القاهرة: قال المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، إن المراقبين للوضع في المنطقة ينظرون لزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز، باعتبارها زيارة مهمة، وجاءت في ظروف مهمة في المنطقة.
ولفت عطا الله خلال لقائه ببرنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية"، مساء الأربعاء، إلى أن الزيارة ستشهد التباحث حول ملف الأزمة الإيرانية، والذي طرأت عليه عدة مستجات تتعلق بالانسداد الذي حدث في فيينا، وتحريض الاحتلال الإسرائيلي على طهران، ومحاولاتها لمنع واشنطن والعالم لعدم العودة للاتفاق النووي، وشن هجوم على إيران.
وأوضح، أن تلويح إسرائيل بشن هجوم نووي على إيران عجل بهذه الزيارة، التي جاءت لتنسيق الموقف مع الاحتلال.
وأضاف، أن الإدارة الأمريكية الحالية، حتى وإن كانت تمتلك خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، فإنها لا تمتلك الرغبة والقدرة على حلها، بسبب وجود هاجس اسمه بنيامين نتنياهو، وتوقع عودته إلى حكم إسرائيل مجددا، وبالتالي لا ترغب في معاداته.
وتابع، أنه لو بقى نتنياهو في الحكم لعمل بايدن ضده، حتى لو على سبيل العكننة على نتنياهو، ولأجبرته على وقف الاستيطان، ما يعني أن حكومة بينيت جاءت لتنقذ إسرائيل من كل شيء، باعتبارها حكومة ضعيفة ويبقى نتنياهو على رأس المعارضة يخاف منه جميع الأطراف.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، أن الأجندة الأمريكية محملة بعدة ملفات، ومن بينها الملف الفلسطيني، خاصة بعد وصول الرئيس جو بايدن للحكم، الأمر الذي دفع السلطة الفلسطينية للمراهنة على أن تكون فترة ما بعد ترامب ستكون جيدة، وأن بايدن سيحرك المياه الراكدة، ولكن حتى الآن لم يحدث أي شيء.
ولفت إلى أن حادثة مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات، ومطالبة واشنطن السلطة بتشكيل لجنة تحقيق، أعاد القضية الفلسطينية للواجهة مرة أخرى، مشيرا إلى وجود إجماع أمريكي إسرائيلي على أن وضع السلطة لم يعد مريحا، في ظل وجود مشكلات مالية واجتماعية، ومعارضة للسلطة بدأت تتمدد في الضفة، حتى أن حركة حماس بدأت تتمدد على حساب السلطة، وهو أمر مقلق لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن زيارة مدير الـ CIA لفلسطين هي زيارة أمنية بحتة.
وأوضح، أن الزيارة هدفها البحث في ملفات ذات بعد أمني هي: ملف انهيار السلطة، ومرحلة ما بعد عباس، وكذلك عدم السماح لحركة حماس بالتمدد، كما يتعلق الملف الرابع بقدرة السلطة على ضبط الإيقاع في الضفة الفلسطينية، وألا تنلفت الأمور وتتحول من معارضة للسلطة وأداءها لمواجهة مع الاحتلال.
وأكد، أن الأمر المقلق بالنسبة لواشنطن وإسرائيل هو أن تتوحد الجبهات المعارضة لهما، بان تتحرك حزب الله وإيران وأنصار الله في اليمن، وبالتالي تسعى إسرائيل إلى تحييد جبهة غزة.
وأضاف، أن المطلوب من السلطة حاليا العودة للوراء خطوة أو اثنتين من أجل تحسين الحالة الاقتصادية لقطاع غزة.