اليوم الخميس 03 أكتوبر 2024م
المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان: القلق والخوف حاضران في كل مكان ولا نعلم ما هو القادمالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف منزلا بمحيط منطقة الحساينة غرب مخيم النصيراتالكوفية آليات الاحتلال تطلق نيرانها شرق المحافظة الوسطى بقطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة جديدة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 363 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو خوصة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في المخيم الجديد بالنصيرات وسط قطاع غزةالكوفية العدو يتكبد خسائر.. محاور الاشتباكات بين المقاومة اللبنانية وجيش الاحتلالالكوفية "حياة صعبة كتير".. كيف يعيش أهالي خان يونس بدون كهرباء؟الكوفية غزيون يشكون الارتفاع الجنوني لسعر سلعة لا غنى عنها في ظل حرب الإبادةالكوفية عبير توفيق.. فتاة تواجه معاناة حرب الإبادة بمفردها بعد استشهاد عائلتهاالكوفية المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان: ليلة أخرى بلا نوم في بيروت وانفجارات تهز المدينة دون إطلاق صفارات الإنذارالكوفية المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان: القلق والخوف حاضران في كل مكان ولا نعلم ما هو القادمالكوفية مصادر لبنانية: طيران الاحتلال نفذ حوالي 20 غارة استهدفت مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلين غرب مخيم النصيراتالكوفية صفارات الإنذار تدوي في الجولان المحتل خشية تسلل طائرات مسيّرةالكوفية مصادر عبرية: 4 طائرات مسيّرة أطلقت من اليمن وانفجرت على علو منخفض في أجواء "تل أبيب"الكوفية طيران الاحتلال يشن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية مدفعية الاحتلال تجدد قصفها العنيف لغرب مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية الجبهة الداخلية الإسرائيلية: دوي صفارات الإنذار في بيت يام الساحلية جنوب تل أبيب بعد رصد طائرة مسيرةالكوفية

شهداء وليسوا أرقاما.. ياسر بريخ "درويش" في حب الوطن

04:04 - 03 أكتوبر - 2024
الكوفية:

خاص - كتب مروان جودة

توافد على مقهى بالقاهرة حزينا وقد ظهر على ملامح وجهه هما كبيرا لم يفصح عنه إلا بعد إصرار من أصدقائه لمعرفة السر.

القصة بدأت باهتمام الشهيد ياسر رأفت بربخ، بمسن فلسطيني يقيم وحيدا بالقاهرة، فما كاد يمر يوما إلا وياسر يحرص على زيارته وإحضار الطعام والعلاج له، وقتل الوقت معه بلعب الطاولة ليؤنس وحدته، كان ياسر يجد سعادة بالغة في هذا الأمر وكأنه يرى في ذلك المسن وطن يفتقده وأجبرته الظروف للغربة عنه.

ولكن المسن الفلسطيني يعجز عن دفع إيجار وحدته السكنية وهو دفع ياسر لمطالبة أصدقائه على المقهى بضرورة التكفل بهذا الأمر فأدرك حينها أصدقائه سر الهم الذي يعلو ملامحه.

الشهيد ياسر رأفت بربخ، صاحب الـ25 عاما، كغيره من محبي الوطن والبشر، خلوق مثابر وطني مقاوم يحب جميع خلق الله باختلاف المذاهب والأديان والأعراق مقدس للعمل كاره للجبن والتقاعس والكسل، محبوباً من الجميع ولا يراه أحد الا ليُعجب بهذا البطل، يدخل القلب كنسمة الهواء بهدوء، جُل أحلامه كانت أن ينّعم بوطنٍ حُر، حلمه بوطن حر جعله يترك القاهرة ليعود إلى غزة مجددا لتكتب له الشهادة في الثالث والعشرين من أكتوبر، عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية، دون سابق انذار منزل صديقه اثناء تواجده معه، تحول المكان الى دمار لم تعثر طواقم الدفاع المدني على جسد ياسر في أول يوم، ولكن في اليوم التالي وجدوه أشلاء، وكأن جسده قرر أن يحاكي روحه التي كان ينثر محبتها على الجميع وفي كافة أرجاء المكان.

يقول أصدقاء ياسر عنه، "كان أكثرنا صلابة وشجاعة، يعرفه الجميع الصغار والكبار، لديه عائلة جميلة كان دائما يفتخر به، والحب كان لغته وفلسفته التي كان يفهمها، ويراها الطريقٍ الوحيد لتحريرنا من براثن التيه والألم والكره، فهو عاشق صوفي يحرص على زيارة مقامات الصالحين والأولياء و"هموم الأمة" كما كان يطلق عليهم.

ياسر قوميا بلا شك عروبته تجري في دماء عروقه يتفاعل بكل كيانه وجوارحه مع أي حدث يمس جسد الأمة العربية، يسير حاملا على كتفيه هم وطنه وكان يسأل نفسه دائما ماذا فعلت؟ ولمن فعلت؟ وماذا قدمت؟ كان يحزن على فراق أصدقائه وأحبابه ويتألم لما يحدث في غزة والضفة، يموت قهراً ووجعاً على الأهل والأحباب والوطن لم يكن يريد البقاء في مصر رغم حبه وتعلقه بها فذات مرة سألته عما سيبقى في مصر فرد قائلا، "أنا متيم بالوطن ولا أرى نفسي سوى هناك".

كان قلبه عابراً للأعراق والمذاهب والطوائف والأحزاب قلب يتسع للعالم لا يحمل سوى الحب لكل خلق الله فصوفتيه وروحه طغت على ماديته، كان جامعا لخصال الخير ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه قد هذبته الآداب وأحكمته التجارب وأثقلته فقد كان يعيش بعمران عمر الحكيم العاقل صاحب التجارب وعمر الطفل البريء المحب الشغوف بكل شيء، إن أؤتمن على الأسرار حفظها وإن قُلد مهام نهض فيها، يسكنه الحلم وينطقه العلم وتهابه القلوب، له صولة الأمراء وأناة الحكماء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء وهيبة العظماء يسترق قلوب الخلق بخلابة لسانه وحسن بيانه وقوة حضوره، لا تأخذه في الله لومة لائم متمسك بالحق قابضا عليه.

ياسر كان خير مثال ونموذج للشاب العصري المحب للجميع المتمسك بهويته العربية والإسلامية، فتحاويا وبالرغم من فتحاويته التي ورثها وشكلت كيانه وفكره وبالرغم من اختلافه مع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى أيديولوجيا وسياسيا لكنه لم يستخدم لغة التخوين وأول الداعمين للفصائل المسلحة عندما تقف أمام الاحتلال.

حلمه ان يرى دولة فلسطين موحدة في ثوب ليبرالي تحتفظ بثقافتها وهويتها الفلسطينية العربية والاسلامية وعابرة للحزبية، لم يكن من أنصار لغة التخوين والنقد الهدام لأي فصيل من الفصائل الأخرى بالرغم من الاختلافات إلا أنه كان ينتقد الوضع الداخلي انتقاد المصحح البناء المحب لوطنه الذي يسعى للإصلاح بأفكاره واقتراحاته البناءة وأقتبس مما كتب في عام 2020 :

" لن نستطيع التصدّي لأي مشروع مجحف دون تحقيق المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني ".

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق