اليوم الاحد 09 مارس 2025م
عاجل
  • آلية لجيش الاحتلال تصدم مركبة على شارع الناصرة في جنين
  • مراسلنا: زوارق الاحتلال تستهدف ساحل بحر مدينة غزة بعدد من القذائف
آلية لجيش الاحتلال تصدم مركبة على شارع الناصرة في جنينالكوفية وزير إسرائيلي يكشف مستجدات خطة ترامب لنقل سكان غزةالكوفية خرق إسرائيلي جديد: ثلاثة شهداء في حي الشجاعية شرق غزةالكوفية قيادي كبير في حماس: قادتنا التقوا مبعوث ترامب لبحث قضية الأسرىالكوفية مراسلنا: زوارق الاحتلال تستهدف ساحل بحر مدينة غزة بعدد من القذائفالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تفجر منزلا في شارع مهيوب بمدينة جنينالكوفية مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة قصرة جنوبي نابلس بالضفة المحتلةالكوفية وزير مالية الاحتلال: الحكومة تعمل على إنشاء إدارة للهجرة بهدف تنفيذ خطة الهجرة لسكان غزةالكوفية دلياني: ترامب يُدين احتجاز جثامين الإسرائيليين بينما يدعم النكرونية السياسية الإسرائيلية الممتدة لعقود !!!الكوفية الصحة تدين اقتحام الاحتلال لساحات المستشفى الأهلي في الخليل وتعتبره منافيا للقانون الدوليالكوفية بالصور معجزة طبية في القاهرة.. إزالة طلق ناري من جمجمة شابة فلسطينيةالكوفية "الأوقاف": فتح باب التّسجيل في قوائم الاحتياط لأهالي قطاع غزة الموجودين في مصر لموسم الحجّالكوفية صاحب "خطة الجنرالات" يدعو لإنهاء الحرب والانسحاب من غزةالكوفية كولر يفرض إجراءات صارمة قبل قمة الأهلي والزمالكالكوفية بن غفير يدفع بمقترح للكنيست لإلغاء اتفاقية أوسلوالكوفية فلسطين الثامنة عالمياً في تصدير التمورالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها ويصعد من التهجير وتدمير المنازلالكوفية شهيد وإصابتين برصاص الاحتلال في الشجاعيةالكوفية شهيدان وثلاث إصابات في قصف مدفعية الاحتلال عددا من الفلسطينيين بحي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية مفتي عُمان: على المسلمين أن يهبّوا لنصرة غزة وعون أهلهاالكوفية

مصر تتصدى لمخطط ترامب

11:11 - 07 مارس - 2025
رجب أبو سرية
الكوفية:

مثل الخيول العربية الأصيلة ظهرت مصر طوال عام ونصف، وتوجت تصدرها السباق السياسي، في مواجهة مصيرية بعقد مؤتمر قمة فلسطين، حيث كان اختيار هذا العنوان بالذات للقمة الطارئة ذا دلالة بالغة، فضلاً عما حققه من هدف ووظيفة، تمثلت وظيفة العنوان في جمع العرب الذين يتفرقون دائماً على كل شيء ويتوافقون فقط على فلسطين، فيما تمثل الهدف بصد فتح أبواب جهنم السياسية التي فتحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه عن خطته الشائنة بتهجير سكان قطاع غزة للاستيلاء عليها وتحويلها إلى منتجع سياحي «ريفييرا الشرق الأوسط» لأثرياء العالم والمنطقة، ليسترخوا على أشلاء الضحايا.
لقد أكدت مصر ما كنا نقول به دائماً، أنها الدولة التي ترى في فلسطين عموماً، وقطاع غزة خصوصاً، خط دفاع أول عن أمنها الداخلي، لذا فإن علاقة مصر مع فلسطين، وبالتحديد مع قطاع غزة، لا علاقة لها بطبيعة النظام القائم في مصر، أو بطبيعة الحكم في قطاع غزة، لأن العلاقة استراتيجية محكومة بمصالح الدولة العليا، وقد ورثت أنظمة الحكم في مصر الحديثة ذلك عبر التاريخ منذ حروب أحمس الأول ضد الغزاة الهكسوس، فيما شكلت «حطين» ومن بعدها «عين جالوت» تأكيداً على أنه يجب على كل من يحكم مصر الكنانة أن يدافع عنها خارج حدودها، حيث يمكن لمصر أن تحقق النصر في فلسطين على أعدائها مهما بلغت قوتهم، وهذا ما فعله صلاح الدين الأيوبي في حطين حين هزم جيوش الصليبيين، في تلك المعركة التي فتحت له أبواب بيت المقدس، وما عاد وأكده السلطان قطز حيث ألحق الهزيمة بجيش المغول الجبار في عين جالوت.
