الاحتياجات الإنسانية في غزة واستمرار القيود الإسرائيلية
سري القدوة
الاحتياجات الإنسانية في غزة واستمرار القيود الإسرائيلية
الكوفية المجتمع الدولي يجب ان يتحمل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، وأن سلطة الاحتلال تضرب بالقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية عرض الحائط، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل واضح، بعد أن صار المجتمع الدولي يقف متفرجًا أمام كل الإجراءات التعسفية ضد المواطنين الفلسطينيين، وإن الأطفال وكبار السن والمرضى يواجهون الموت بسبب البرد القارس والأمطار الغزيرة وتهتك الخيام، فى ظل نقص حاد لوسائل الإيواء، وأن ما يحدث يمثل مأساة إنسانية لا تقل خطورة عن القصف والتدمير .
كيف يمكن للعالم أن يقف متفرجًا متبلدًا أمام أطفال ونساء وشيوخ ومرضى يعيشون ويموتون بردًا فى خيام مهترئة مرات بسبب البرد ومرات بسبب الحرب؟ وكيف يترك النازحون يغرقون مع كل منخفض شتوى يمر على الأرض الفلسطينية؟ .
وأمام ذلك بات يتطلب من العالمين العربي والإسلامي، وكذا العالم الإنساني بأسره، إلى النهوض بشكل قوى لنجدة أهالي غزة الذين يموتون من البرد القارس، والتحرك الفوري والجاد لنصرة المستضعفين فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، والضغط على الاحتلال لإلزامه بتطبيق القوانين والقرارات الدولية التي تكفل حياة كريمة للمدنيين، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية فورًا، خاصة مواد الإيواء من خيام وبيوت متنقلة، لإغاثة النازحين في غزة، وكذلك الفلسطينيون الذين هدمت منازلهم فى القدس ومخيمات الضفة الغربية، خاصة في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم .
الاحتلال دمر خلال حربه على القطاع أكثر من 1300 مصرف في مدينة غزة وحدها من أصل 4400 مصرف بالإضافة إلى أكثر 220 ألف متر طول من شبكات تصريف المياه دمرها الاحتلال أيضا ما أدى إلى انخفاض القدرة التصريفية بنسبة 80% في مدينة غزة لذلك عملية تصريف مياه الأمطار تعانى من ضعف شديد يؤدى في ظل غزارة الأمطار وارتفاع منسوب مياه الإمطار .
المنخفض الجوى تساقط خلاله كميات كبيرة من الأمطار في مدينة منكوبة تتعرض للدمار الكبير لذلك لا تستطيع الإمكانيات المتاحة حاليا التعامل مع هذا الواقع، والحاجة أصبحت الملحة لدخول عدد كبير من المساكن المتنقلة البديلة «الكرفانات» لسكان مدينة غزة الذين يعانون بشكل كبير جراء خيام النزوح غير الصالحة لمثل تلك الظروف الجوية .
ما يحصل في مخيمات شمال الضفة من تدمير وتهجير جعل من المخيمات مناطق منكوبة في ظل استمرار الهجمة الاستيطانية التي تنفذها بلدية الاحتلال وسلطاته، لا سيما سياسة هدم المنازل في القدس وتشريد سكانها، والتي تمثل اعتداء صارخًا على حق المواطنين المقدسيين في الإقامة بمدينتهم، وان حكومة الاحتلال تعمل على قلب الحقائق من خلال تسمية المستوطنات بأسماء القرى التي تقام على أراضيها حتى تقول أن هذه المستوطنات هي الأصل، وكذلك قيام المستوطنين بمهاجمة القرى والمدن الفلسطينية والمزارعين والاستيلاء على المحاصيل وصولاً إلى مهاجمة بيوت المواطنين الآمنين وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال بهدف التهجير والاستيلاء على ممتلكاتهم .
يجب سرعة تفعيل "صندوق الوقف الإنمائي" لدعم اللاجئين والاونروا، والذي يهدف إلى تأمين مصادر تمويل مستدامة لوكالة الاونروا، وتنسيق المواقف العربية والإسلامية بشأن ذلك، قبيل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي المقررة النصف الأول من العام المقبل 2026، ويجب العمل على إدخال المساعدات الإغاثية إلى سكان قطاع غزة بصورة مستدامة ودون أي عوائق، ورفع جميع القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المواد الغذائية والإنسانية الأساسية إلى القطاع .