الأراضي المحتلة - دعا الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا آيلاند، صاحب "خطة الجنرالات"، إلى إنهاء الحرب في غزة وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع، معتبرًا أن هذا الخيار هو الأفضل لإسرائيل في المرحلة الحالية.، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
وأوضح أن استمرار القتال يفرض تساؤلات معقدة حول جدواه، وما يمكن تحقيقه بعد أشهر من العمليات العسكرية ولم يتحقق بالفعل، إضافةً إلى مصير الأسرى الإسرائيليين والتحديات الأمنية على الجبهات الأخرى.
وأشار "آيلاند" إلى أن هزيمة حماس لا تتطلب بالضرورة استمرار الحرب، بل يمكن تحقيقها عبر سيناريوهات أخرى تشمل الضغوط العربية على الحركة.
ورأى أن من يدعو لمواصلة العمليات العسكرية عليه الإجابة على أسئلة جوهرية، أبرزها: ما الجديد الذي ستقدمه الحرب؟ وما تأثير إعادة نشر القوات في غزة على بقية الجبهات؟
أما الخيار الثالث، وفق "آيلاند"، فيتمثل في تمديد المرحلة الأولى من الصفقة الحالية، لكنه لا يعتبره حلًا نهائيًا، مؤكدًا أن أي قرار بشأن مستقبل الحرب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التداعيات الاستراتيجية على "إسرائيل" على المدى البعيد.
وكانت "إسرائيل" قد أعلنت، مساء أمس السبت، موافقتها على دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، مؤكدةً، في بيان صادر عن مكتب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، أنها سترسل وفدًا إلى الدوحة يوم الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات إلى الأمام.
بالتوازي مع ذلك، كانت حركة حماس قد شددت، على لسان ناطقها حازم قاسم، أن المناقشات مع الوسطاء كانت جارية لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات، في ظل تطورات متسارعة شهدتها الأيام الماضية.
وفي سياق متصل، كان الصحفي الفلسطيني في قناة الجزيرة، تامر المسحال، قد كشف عن تفاصيل أربع لقاءات مباشرة جمعت وفدًا رفيعًا من حركة حماس، بقيادة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن.
ووفقًا للمسحال، فإن هذه اللقاءات التي عُقدت في الدوحة الأسبوع الماضي توقفت عند نقطة لم تحقق فيها الأطراف نجاحًا أو اتفاقًا، إذ طالب الجانب الأمريكي بصفقة منفصلة تشمل الإفراج عن جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب تسليم أربعة جثامين.
هذا التطور جاء بعد إعلان البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، أن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن، آدم بوهلر، قد مُنح الصلاحيات الكاملة للتفاوض المباشر مع حماس، في خطوةٍ وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة وتشكل اعترافًا ضمنيًا بالحركة، رغم استمرار تصنيفها على لائحة الإرهاب الأمريكية.
على خطٍ موازٍ، كان مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو قد صرّح، الأربعاء الماضي، لقناة الجزيرة مباشر، بأن اللقاء مع الإدارة الأمريكية يمثل تحولًا مهمًا نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى تغيّر في الخطاب السياسي الأمريكي مقارنةً بالإدارات السابقة، وهو ما فتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة.
ولم يكن الموقف العربي بعيدًا عن هذه المتغيرات، إذ أكد "النونو" ذاته أن الضغط الشعبي والموقف العربي كانا قادرين على التأثير في مخطط الرئيس الأمريكي بشأن التهجير، معتبرًا أن القمة العربية الأخيرة حملت نقاطًا يمكن البناء عليها، وأن الخطة المطروحة لمواجهة مخطط التهجير كانت "خطة ذكية".