- عائلة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس: تلقينا اليوم خبر مقتل شيري في الأسر بعد تأكيد معهد الطب الشرعي
القدس المحتلة: أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن ما يجري من جرائم وحشية في معتقلات دولة الاحتلال، ومن ضمنها مُعسكر سديم تييمان، ليس مجرد تجاوزات فردية أو انتهاكات معزولة، بل هو نهج سياسي رسمي يعكس عمق العقيدة الإبادية التي تحكم سياسات الاحتلال تجاه شعبنا الفلسطيني. وأوضح دلياني أن التعذيب والتنكيل بالأسرى والمختطفين هي أدوات استراتيجية تُستخدم لترهيب شعب بأسره، في إطار مشروع استيطاني إحلالي إبادي قائم على مبادئ التفوق العنصري والتطهير العرقي.
وأشار دلياني إلى الجريمة الوحشية التي ارتكبها خمسة جنود احتياط من جيش الاحتلال بحق أسير فلسطيني مختطف داخل معسكر سديم تييمان، وادينوا بها في المحاكم، ثبتت أن ما يجري خلف جدران هذه المعتقلات ومعسكرات التعذيب هو إرهاب دولة ممنهج. ووفقًا للمعلومات المتوفرة من وقائع المحكمة، فإن الأسير الفلسطيني المختطف تعرض لاعتداء وحشي شمل الركل والدوس والضرب بالهراوات، بالإضافة إلى استخدام صاعق كهربائي على رأسه، قبل أن يتم طعنه بأداة حادة في منطقة حساسة، ما أدى إلى إصابات خطيرة شملت تمزقًا خطيراً، وسبعة كسور في الأضلاع، وانثقابًا في الرئة، مما استدعى جراحة معقدة وزرع فتحة معوية مؤقتة.
وأضاف دلياني أن هذه الجرائم تُرتكب داخل منشآت خاضعة بالكامل لسيطرة جيش الاحتلال، وتُمارس ضمن منظومة عسكرية رسمية، ما يفضح أن التعذيب ليس انحرافًا عن القواعد، بل هو جزء من سياسة دولة الاحتلال في التعامل مع شعبنا. وأوضح أن الاحتلال لا يمارس التعذيب فقط كعقوبة، بل يحوله إلى أداة قهر ممنهجة تستهدف محاولة إذلال شعبنا والنيل من إرادتنا، وهو ما يفسر استمرار هذه الجرائم رغم توثيقها من قبل منظمات حقوقية دولية.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى شهادة طبيب عسكري إسرائيلي التي كشفت عن الظروف الأليمة التي يُحتجز فيها الأسرى والمختطفون المرضى داخل المستشفى الميداني في معسكر التعذيب "سديم تييمان"، حيث يُقيد المرضى إلى أسرّة حديدية مهترئة وتظل أعينهم معصوبة طوال الوقت، حتى أثناء تلقيهم العلاج. وأضاف أن هذه الجرائم موثقة بشكل متكرر من قبل منظمات حقوقية دولية، حيث كشفت منظمة العفو الدولية أن العشرات من الأسرى والمختطفين الذين أُطلق سراحهم أكدوا تعرضهم لتعذيب ممنهج، فيما وثقت تقارير أخرى استخدام كلاب مدربة لتمزيق أجساد الأسرى والمختطفين، وترهيبهم، والاعتداء عليهم جسديًا وجنسيًا داخل المعتقلات والمعسكرات الإسرائيلية.
وحذر دلياني من أن الاحتجاجات الإسرائيلية امام معتقلات التعذيب والارهاب الاسرائيلي لم تكن رفضًا لهذه الجرائم، بل اعتراضًا على محاسبة مرتكبيها، ما يكشف عن مدى تغلغل العنصرية والعقلية الفاشية الاجرامية داخل المجتمع الإسرائيلي. وأضاف أن هذه التحركات تؤكد أن التعذيب ليس سلوكًا فرديًا لبعض الجنود، بل هو انعكاس لسياسة رسمية تحظى بغطاء سياسي وشعبي واسع داخل دولة الاحتلال.
وفي ختام تصريحه، شدد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على أن استمرار المجتمع الدولي في الصمت تجاه هذه الجرائم يجعله شريكًا فيها، محذرًا من أن عدم التحرك الجاد لمحاسبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها المتكررة هو تفويض ضمني لها لمواصلة إرهابها بحق شعبنا. وأضاف أن هذه الجرائم تمثل خطرًا متزايدًا، وأن أي تأخير في اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي سيؤدي إلى مزيد من التفاقم في الأزمة الإنسانية، ويفتح الباب أمام فصول أكثر وحشية من القمع والاستبداد الإسرائيلي.