- قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم
أخشى ما نخشاه في الوقت الحالي، وفي قادم الأيام، أن يُنفذ الاحتلال الصهيوني فصلا دمويا جديدا لإبادة الفلسطينيين في الضفة الغربية، على غرار الإبادة الجماعية التي ارتكبها في قطاع غزة؛ وهو ما حذرت منه المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز.
ألبانيز أعربت عن مخاوفها من تكرار الإبادة الجماعية التي شهدتها غزة على مدى 15 شهرا و نصف، في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء، تعليقا على العدوان الذي أطلقته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية؛ و الذي خلف ما لا يقل عن 10 شهداء من بينهم طفل، وأكثر من 40 مصابا.
وبنبرة تحذيرية، نبهت المقررة الأممية الخاصة إلى أن "جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال (الصهيوني) ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، إذا لم يتم إجباره على التوقف". غير أن السؤال الذي يُطرح بإلحاح في هذا الخصوص، هو ما هي الجهة، أو القوة، التي يمكن أن تُجبر هذا الكيان، الذي اعتاد سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء، على عدم ارتكاب إبادة ثانية في الضفة الغربية..؟
كما حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أيضا من المخططات الخطيرة التي يسعى إلى تنفيذها ائتلاف اليمين الإسرائيلي العنصري، والمتمثلة في شن عدوان واسع يشمل جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة، وارتكاب عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، إلى جانب الطرد الجماعي للفلسطينيين بهدف تنفيذ مشاريع الضم الاستعمارية.
ولفت إلى أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة قد حولت مدن الضفة الغربية وقراها إلى "كنتونات" وسجون عنصرية منفصلة، ما يزيد من خنق الفلسطينيين وتعميق معاناتهم اليومية، في انتهاك واضح لكل القوانين والأعراف الدولية.
آخر الكلام.. المؤكد، أنه من الناحية العملية، فإن الكيان الإسرائيلي، المارق الذي لطالما داس على مواثيق و لوائح الشرعية الدولية، مستفيدا من التواطؤ الضمني و العلني للغرب، لا يصغي إلا للولايات المتحدة، التي تشهر في كل مرة سيف "الفيتو" لإجهاض مشاريع القرارات المقدمة على مستوى مجلس الأمن الدولي بهدف إيقاف همجية هذا الكيان الدموي. وعلى هذا الأساس، ليست هناك أية دولة يمكن أن تجبر الاحتلال على عدم تكرار الإبادة التي تعرضت لها غزة، في الضفة الغربية إلا الولايات المتحدة، إن أرادت ذلك فعلا، بيد أنه مع عودة دونالد ترامب إلى سُدة البيت الأبيض، من الصعب أن نجزم بإمكانية حدوث ذلك، بحكم دعمه المعلن للكيان الإسرائيلي.