اليوم السبت 21 ديسمبر 2024م
مستوطنون بحماية قوات الاحتلال يقتحمون البلدة القديمة في الخليلالكوفية هيئة البث العبرية: اعتراض مسيرة "معادية" تسللت إلى منطقة غلاف غزةالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال يشن غارة على حي الكرامة شمال غرب غزةالكوفية تحول كبير وخطير.. لماذا قررت السويد وقف تمويل "أونروا"؟الكوفية كلها خطر.. سياسة إسرائيلية قديمة تُطبق حاليا في قطاع غزةالكوفية أهالي الأسرى الإسرائيليين يهددون بالتصعيد لإبرام صفقة تبادل.. هل يرضخ نتنياهو؟الكوفية تطورات جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزةالكوفية مبعوثة أميركية تلتقي "الشرع" وتبلغه بإلغاء مكافأة اعتقالهالكوفية عملاء للموساد يتحدثون ببرنامج أميركي عن إعدادهم لتفجير "البيجر" في لبنانالكوفية غارة إسرائيلية تستهدف حي الكرامة شمال غربي مدينة غزةالكوفية صفارات الإنذار تدوي مجددا في مجلس إشكول في غلاف غزة الجنوبيالكوفية استطلاع: 74% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاملة تعيد كل الأسرىالكوفية الصحة الفلسطينية: وصول الشهيد حسين عبد القادر خضور (٣٧ عاماً) برصاص الاحتلال إلى مستشفى جنين الحكوميالكوفية صفارات الإنذار تدوي في مجلس إشكول في غلاف غزة الجنوبي خشية تسلل طائرات مسيرةالكوفية اندلاع مواجهات بين الشبان و قوات الاحتلال ببلدة بيتا جنوب نابلسالكوفية الفلسطينيون في مواجهة الشرق الأوسط الجديدالكوفية حرب الإبادة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرهالكوفية بث مباشر || تطورات اليوم الـ 442 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية رئيس تشيلي يضع 45 ألف ضوء بشجرة الميلاد تضامناً مع غزةالكوفية "الصحة" تناشد المجتمع الدولي إدخال المساعدات والأدوية والطعام لمستشفى كمال عدوانالكوفية

شهداء وليسوا أرقاما.. ياسر بريخ "درويش" في حب الوطن

04:04 - 03 أكتوبر - 2024
الكوفية:

خاص - كتب مروان جودة

توافد على مقهى بالقاهرة حزينا وقد ظهر على ملامح وجهه هما كبيرا لم يفصح عنه إلا بعد إصرار من أصدقائه لمعرفة السر.

القصة بدأت باهتمام الشهيد ياسر رأفت بربخ، بمسن فلسطيني يقيم وحيدا بالقاهرة، فما كاد يمر يوما إلا ويحرص ياسر على زيارته وإحضار الطعام والعلاج له، وقتل الوقت معه بلعب الطاولة ليؤنس وحدته، كان ياسر يجد سعادة بالغة في هذا الأمر وكأنه يرى في ذلك المسن وطن يفتقده وأجبرته الظروف للغربة عنه.

كان المسن الفلسطيني يعجز عن دفع إيجار وحدته السكنية وهو ما دفع ياسر لمطالبة أصدقائه على المقهى بضرورة التكفل بهذا الأمر فأدرك حينها أصدقائه سر الهم الذي يعلو ملامحه.

الشهيد ياسر رأفت بربخ، صاحب الـ25 عاما، كغيره من محبي الوطن والبشر، خلوق مثابر وطني مقاوم يحب جميع خلق الله باختلاف المذاهب والأديان والأعراق مقدس للعمل كاره للجبن والتقاعس والكسل، محبوباً من الجميع ولا يراه أحد الا ليُعجب بهذا البطل، يدخل القلب كنسمة الهواء بهدوء، جُل أحلامه كانت أن ينّعم بوطنٍ حُر، حلمه بوطن حر جعله يترك القاهرة ليعود إلى غزة مجددا لتكتب له الشهادة في الثالث والعشرين من أكتوبر، عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية، دون سابق إنذار منزل صديقه أثناء تواجده معه، تحول المكان إلى دمار كبير، ولم تعثر طواقم الدفاع المدني على جسد ياسر في أول يوم، ولكن في اليوم التالي وجدوه أشلاء، وكأن جسده قرر أن يحاكي روحه التي كان ينثر محبتها على الجميع وفي كافة أرجاء المكان.

يقول أصدقاء ياسر عنه، "كان أكثرنا صلابة وشجاعة، يعرفه الجميع الصغار والكبار، لديه عائلة جميلة كان دائما يفتخر به، والحب كان لغته وفلسفته التي كان يفهمها، ويراها الطريقٍ الوحيد لتحريرنا من براثن التيه والألم والكره، فهو عاشق صوفي يحرص على زيارة مقامات الصالحين والأولياء و"هموم الأمة" كما كان يطلق عليهم.

ياسر قوميا بلا شك عروبته تجري في دماء عروقه يتفاعل بكل كيانه وجوارحه مع أي حدث يمس جسد الأمة العربية، يسير حاملا على كتفيه هم وطنه وكان يسأل نفسه دائما ماذا فعلت؟ ولمن فعلت؟ وماذا قدمت؟ كان يحزن على فراق أصدقائه وأحبابه ويتألم لما يحدث في غزة والضفة، يموت قهراً ووجعاً على الأهل والأحباب والوطن لم يكن يريد البقاء في مصر رغم حبه وتعلقه بها فذات مرة سألته عما سيبقى في مصر فرد قائلا، "أنا متيم بالوطن ولا أرى نفسي سوى هناك".

كان قلبه عابراً للأعراق والمذاهب والطوائف والأحزاب قلب يتسع للعالم لا يحمل سوى الحب لكل خلق الله فصوفتيه وروحه طغت على ماديته، كان جامعا لخصال الخير ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه قد هذبته الآداب وأحكمته التجارب وأثقلته فقد كان يعيش بعمران عمر الحكيم العاقل صاحب التجارب وعمر الطفل البريء المحب الشغوف بكل شيء، إن أؤتمن على الأسرار حفظها وإن قُلد مهام نهض فيها، يسكنه الحلم وينطقه العلم وتهابه القلوب، له صولة الأمراء وأناة الحكماء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء وهيبة العظماء يسترق قلوب الخلق بخلابة لسانه وحسن بيانه وقوة حضوره، لا تأخذه في الله لومة لائم متمسك بالحق قابضا عليه.

ياسر كان خير مثال ونموذج للشاب العصري المحب للجميع المتمسك بهويته العربية والإسلامية، فتحاويا وبالرغم من فتحاويته التي ورثها وشكلت كيانه وفكره وبالرغم من اختلافه مع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى أيديولوجيا وسياسيا لكنه لم يستخدم لغة التخوين وأول الداعمين للفصائل المسلحة عندما تقف أمام الاحتلال.

حلمه ان يرى دولة فلسطين موحدة في ثوب ليبرالي تحتفظ بثقافتها وهويتها الفلسطينية العربية والاسلامية وعابرة للحزبية، لم يكن من أنصار لغة التخوين والنقد الهدام لأي فصيل من الفصائل الأخرى بالرغم من الاختلافات إلا أنه كان ينتقد الوضع الداخلي انتقاد المصحح البناء المحب لوطنه الذي يسعى للإصلاح بأفكاره واقتراحاته البناءة وأقتبس مما كتب في عام 2020 :

" لن نستطيع التصدّي لأي مشروع مجحف دون تحقيق المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني ".

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق