متابعات: حذر المؤرخ الإسرائيلي، إيلي بارنافي، من خطر اندلاع حرب أهلية بسبب إقالة الحكومة لرئيس جهاز الأمن الداخلي العام (الشاباك)، رونين بار، بعد وقف المحكمة العليا قرار إقالته.
وقال "بارنافي"، في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية، إن "إسرائيل" توشك أن تدخل في أزمة دستورية غير مسبوقة، بعد وقف المحكمة العليا إقال "بار" الذي جعل ظلال الحرب الأهلية تخيّم على البلاد.
وأوضح المؤرخ الإسرائيلي، أن "تل أبيب" منقسمة إلى جهتين لا يفهم أي منهما الآخر، وهي تحت قيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي بدأ، مستلهما من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منهجية تفكيك كل ركائز الديمقراطية لتحقيق هدفه بالبقاء في السلطة، مستخدما الحرب كأداة لتثبيت موقعه.
وأبدى "بارنافي"، مخاوفه مما تركته إقالة رئيس الشاباك من "ظلال حرب أهلية"، لأن "نتنياهو" يعتمد على قاعدته الشعبية الصلبة التي تمثل نحو ربع السكان، في حين أن نحو 70% من الإسرائيليين يطالبون برحيله مع عدم وجود آلية دستورية لإزاحته.
واعتبر المؤرخ الإسرائيلي، أن رفض المحكمة العليا إقالة رئيس الشاباك يعد خطوة حاسمة قد تؤدي إلى أزمة دستورية فيما لو تجاهل "نتنياهو" القرار، وأوضح أن القضية أخطر مما يبدو لأن الشاباك ليس مجرد جهاز أمني، بل هو مؤسسة مسؤول عن حماية الديمقراطية، بحسب القانون الإسرائيلي.
وعبر "بارنافي"، عن قلقه من مظاهرات اليوم السبت وتداعياتها، مشيرا إلى أنه لدى إسرائيل اليوم ا رئيس وزراء ملاحق قضائيا يحارب الديمقراطية ويشن الحروب، ومع أن الديمقراطية الإسرائيلية أثبتت مرونتها سابقا بفضل المحكمة العليا والتعبئة الشعبية، فإن رفض نتنياهو الالتزام بقرار المحكمة، فقد يجعلنا نواجه انفجارا عنيفا قد يدمر كل شيء.
واعتبر المؤرخ الإسرائيلي بأن نتنياهو ليس رئيسا، وخلافا لما هو في الولايات المتحدة حيث يتمتع الرئيس بصلاحيات غير محدودة عمليا، فهو رئيس وزراء في نظام برلماني لا يتمتع بصلاحيات كاملة، وهو لذلك يشعر بأنه في ورطة .
وحذر "بارنافي"، من الصدام بين التعبئة الشعبية والمحكمة العليا من جهة، والشرطة التي أصبحت تحت سيطرة نتنياهو منذ أن أوكلها إلى الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، فصارت وحشية وعنيفة، في وقت تقول فيه أحدث الأخبار إن المحاكم والجامعات وشركات التكنولوجيا تهدد بالإضراب.
وصنف المؤرخ الإسرائيلي الانقسام الحالي داخل إسرائيل، بأنه بين "إسرائيل تل أبيب" الديمقراطية والعلمانية، مقابل "إسرائيل يهودا" الدينية والمتطرفة، موضحا أن الطرف الأول متنوع في آرائه، بينما الطرف الثاني الذي يشمل المتطرفين واليهود الأرثوذكس، متحد بفعل المصالح السياسية والمالية.
وخلص برنافي إلى أن إسرائيل ستواجه أزمة غير مسبوقة تحت قيادة نتنياهو الذي يسعى لتفكيك المؤسسات الديمقراطية وسط انقسامات شعبية وصراعات داخلية، مما يعني أن مستقبل البلاد سيبقى معلقا بقدرة الأطراف المختلفة على مواجهة التحولات الجارية.