عادت نظرية المؤامرة تطارد "كورونا" وبقوة بعد أن باتت أمريكا هي المتضرر رقم واحد منه، وبعد تفجر الحرب الإعلامية السياسية العلنية بين البيت الأبيض وبكين واتهام كل طرف للطرف الآخر بأنه يقف وراء الفيروس ورعاية نشأته وتسهيل انتشاره.
لقد عزز التدفق المهول للمعلومات التي يدلي بها عشرات الخبراء والأطباء المتخصصون بعلم الأوبئة من تلك النظرية والتي ساهم أغلبها في زيادة الغموض والتساؤلات العلمية وغير العلمية بشأن الفيروس وطبيعة تكوينه "الجيني" وأعراضه والوقاية منه وطرق علاجه، ويعتقد بعضهم أن كورونا هو مركب مخبري من فيروس الانفلونزا الموسمية والسارس والإيدز، وهو "تكوين "لا يمكن أن تنتجه الطبيعة كما أعلنت الدكتورة الأمريكية " جودي ميكوفيتش" والدكتور اندرو كيفمان والفرنسي دييديه راوول وغيرهم، أما الدكتور رشيد بتار " وهو واحد من بين أفضل خمسين طبيبا في أميركا فقد اتهم رئيس المعهد الامريكي، للصحة العامة أنطوني فاوتشي بتمويل "تصنيع كورونا " سرا في الصين من وراء ظهر الحكومة بعد أن قررت واشنطن عام 2014 حظر "البحوث الخيمرية" لخطورتها على البشرية، وشكك بتار أيضًا، بنجاعة فحص PCR المعتمد حاليًا في الكشف عن الفيروس، وبعد ذلك التصريحات للدكتور بتار،توالت الاتهامات لفاوتشي بأنه يعمل لصالح الملياردير، "بيل غيتس".
الذي بدا بتوجيه استثماراته باتجاه صناعة"اللقاحات" ولفيروس كورونا بالذات، وأعادت تسليط الضوء على تنبؤ فاوتشي الخطير عام 2017 ،القائل بأن الرئيس القادم،سيواجه وباء قاتلا قاصدا ترمب، أما تصريحات بيل غيتس التي قال فيها، أن الخطر الذي بات يهدد العالم هي الأسلحة الجرثومية والفيروسية وليست النووية، عمقت الشكوك حيال الرجل، فيما دمغ تصريحه القائل فيه، (الحياة ستعود إلى طبيعتها فقط عندما نقوم بتطعيم كل سكان الكرة الأرضية)التهمة على جبينه.
ومما سبق يمكن القول أن التوظيف السياسي لكورونا ياتي ببعدين:
الأول: في الداخل الأمريكي ويتمثل بالعمل على طرد ترمب من البيت الأبيض والذي ينظر له كقادم من المجهول لكونه لا يمثل مصالح اعضاء "حكومة العالم" والمكون من اثرياء هذا العالم كبيل غيتس وبيزوس وال رويتشيلد وال روكفلر وال فورد وغيرهم، وهو ما بات يتطلب إضعافه داخليا عبر تداعيات كورونا
الثاني: في الخارج من خلال استثمار ترمب نفسه في تأجيج المواجهة سياسيًا واقتصاديا مع بكين من أجل إضعافها وإضعافه على أكثر من مستوى.