وسط الدمار الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، يستعد سكان قطاع غزة لمواجهة شتاء قارس في ظل نقص حاد في الموارد الأساسية حيث يواجه نحو مليوني فلسطيني نزحوا من منازلهم بسبب القصف والتدمير تحديات يومية للحفاظ على الدفء والحماية من البرد القارس.
شهادات من قلب المعاناة
أم أحمد، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في خيمة مهترئة بعد أن دُمّر منزلها، تصف الوضع بمرارة قائلة: “البرد يقتلنا، أطفالي ينامون على الأرض دون غطاء كافٍ. البطانيات التي لدينا أصبحت رقيقة ولا تكفي لمواجهة هذا البرد.” وتضيف: “نحاول إشعال النار للتدفئة، لكن حتى الخشب أصبح صعب المنال.”
من جانبه، يقول أبو يوسف، وهو رجل في الخمسينيات من عمره فقد منزله ومصدر رزقه: “حاولت إصلاح الخيمة التي نعيش فيها بعد أن مزقتها الرياح، لكن القماش المهترئ لا يصمد. الشتاء هنا قاسٍ للغاية، ونحن نفتقر لكل شيء.”
أما رهام، طالبة جامعية اضطرت للنزوح مع عائلتها، فتقول: “لا أستطيع الدراسة بسبب البرد الشديد داخل الخيمة. نحن بالكاد نحصل على طعام يومنا، فكيف يمكننا شراء ملابس أو بطانيات؟”
أزمة إنسانية متفاقمة
بحسب تصريحات عمال الإغاثة، فإن الوضع في غزة يتدهور بشكل متسارع. يقول أحمد سالم، أحد العاملين في منظمة إغاثية محلية: “النقص في البطانيات والملابس الشتوية والوقود يجعل الأوضاع مأساوية. هناك عائلات تنام دون تدفئة، وأخرى تعتمد على الخشب الذي تجمعه من الركام لإشعال النار.” ويضيف: “الخيام المستخدمة منذ أشهر لم تعد قادرة على الصمود أمام الأمطار والرياح.”
نداء استغاثة
يؤكد سكان القطاع أن المساعدات التي تصل قليلة وغير كافية. يقول محمد طباسي، أحد سكان مخيم النزوح: “نحن بحاجة إلى مأوى حقيقي، بطانيات جديدة، وملابس للأطفال. نناشد العالم أن ينظر إلى معاناتنا ويساعدنا.”
الحاجة إلى استجابة عاجلة
مع اقتراب فصل الشتاء، تزداد الحاجة إلى استجابة إنسانية عاجلة. تطالب المنظمات الإنسانية الدولية بتكثيف الجهود لتوفير المساعدات الأساسية، مثل: توفير خيام أكثر ملاءمة لتحمل الظروف الجوية توزيع البطانيات والملابس الشتوية بشكل عاجل وتوفير الوقود للتدفئة والطهي.
كما يطالب السكان بحل سياسي ينهي الأزمة المستمرة ويضع حدًا لمعاناتهم. يقول أبو يوسف: “لا نريد فقط مساعدات، بل نريد حلاً ينهي هذه الحرب ويعيد لنا كرامتنا وحياتنا.”
ومع استمرار معاناة سكان غزة تحت وطأة الحصار والدمار، يبقى الشتاء تحديًا إضافيًا يهدد حياتهم. الحاجة ماسة لتحرك سريع من المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، في حين يبقى الحل السياسي هو الأمل الوحيد لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.