اليوم الاربعاء 21 أغسطس 2024م
الاحتلال يقتحم قرية الراس جنوب طولكرم ويستولي على تسجيلات كاميرات مراقبةالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 320 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الهلال الأحمر: إصابة شاب بلرصاص الحي بالقدم خلال اقتحام محيط مخيم بلاطةالكوفية شهيد في قصف استهدف محيط مسجد المجاهدين جنوب دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية الاحتلال يجدد قصفة عدة بلدات جنوب لبنانالكوفية هيئة الأسرى ونادي الأسير يطلقان رابطا إلكترونيا للتبليغ عن معتقلي ومفقودي قطاع غزةالكوفية 25 شهيدا جراء قصف الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزةالكوفية مراسلنا: جيش الاحتلال ‏يخطر سكان دير البلح وسط غزة بالإخلاء الفوريالكوفية الدقران: معظم مستشفيات خرجت عن الخدمة ونقص الأدوية والمعدات يضاعف المعاناةالكوفية مراسلتنا: الاحتلال يستهدف العمق اللبناني وحزب الله يرد بقصف ثكنات عسكريةالكوفية بصل: لا يوجد مكانا آمنا في قطاع غزة والأوبئة والأمراض تهدد حياة المواطنينالكوفية مراسلنا: الاحتلال يواصل عملياته العسكرية شرق دير البلح ويطالب السكان بالإخلاءالكوفية أبو عادل: سياسة الاغتيال التى يتبعها الاحتلال بحق قادتنا لن تكسر إرادة شعبناالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تواصل قصف الأحياء الغربية لمدينة غزةالكوفية مدير المستشفى الإندونيسي: نعاني من نقص الأدوية والمعدات الطبية وشح الوقودالكوفية مراسلنا: الاحتلال يواصل قصف المناطق الشرقية من خان يونس جنوب القطاعالكوفية الشيخ عكرمة صبري: المتطرفون يواصلون الاقتحامات بهدف تغيير واقع المسجد الأقصىالكوفية فراعنة: كافة الجولات السابقة من المفاوضات لم تصل إلى صيغة متوافق عليها رغم تنازلات حماسالكوفية اتحاد الكتاب: إحراق المسجد الأقصى تجسيد لإبادة قام على أساسها الكيان المحتلالكوفية الاحتلال يعتقل فتاة من طوباس عند حاجز بيت فوريكالكوفية

ما الذي يوجد وراء المذبحة!؟

10:10 - 15 يوليو - 2024
أحمد رفيق عوض
الكوفية:

المذابح وكما تضع النهايات فهي تضع البدايات أيضاً. تعيد تعريف الأشياء من جديد، تعريف الاعتدال، والتواضع، والاعتبار أو حتى الشعور بالمشاركة أو التسوية، فالمذبحة تسقط أجمل ما في الإنسان؛ تسقط الرحمة والاعتراف بالآخرين، والقدرة على احتمالهم. المذبحة بهذا المفهوم ارتماء في العبث واللاجدوى واللامعنى، وهي نكران وكفر بإمكانية الاستمرار والتواصل. المذبحة عناق مميت لليأس والإحباط، وكأنها تدفع إلى مناطق جديدة من الوعي أو اللاوعي على حد سواء. المذبحة نهاية حقاً لما قبلها، وبداية لما سيأتي بعدها، واضحا،ً وحاسماً، ومخيفاً أيضاً.

وباستقراء المذابح التي ارتكبت في كثير من بقاع العالم، نفاجأ بأن المذبحة ثبّتت ما أرادت أن تنهيه أو تنفيه، وكأن الدم المسفوك، كان حبر التوقيع على وثيقة عهد آخر وجديد. المذبحة ورغم هولها لم تستطع أن تنتصر، والمذبحة لم تستطع أن تضيف شيئاً سوى الألم الذي لا ولن ينسى، ألم يتحول بفعل الزمن والقداسة إلى أسماء، وأشعار، وأماكن، وبنايات، وأسطورة تتدحرج من قلب إلى قلب إلى أبد الآبدين.

المذبوحون لا يموتون، إنهم يتركون أحلامهم المغدورة، "وتحويشة العمر"، وشجرة الكرمة في صحن الدار للريح التي ستنقل حكاياتهم إلى الأجيال القادمة، وستظل عيونهم المليئة بالفزع تخترق قلوب ذبّاحيهم حتى يضطر هؤلاء إلى الانفجار للتخلص من ثقل الذنب وفداحة الدم.

ليس هناك من مذبحة تزول، وليس هناك من مذبحة لا تتحول إلى مَعلم من معالم الطريق، والذاكرة، والوجدان، فالضحية تملك قوىً أيضاً، وتملك أدواتها الفاعلة للنجاة والانتشار، الضحية قد تكون مرتبكة، وعاطفية، وكثيرة الصراخ، وغير مقنعة، ولا تجيد العلاقات العامة، ولكنها تمتلك أيضاً قوتها النابعة من ضعفها، واستسلامها، وجلدها، وقدرتها على التجاوز، والتكامل، والتجلي، والتحلي بآخر ما يمكن للإنسان أن يتمسك به ليكون انساناً، ولذلك فإن المذبحة تنجينا، وتنظفنا، وتغسلنا من الأدران والعيوب. هل كانت المذبحة ضرورية ليرى الإنسان كم هي رديئة خياراته، وكم هي ضيقة آفاقه، وكم هي أنانية رؤاه واعتباراته؟

وهل يمكن للمذبحة أن تكون هي الحل اذاً؟ الحل للصراع مهما كانت أسبابه ودواعيه ؟

وهل يمكن أن تشكل المذبحة الرادع والمعيار من جهة، والسقف الأكثر جنوناً للسلوك البشري من جهة أخرى ؟!
قد نختلف على الإجابات، فمن قائل أن المذبحة تتكرر عبر التاريخ، وأن حضارات الماضي وحضارات اليوم قامت على مذابح ومجازر، كما يقول الناقد الشهير تودوروف، وأن الفرق بين مذابح اليوم والأمس هو تغيير القرابين أو اختلافها، ومن قائل أن المذبحة هي الطريق المضمون إلى الخسران الكامل والنبذ العالمي الواسع، كما رأينا ذلك في أنظمة نازية، وشوفينية، وشاملة، ودكتاتورية، فالعالم لا يحتمل المذابح ولا مرتكبيها، وسرعان ما يتم نبذهم أو محاصرتهم أو إدانتهم.

وبغض النظر عن هذا الجدل وأهميته السياسة والفكرية، إلا أنه في حالتنا وفي منطقتنا، فإن المذبحة بغض النظر عن مرتكبها، ستقوده حتماً إلى الحصار والنبذ والانفجار. المذابح تصنع التاريخ حقاً، فإذا كان الألم هو القاسم المشترك بين الذابح والمذبوح، فهذا يعني أن لا ضمان هناك لأحد.
.......
هل يمكن أن تشكل المذبحة الرادع والمعيار من جهة، والسقف الأكثر جنوناً للسلوك البشري من جهة أخرى ؟!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق