- جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيب
- قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة
مازال الرهان قائما على أن يقنع فيروس كورونا الدول الكبرى بالتخلي عن الصراع والعداء، وبدء مرحلة جديدة من العمل معاً من أجل مواجهة الأوبئة والزلازل والبراكين وكافة الأخطار التي تواجه البشرية، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاجأ الجميع الأسبوع الماضي بإتخاذ قرار سيفتح باب الصراع، ليس فقط على الأرض بل في الفضاء، وخاصة في الأماكن القريبة من الأرض مثل القمر، ورفضت روسيا والصين الخطوة الأمريكية بإعتبارها “إحتلالا” لأراض دولية، فكيف سيفتح القرار الأمريكي الجديدة جبهة جديدة في الصراع الدولي؟.. وما هي أدوات الصين وروسيا لوقف القرار الأمريكي؟.. ولماذا يعد القرار الأمريكي مؤشراً على مرحلة جديدة ومختلفة من الصراع الدولي؟.
كانت هناك خطط لدى القوى الكبرى أن يبدأ “إستعمار الفضاء” تجارياً في النصف الثاني من القرن الحالي، لكن وصول الولايات المتحدة الأمريكية لتكنولوجيا جديدة وخوفها أن تسبقها روسيا والصين دفع الرئيس ترامب لإصدار مرسوم ينص على الاستثمار التجاري للموارد على القمر، واستخراج المعادن من الفضاء، وهو بذلك ينهي الفترة التي كانت البشرية تعتبر الفضاء، وخاصة القمر والمريخ بأنهما “ملكية عامة” لكل الشعوب والدول، وزادت الولايات المتحدة تحديها للجميع بقولها إن أي إستهداف “للبنية التحتية” الأمريكية في الفضاء سترد عليه بالسلاح النووي، لكن ربما أخطر ما في الأمر أن الولايات المتحدة تستعد لإبلاغ الأمم المتحدة في شهر يونيو القادم أنها لا تعترف بالقوانيين التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تضع الإطار القانوني لإستثمار الفضاء وعدم نشوب صراع دولي هناك، وأن واشنطن لا تعترف بالاتفاقية الخاصة بأنشطة الدول على القمر والأجرام السماوية الأخرى، التي تم تبنيها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1979، وترفض الولايات المتحدة المنطق الروسي الصيني بأن مرسوم الرئيس ترامب يتعارض مع القانون الدولي، وأشار البيت الأبيض بوضوح إلى أن الولايات المتحدة مثلها مثل باقي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تصوت لصالح هذه الإتفاقية التي أقرتها الامم المتحدة منذ 41 عاماً.
هناك من يعتقد أن الدافع وراء قرار الرئيس ترامب هو صرف نظر الأمريكيين بعيداً عن إتهامات الديمقراطيون له بالتباطىء والتخبط في التعامل مع وباء كورونا ، ويستندون في هذا الرأى إلى أنه في الوقت الحالي لا توجد شركات تجارية أو تعدين تعمل في الفضاء ، على الجانب الآخر هناك من هم على يقين بأن الولايات المتحدة ستبدأ ربما قبل غيرها بإستخراج الموارد من القمر ، وقد يبدأ ذلك مبكراً عام 2030 ، وأن المرسوم الأمريكي الجديد يعنى تخصيص مليارات الدولات في الميزانية الأمريكية بداية من ميزانية 2020-2021 لصالح شراء المعدات وتطوير التكنولوجيا وتأسيس شركات للإستثمار التجاري في الفضاء ، ووفق تقديرات أولية صدرت بعد قرار الرئيس ترامب فإن إكتشاف القمر على غرار إكتشاف الأوربيين للأمريكتين يحتاج لـ200 مليار دولار ، وأن العائد المتوقع لهذه الإستثمارات قد يصل لتريليوني دولار في المرحلة الأولى.
في الأسبوع الأخير من العام الماضي قال الرئيس ترامب “لايكفي أن يكون هناك وجود أمريكي في الفضاء بل هيمنة أمريكية كاملة”، لذلك أعلنت الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي عن تأسيس ” القوة الفضائية ” كسلاح جديد يدخل الخدمة في الجيش الأمريكي بجانب القوات البرية والجوية والبحرية والسبرانية، هذه القرارات كانت رداً على خطط صينية ورسية لإرسال أسلحة من الفضاء وفق نظرية جديدة تقول أن الفضاء سيكون أفضل في إستهداف الأراضي الأمريكية من القاذفات البعيدة المدى والصواريخ العابرة للقارات، وهو ما قد يؤدي لمرحلة جديدة من العداء والحروب بعد إنتهاء وباء كورونا.