لا يليق بأي أحد يحدد أو حتى يشارك في توجيه مؤشر السياسة الإقليمي ألا يأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة، وحين يفعل ذلك الإسرائيليون الذين تعلموا السياسة خلال حقبة ما بعد كامب ديفيد، خاصة من أوساط اليمين الإسرائيلي، الذي عقد تلك الاتفاقية مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فإنهم يرتكبون خطأ فادحاً، لا بد أن تكون تبعاته وخيمة، إن لم يكن اليوم فغداً، والحقيقة أن الإسرائيليين، بعد أن صاروا محكومين في خطوطهم السياسية العامة أو الرئيسة لمحددات الأيديولوجيا اللاهوتية، فإنه بات يمكن لأي متابع أو مراقب سياسي، أن يتوقع سقوطهم وارتكابهم للخطايا والأخطاء السياسية الفادحة، ومن ضمن تلك الخطايا أو الأخطاء وفق الوصف المبسط، أنهم ما زالوا يعتقدون بأن الحكام العرب ما زالوا، أو أنهم سيظلون إلى أبد الدهر يفكرون فقط في مصالحهم الخاصة، دون مصالح شعوبهم، أو بما لا يتطابق مع المصالح العليا لدولهم، والأهم هو أنهم بعد أن حققوا «اختراقاً» مهماً قبل خمسة أعوام، أي في العام 2020، متمثلاً في اتفاقيات أبراهام، محققين التطبيع مع بعض الدول العربية، في ظل تجاوز الملف الفلسطيني، ظلوا أسيري تلك اللحظة بنشوتها السياسية، لدرجة أنهم يعتقدون أنه يمكنهم أن يتابعوا ذلك الطريق، وبالقوة.
وإسرائيل المحكومة باليمين المتطرف، نسيت أن مصر والأردن هما جارتا إسرائيل اللتان عقدتا معها اتفاقيتي سلام كامب ديفيد ووادي عربة قبل نحو خمسين عاماً، وثلاثين عاماً على التوالي، لأن إسرائيل بتلك الصفة باتت منتشيه باتفاقيات أبراهام، ولم تعد تفكر إلا بالسير على طريقها، أي فرض وجودها وهي بصفة دولة الاحتلال المتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، لدرجة أن رئيس حكومتها المخضرم، بنيامين نتنياهو وليس إيتمار بن غفير أو بتسلئيل سموتريتش، هو من يرفض التطبيع مع المملكة العربية السعودية، مقابل فتح الباب أمام حل الدولتين الذي يتطلب إقامة دولة فلسطين المعترف بها من قبل ثلاثة أرباع دول العالم بأسره.
وإسرائيل بعد مسيرة ثلاثة عقود قادها في معظمها نتنياهو بالتحديد، انتقلت تماماً من موقع الدولة التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية وفي ظل الحرب الباردة، إلى موقع الدولة التي تؤسس دولة إسرائيل الكبرى، التي تكون فيها دولة إسرائيل العلمانية ملحقة بدولة الاستيطان، وقد وجدت نفسها أخيراً أمام اللحظة التي لا بد أن يجري فيها «تظهير» الانتقال الداخلي للدولة من المحور الليبرالي، لمحور الاستيطان، ليأخذ شكله الإقليمي، بتوسيع حدود الدولة من جهة ومن جهة أخرى بفرض النفوذ والسيطرة على كل الشرق الأوسط، وقد ظهر كل هذا واضحاً وجلياً خلال تصريحات وزراء الحكومة الحالية، خاصة خلال حربهم الإجرامية على قطاع غزة، بحيث فتحوا الأبواب على مصراعيها، لشن حرب على كل فلسطين، حرب لم تكن كأي حرب، بل هي حرب إبادة جماعية، ترتكب فيها كل جرائم الحروب، وفق ما يقول به القانون الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.
