اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
عاجل
  • صافرات الإنذار تدوي في المطلة ومحيطها في إصبع الجليل
  • الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود
  • جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائها
صافرات الإنذار تدوي في المطلة ومحيطها في إصبع الجليلالكوفية إسرائيل.. الكشف عن توتر بين وزير جيش الاحتلال الجديد ورئيس الأركانالكوفية تطورات اليوم الـ 416 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الدفاع المدني: احتمال توقف خدماتنا بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقودالكوفية جيش الاحتلال يلقي منشورات على مدينة بيت لاهيا ويطالب النازحين والأهالي بإخلائهاالكوفية مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم حول القضية الفلسطينيةالكوفية والآن مَن يُحاصِر مَن؟الكوفية ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟الكوفية بانتظار الجهد العربي والإسلاميالكوفية خطوة على طريق الانتصارالكوفية الاحتلال: عدم توقيع الاتفاق الآن مع لبنان سيطيل أمد الحربالكوفية إعلام عبري: مخاوف من تكرار أحداث أمستردام في برلينالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنين من قرية قراوة بني زيد شمال غرب رام اللهالكوفية الطواقم الطبية تتمكن من انتشال 4 شهداء من منطقة مصبح شمال رفح جنوب القطاعالكوفية هآرتس تنتقد تفاخر حكومة الاحتلال: يشعر مواطنينا بعدم الأمانالكوفية الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير دبوان شرق رام اللهالكوفية الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس المحتلةالكوفية أبرز عناوين الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنينالكوفية الاحتلال يشن حملة اعتقالات في عدة مدن بالضفة الفلسطينيةالكوفية قوات الاحتلال تهدم منشآت سكنية في الأغوار الشماليةالكوفية

لروح الصادق المهدي الرحمة والغفران

17:17 - 26 نوفمبر - 2020
الكوفية:

غيّب الموت الحق، الصادق المهدي، أحد أنبل الرموز الفكرية والسياسية والاجتماعية في السودان الشقيق، وواحد من المنافحين عن عروبة بلاده وإسلاميتها. هو زعيم حزب الأمة، وإمام أنصار الدعوة المهدية، وواحد من أعز أصدقاء الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذين وقفوا يناصرونه في كل المحطات، بكل الثبات والشجاعة، سواء كان في السلطة أو في المنفى، أو في السجن. فحيثما يكون الصادق المهدي، يعلو صوته دفاعاً عن فلسطين وثورتها وقضيتها. وقبل أسابيع قليلة، ظهر الرجل، في طليعة الأحرار المتشبثين بثوابت الأمة،  يجدد العهد مع فلسطين، رافضاً الضغوط لإجبار السودان على التطبيع مع إسرائيل.

الصادق المهدي، سليل الأسرة المهدية التي شكلت كابوساً لقوات الإستعمار البريطاني للسودان، منذ أواخر القرن التاسع عشر، حتى استقلال السودان في منتصف خمسينيات القرن العشرين. فعلى مدى عقود طويلة، قاومت الحركة المهدية، دسائس المستعمر ومحاولته استغلال الزعامات الدينية ذات التأثير الشعبي الواسع، وتمسكت بحرية السودان واستقلاله. واسترشاداً بذلك التراث، رسم  الصادق المهدي خط المسار، منذ شبابه اليافع،  ولكي ؤدي رسالته أدرك ضرورة الأخذ بالعلم الحديث دون أن يفارق ثقافته العربية الإسلامية، ومر بمراحل عدة من التعليم الراقي في جامعات الغرب، درس خلالها الإقتصاد والسياسة والفلسفة ثم الزراعة. غير أن الرجل، ركز على العمل الحزبي والسياسي، وتقلد للمرة الأولى منصب رئيس الوزراء وهو في سن الحادية والثلاثين، ديموقراطياً وبعد انتخابات عامة، وبعد عشرين سنة عاد الى منصب رئيس الوزراء في انتخابات أخرى عامة، وقد أطيح به في المرتين، وكانت الثانية بانقلاب عمر البشير في العام في 30 يونيو 1989. وبين الفترتين اللتين ترأس فيهما الحكومة السودانية، تعرض للسجن والنفي القسري والصراعات، دون أن تتغير إحداثيات بوصلته وقناعاته.

كان الصادق المهدي رجلاً وفياً في علاقاته بالحركة الوطنية الفلسطينية، ويمكن أن نذكر له الكثير من المواقف والمداخلات، وكان الرجل، وهو صاحب زعامة دينية وسياسية،  يستخدم اللغة نفسها التي تستخدمها الثورة الفلسطينية، ولا يتردد في التنويه الى أن انهيار الإتحاد السوفياتي كان أهم سبب للعربدة الأمريكية في العالم.

المرحوم الصادق المهدي، كتب في إبريل العام 2002 مناشدة للفعاليات الوازنة في العالمين العربي والإسلامي، شرح فيها التداعيات التي أدت الى تفجر انتفاضة الأقصى، واسبالقول:  لا شك أنكم تتابعون تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اندلاع  الانتفاضة الأخيرة، وما أدت اليه من مبادرات سلام عربية، قوبلت بصلف ومجازر صهيونية، حتى بات السبيل الوحيد المتبقي، هو خط عربي جديد، يؤدي إلى فعل صائب، يتجنب العودة للحوار العقيم.. ". ثم يستطرد لافتاً الى أن "حزب الأمة السوداني، بصفته أكبر كيان شعبي في أحد أكثر الشعوب العربية اهتماما بالقضية الفلسطينية ومناصرة لها، يبادر بمخاطبتكم مقدِماً رؤيته، ومقترحاً مداولة الرأي والرأي الآخر بين كافة الكيانات العربية وصولاً للرؤية الإستراتيجية العربية الموحدة المنشودة".

وفي ذلك النداء أيضاً،  يطرح الصادق المهدي مقاربته منوّها الى المتطلبات الإستراتيجية التي يحتاجها العرب، ومن بين ما كتب:" كان غياب توازن القوى الدولية بسقوط الاتحاد السوفيتي على حساب العرب، يفتح طريق المصالح الغربية إلى نفط بحر قزوين، ومن ثم النيل من وزن النفط العربي استراتيجياً. كما أن توتر العلاقات العربية التركية لا سيما مع سوريا، أسهم في توثيق علاقات تركيا بإسرائيل، على حساب الأمن القومي العربي".

ثم جاء الصادق المهدي في النداء، على مقاربة التسوية المخادعة، فكتب بالحرف:" كانت اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية (13 سبتمبر 1993م) حلقة من حلقات التسويات التي فرضها اختلال توازن القوى. ولكن استقبالها في الأوساط الشعبية كان سلبياً. وتلك سلبية عبر عنها نزار قباني بقوله:

جوعوا أطفالنا خمسين عاما، ورموا في آخر الصوم إلينا بصلة !!ويختم قائلاً:"إن هذه المشاعر هي التي حركت قواعد شعبية عربية وإسلامية في اتجاه الرفض، ونفس العوامل طمّعت اليمين الإسرائيلي في اتجاه حرمان الفلسطينيين حتى من "البصلة".

ترجل الصادق المهدي، بعد حياة زاخرة بالأحداث الجسام، تخللتها مواقف تليق به. فلروحه الرحمة والغفران والسلام.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق