رام الله - أنشأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرًا، 9 مواقع عسكرية دائمة داخل الأراضي السورية في إطار العدوان العسكري واجتياح تلك الأراضي قبل نحو شهرين في سوريا.
وتركزت المواقع العسكرية في منطقة تمتد من جبل الشيخ السوري حتى مثلث الحدود الفلسطينية السورية المحتلة في جنوب الجولان.
وتم توزيع المواقع العسكرية الـ 9، وفق الإعلام الإسرائيلي، بين منطقتين رئيسيتين: 2 في جبل الشيخ السوري، و7 في منطقة الجولان السوري.
وتشير التقارير إلى أن هذه المواقع تم تصميمها لتكون بمثابة نقاط مراقبة وتأمين للمنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان، والتي أصبحت تشكل شريطا أمنيًا يحمي المنطقة الشمالية الشرقية لفلسطين المحتلة؛ والتي تحتلها "إسرائيل".
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن المواقع الجديدة تم بناؤها بشكل يتناسب مع بقاء طويل الأمد للقوات الإسرائيلية في المنطقة، حيث تم تجهيزها بكل ما يلزم لمواجهة الظروف المناخية القاسية، خاصة خلال فصل الشتاء.
وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد للبقاء في المنطقة "طالما كان ذلك ضروريا، دون تحديد فترة زمنية محددة".
وتشمل المهام اليومية لقوات الاحتلال في سوريا؛ عمليات تفتيش ومداهمات ليلية في المواقع التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري، بالإضافة إلى جمع الأسلحة من القرى المحيطة.
ونوه الإعلام العبري إلى أن قوات الاحتلال "تقوم ببناء علاقات مع سكان القرى السورية المجاورة، مع الحرص على تقليل الاحتكاك المباشر بهم".
ويحاول جيش الاحتلال تجنب التواجد داخل القرى السورية قدر الإمكان، "لتجنب إثارة مشاعر سلبية مشابهة لتلك التي تشهدها الضفة الغربية"؛ وفقًا للتقارير الإسرائيلية.
ورغم "الرسائل المسالمة" التي يبعث بها الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، إلى الدول الغربية، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتفظ بمستوى عالٍ من الاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وبينما لا توجد استخبارات ملموسة حول هجمات وشيكة، يؤكد جيش الاحتلال أنه سيستمر في البقاء في "المنطقة العازلة" حتى يتم فهم أفضل لطبيعة "العدو" الذي يواجهه، مع الحفاظ على حالة تأهب قصوى.
وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أكد خلال زيارته لجبل الشيخ السوري المحتل، في منتصف كانون أول/ ديسمبر 2024، أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة سيستمر على الأقل حتى نهاية عام 2025.
وصرح نتنياهو بأن "هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية الاستباق والتحرك قبل فوات الأوان، خاصة في ظل الانهيار المفاجئ لنظام الأسد وعدم وضوح طبيعة العدو الذي تواجهه إسرائيل في المنطقة".
وقد دمّر سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي، مئات "الأهداف العسكرية" داخل سوريا، بما في ذلك الطائرات والأسطول البحري وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ التي كانت تابعة لنظام بشار الأسد قبل سقوطه، ما تسبب بحرمان "دمشق" من حوالي 80% من قدراتها العسكرية.