- صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا وبمستوطنات بالضفة
المرحلة القادمة من أصعب وأخطر المراحل التي ستمر فيها القضية الفلسطينية وشعبها، سوف يختلط فيها الحابل بالنابل ...
تدور في ذهني وذهن الكثيرين، بعض من التساؤلات عَلنا نجد لها إجابات نطمئن من خلالها إلى إمكانية توفر القدرة الفلسطينية وتوظيفها في مواجهة تحديات المرحلة، لأجل الحفاظ على الذات وتقليل الخسائر والأضرار والعمل على تجاوزها وحماية قضيتنا وإنجاز مشروعنا الوطني في إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة.
هل فصائل العمل السياسي والوطني والمقاومي، على درجة من الجاهزية والوعي بمخاطر المرحلة وبما يتوجب عليها من مواقف ومهام فاعلة قادرة ومؤثرة في التأثير في محصلة العمل الوطني في التصدي لهذه التحديات الكبيرة والخطيرة، هل السلطة الفلسطينية قادرة هي الأخرى بمؤسساتها وتعي كيف ستؤدي وظيفتها في خدمة شعبها وتحافظ على ديمومة عملها ودورها الوطني في هذه المرحلة، هل م.ت.ف ومؤسساتها تدرك خطورة المرحلة، ومدى قدرتها على تجاوزها، وما هي أدواتها في مواجهة جملة هذه التحديات الداخلية والخارجية، مع هذا التحدي والصلف الصهيوامريكي في ظل إنشغال العالم بجائحة الكورونا وغيرها من القضايا السياسية والإقتصادية التي بات الجميع يعاني من آثارها، هل القوى الفلسطينية المافوق وطنية وتسمى نفسها بمسميات أخرى ولازالت متمترسة في متاريسها خارج أطر م.ت.ف، هل تدرك ما يتوجب عليها في ظل هذه التحديات وفق فهمها لجدلية الصراع من زاوية وطنية بعيدا عن ارتباطاتها الإقليمية والدولية الموظفة للقضية الفلسطينية في سوق التجاذبات الإقليمية والدولية، أم أنها تنتظر إنهيار السلطة في الضفة الغربية والحلول مكانها بإسم المقاومة، كما فعلت في قطاع غزة، ويصبح وضع الضفة أعقد من وضع قطاع غزة، وتفرض عليها حصارا وعلى سكانها في معازل منفصلة بعضها عن بعض، معزولين في تسع أو عشر مدن تفتقد للتواصل فيما بينها، هذا ما يهدف ويخطط إليه العدو، وأن يتم تنصب سلطات محلية عليها خدمية تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ولا يربطها مع بعضها أي رابط سلطوي مركزي.
اليسار الفلسطيني الحائر والتائه أين سيقف في ظل هذه التحديات، وما دوره في مثل هذه المرحلة الصعبة، الذي لازال يبحث لنفسه فيها عن موقع على الخريطة السياسية، مرة يكون في اليمين، وأخرى في الوسط، إلا في اليسار لم يجد له فيه لغاية الآن مكان، فهو لازال حائرا ومحتارا في فهم كتاب رأس المال لكارل ماركس ...؟!
فعلا الوضع بات محيرا، ...
يزداد الأمر تعقيدا مع ازدياد شراسة التحديات من جهة ومع اللامبالاة الجماهيرية لغاية الآن بما يحدق بها من جهة أخرى، في عدم استشعار مدى خطورة المرحلة، وتكشف أيضا عن ضعف كبير في دورها وتأثيرها في واقع القوى والفصائل المختلفة، الذي من شأنه أن يعمل على إنهاء الإنقلاب والإنقسام الناتج عنه وأن يفرض على الكل استعادة الوحدة الوطنية، للأسف بدلا من أن توجه الجماهير سخطها وغضبها إلى الإحتلال، باتت محتقنه أكثر فأكثر إزاء الفصائل المختلفة ..!
فعلا سيختلط الحابل بالنابل في أيامنا القادمة وسيكون الحليم فيها محتارا أمام جملة التعقيدات والتحديات ولا يستطيع أن يحدد إتجاه البوصلة إلا بصعوبة بالغة، ولا إلى أين سائرون ...
علينا أخذ الحيطة والحذر من القادم، على الكل الفلسطيني اعادة ترتيب مواقفه وقواه وقدراته، بما يكفل إفشال مخططات العدو، بدءا من مخطط الإنفلات الأمني، وصولا إلى عدم الإنجرار إلى المربعات والسياسات التي يرسمها، ويخطط لتنفيذها في غفلة منا ومن العالم، وتجسيد الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي، وتجسيد وحدة الموقف في مواجهة هذه التحديات.