقد تمنيت مثل الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا العظيم وبعد كل هذه السنين الصعبة القاسية والازمة العميقة التي تعيشها الحركة الوطنية ان نضع اقدامنا على بداية طريق تقودنا للخروج من هذا المأزق الوطني الكبير والمتمثل بالانقسام المقيت وحالة الاضطراب و التيه, اذ سعيت مع كثير من الخيرين على مدار السنوات الماضية من اجل تحقيق مصالحة وطنية راسخة وللاسف الشديد لم يكتب لهذه الجهود النجاح, وعملت ايضا على الصعيد الفتحاوي لسنوات طويلة ولن اتوقف من اجل اعادة الاعتبار للمثل والقيم والمعاني النبيلة التي شكلت الاساس المتين لتقود حركة فتح مسيرة الثورة الفلسطينية, والتي كانت ايضا عاملا اساسيا في المحافظة على وحدة العمل والنضال في مواجهة العدو الصهيوني مما مكن فتح ان تظل حارسة للحلم ولحالة التنوع الخلاقة في فلسطين عبر ضمان وارساء قيم الديمقراطية والحوار والتعاون والتكامل وحرية الراي والتعبير ليكون كل ذلك رافعة اضافية من روافع الانتصار الى جانب المقاومة المتواصلة ضد الاحتلال, وبما يقدم الشعب الفلسطيني للعالم بابهى صورة باعتباره شعبا جديرا بالحرية والاستقلال وبناء دولة.
ولمجرد اصدار المراسيم باجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني غرقت كواحد من ابناء فلسطين وكفتحاوي في معمعان حوارات وتفاعلات وجدالات املا في ان تكون هذه العملية الديمقراطية المتكاملة (رغم عدم تيقني من ذلك)بوابة ومدخلا لمداواه الجراح ووضع الاسس المتينة التي تمكن اولا حركتنا فتح من استعادة عافيتها ووحدتها بالمعنى الشامل للكلمة وكذلك دورها الطبيعي عبر تحقيق انتصارا ديمقراطيا يضمن لها دورها الطليعي ويعزز مكانتها في قيادة مسيرة الكفاح الوطني بما يمكن فتح ايضا من اعادة صياغة وبناء الاسس الصلبة التي ستقوم عليها الوحدة الوطنية الحقيقية بالشراكة الكاملة مع كافة القوى الحية الفاعلة والمناضلة بشكل يعكس ويحمي حالة التنوع الخلاق في فلسطين, وبما يعزز القوة والمناعة الوطنية ثم الانخراط مباشرة في بناء استراتيجية وطنية تتخذ من المقاومة الشاملة اساسا لها استنادا الى اننا نواجه عدوا ينكر كافة حقوقنا الوطنية ليلتئم تحت راية فلسطين وهذه الاستراتيجية كل ابناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم بعيدا عن الاستثناءات والاقصاءات, واستنادا الى الحاجة الملحة لاستجماع كل مصادر قوتنا الفكرية والمعنوية والروحية والايمانية وتسخيرها في مقاومة الاحتلال الصهيوني المجرم وحلفاءه وكل المتامرين على قضيتنا العادلة.
ولكنني ايتها الاخوات ايها الاخوة توصلت الى استنتاجات صادمة ومؤلمة في اعقاب مشاركة فاعلة في حوارات ونقاشات امتدت لسنوات عديدة واحتدمت خلال الشهرين الماضيين بعد صدور المراسيم الرئاسية فوجدت اولا ان هذه العملية الديمقراطية مثقلة باشتراطات واستحقاقات و اجندات محلية "حزبية وشخصية" تفوقت فيها مصلحة الاحزاب والاشخاص على المصالح الوطنية العليا, وكذلك استحقاقات اقليمية ودولية لست بصدد الغوص فيها واستعراض تفاصيلها ولكنها ثقيلة بكل تاكيد, كما انني لم المح خلال هذه النقاشات اننا استخلصنا الدروس والعبر من التجارب التي قادتنا لما نحن عليه فتحاويا ووطنيا, ووجدت تصميما واصرارا على مواصلة التدمير والاحتراق الذاتي كل هذا ولاسباب اخرى كثيرة فقد قررت وبشكل قطعي ونهائي بان انئى بنفسي عن كل هذا الجدل الصاخب وهذه المهاترات البائسة احتراما لوطنيتي ومواطنتي ولفتحاويتي واحتراما لذاتي وعقلي وتجربتي وتاريخي, ولذلك فانني لن اترشح للمجلس التشريعي القادم باي صورة من الصور.
واخيرا اقول لاخوتي واخواتي الفتحاويين المخلصين اللذين ظلو على العهد ملتصقين بفتح (كوعد بالحرية وفكرة مقاومة), وفي المقدمة منهم الاسرى والاسيرات الابطال في معتقلات الاحتلال ان ابقى على العهد الذي قطعته على نفسي مخلصا لفلسطين ولفتح التي رسخت في عقلي وقلبي ووجداني, تماما كما قراتها في تلك الكراسات الصغيرة المهربة والملاحقة والمطاردة في معتقلات الاحتلال, فمن تلك الكراسات العظيمة تعلمت ان فتح تعني التضحية والفداء والايثار والشجاعة والصدق والنبل والشهامة والمحبة والاقدام ولعل اهم شيئ تعلمته في المعتقل الذي دخلته شابا صغيرا انك لكي تكون فتحاويا حقيقيا عليك ان تعرف كيف تصبح خادما لفلسطين وشعبها العظيم وبناءا عليه فكما تشرفت ان اكون الخادم الفخور على مدار الاثنين واربعين عاما الماضية من عمري كعضو فاعل في فتح, فانني باذن الله ساواصل عملي كخادم لشعبي واهلي حيثما امكنني ذلك وفي الدوائر المتاحة والممكنة وما اكثرها وللفتحاويين الغيارى وللوطنيين المخلصين اللذين ظلو على العهد اقول انني اعانقهم بحرارة ومعا وسويا في ميادين العمل والعطاء حتى الحرية والاستقلال ورفع رايات العز والانتصار وعلم فلسطين فوق ماذن وكنائس القدس عاصمة فلسطين الابدية شاء من شاء وابى من ابى.
اخوكم قدورة فارس ابو ادهم.