إن قناعة إسرائيل منذ خمس سنوات على الأقل بأنه يمكنها التطبيع مع الإطار الأبعد من الجيران العرب مع تجاوز فلسطين، هي ما يؤدي بها اليوم إلى ما هو عكس ذلك تماماً، فهي تدفعها ليس إلى تجاوز فلسطين وحسب، بل إلى تجاوز جيران الإطار الأقرب، ولا شك بأن «اتفاقيات أبراهام» دفعت إلى الوراء اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة، وبالطبع أسقطت تماماً اتفاقيات أوسلو، وعلى العكس مما روجت له إسرائيل، أو ما أقنعت به نفسها، من أن ذلك هو الطريق لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، أدى ذلك الطريق إلى شن أصعب حرب جرت بينها وبين جيرانها العرب، منذ إنشائها، ليس على صعيد عدد الضحايا والدمار على الجانب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بل على الجانب الإسرائيلي، حيث يمكن القول بكل ثقة إن إسرائيل دخلت النفق الذي كانت فيه دولة جنوب أفريقيا العنصرية،  وأنظمة الحكم الدكتاتورية في العديد من الدول التي ارتكب حكامها جرائم ضد الإنسانية.
فبعد أقل من ثلاث سنوات على توقيع اتفاقيات أبراهام، شنت أسرائيل حرباً أوصلت رئيس حكومتها ووزير دفاعه لأن يكونا مطلوبين للعدالة الدولية كمجرمي حرب، وإلى أن تكون دولة منبوذة عالمياً، تندد بها الشعوب والحكومات في كل مكان من العالم، فيما لم يتورع قادتها، عن الإعلان، وعلى طريقة كل من سبقهم من طغاة فكروا باحتلال العالم،  وبصراحة عن سعيهم لإعادة ترتيب الشرق الأوسط على هواهم.
والحقيقة أن نتنياهو شخصياً رأى في حرب الإبادة الفصل الأخير في مسيرته السياسية، ولهذا ظن مخطئاً، بأن أحداً لا يمكنه أن يقف في وجهه، أو أن يردعه، خاصة بعد أن أجبر الشريك الأميركي على أن يجعل من انحيازه لإسرائيل انحيازاً للتطرف اليميني، الاستيطاني اللاهوتي، ورغم كل ما فعله جو بايدن له، واصل صد كل محاولات التوقف، في انتظار مجيء دونالد ترامب للبيت الأبيض، ليساعده على إقامة إسرائيل الكبرى، التي تتضمن محو إمكانية قيام دولة فلسطين، بضم غزة والضفة وكل أراضي دولة فلسطين، إضافة للتوسع على حساب الجيران السوريين واللبنانيين أولاً، ثم الأردنيين والمصريين ثانياً.
والتوسع ليس بالضرورة أن يعني الضم الصريح، أو تغيير الحدود، فجعل مناطق شاسعة من سورية مناطق أمنية، كذلك جعل معظم سيناء منزوعة السلاح، هو توسع أمني، حتى لا نقول توسعاً جغرافياً، لأنه على إسرائيل وهي تسعى للحفاظ على أمنها أن تجعل تلك المناطق الأمنية داخل حدودها، وليس داخل حدود الغير.
ونحن لا نبالغ حين نقول إن حرب الإبادة الإسرائيلية على جناحي دولة فلسطين، بأهدافها المعلنة في ترحيل السكان لمصر والأردن، تعني بكل وضوح إعلان الحرب على الجارتين، وطي معاهدتي السلام معهما، فيما ترامب حين قال بكل ما كان يحلم به أصحاب مشروع إسرائيل الكبرى، بإعلانه أنه يسعى لتهجير سكان غزة وامتلاكها، فإنه قد نقل بذلك شعلة نار الحرب للجارتين، ولأن مصر هي الشقيقة الكبرى، والتي باتت لديها الحنكة والقوة الكافية وفق منطق القوة في عصر ما بعد النظام العالمي أحادي القطب، فقد تصدت بهدوء لعنجهية ترامب، فردت أولاً بدبلوماسية، ثم أخذت وقتها بإعلانها أنها ستعد خطة اليوم التالي، الخطة الأفضل من خطة ترامب.
ثم ارتفع منسوب الثقة بعد أن تصدت المكسيك وبنما وكندا والدنمارك لترامب، وأخذت مصر وقتاً لالتقاط الأنفاس والرد دون تطير على خطة ترامب، فبدأت بوحدة الموقف مع الأردن ثم بنسج موقف جماعي مع دول المشرق العربي المؤثرة، ثم بتظهير الخطة المصرية العربية، في مؤتمر القمة الطارئ، والذي أطار بقراراته صواب إسرائيل وأغضب أميركا التي ردت بالقول إنها لا تقبل الخطة المصرية وتصر على خطتها الاستعمارية، فيما تنوي مصر مواصلة التحدي بالدفع بمئة دولة للانخراط في خطة إعمار غزة البديلة عن خطة ترامب.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق