الكوفية:القدس المحتلة: أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن جرائم التطهير العرقي التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني قد انتقلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، حيث لم تعد تتوارى خلف المناورات الدبلوماسية، بل باتت سياسة رسمية مُعلنة ومدمجة في هياكل الدولة. وأضاف أن التصريحات الصادرة عن المؤسسة السياسية الإسرائيلية قد أسقطت آخر أقنعة الإنكار، كاشفةً عن استراتيجية متعمدة ومتسارعة لإعادة هندسة التركيبة الديمغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف محو الوجود الوطني الفلسطيني.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن إعلان وزير مالية الاحتلال عن تشكيل "مديرية للتطهير العرقي في غزة" يشكّل لحظة مكاشفة أيديولوجية خطيرة، إذ يجسد إضفاء الطابع المؤسسي الرسمي على مشروع تطهير عرقي لطالما كان جزءاً أساسياً من العقيدة الاستعمارية الابادية الصهيونية التي قامت عليها دولة الاحتلال. وقال: "ما نشهده اليوم هو الامتداد الطبيعي للسياسات الإسرائيلية المبنية على الايديولوجية الصهيونية. هذه هي الصورة الحقيقية للبيروقراطية الاسرائيلية المُسخرة للتطهير العرقي."
وأضاف دلياني: "إعلان وزير مالية الاحتلال عن تنسيق مع الإدارة الأمريكية في تنفيذ جرائم الحرب القائمة على التطهير العرقي يعكس توافقاً اجرامياً استراتيجياً خطيراً طالما دفع شعبنا ثمنه دماءاً، وتعاوناً سافراً يهدف إلى اجتثاث الهوية الفلسطينية من أرضها. إن ما يجري هو عملية جيوسياسية مشتركة، يتم تبييضها بمصطلحات بيروقراطية مُضللة، وحمايتها تحت غطاء الإفلاس الأخلاقي والسياسي لانتقائية تطبيق القانون الدولي."
وأردف قائلاً: "لم يعد المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد مصدره المقاومة الفلسطينية فحسب، بل باتوا يعتبرون مجرد وجود شعبنا الفلسطيني تهديداً وجودياً لهم. هذه ليست مجرد سياسات استعمارية توسعية، بل هي أيديولوجيا قائمة على الإبادة الجماعية، تعتبر الوجود الفلسطيني ذاته خطراً لا يمكن التعايش معه. إنها عقيدة محو منظمة، تتجلى في الأدوات القانونية التي يختلقها نظام تشريعي قائم على الغاء الإنسانية من الفلسطيني والفلسطينية، وتُطبَّع عبر الخطاب السياسي، وتُنفَّذ بوحشية غير مسبوقة."
وشدد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على أن ما يشهده العالم اليوم هو تتويج لمشروع استعماري صهيوني قائم على التطهير العرقي ومحصّن بالإفلات من العقاب والحماية الغربية وخاصة من قِبَل البيت الأبيض وإداراته المتعاقبة، وها هو اليوم يدخل مرحلته الأكثر وضوحاً في غزة. وأكد أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن مسؤولياته لم تعد تقف عند حدود الإدانات الرمزية، بل باتت تفرض عليه التحرك العاجل والحاسم لوقف هذه الجرائم الاسرائيلية.