الاقتراحات الخاصة بحماس في ضوء استمرار حرب الإبادة، هي محاولة لإنقاذ الفكرة الفلسطينية وحماية اخوتنا في حماس أيضا، وليس مشاركة في تصفيتهم، فهم ابناؤنا واخوتنا وشركاؤنا في الوطن، المطروح هو التصفية الكاملة والمطاردة لهم في العالم، كما طوردنا نحن أبناء منظمة التحرير بتهمة الإرهاب ردحا من الزمن. المسالة ليست معاندة ولا كيدية سياسية، ولا ضغطا على حماس، ولا على ابومازن المحاصر والمقيد بشروط بقائه، بل محاولة صادقة للخروج من المأزق، وهو ليس جهد فلسطيني خالص ينتظر منه المعجزة، بل لدفع اطراف عربية ودولية للمشاركة معنا في إيجاد المخرج وتسهيل مهمتهم، لان العامل الخارجي للأسف بات حاسما تقريبا في مثل حالتنا، ومن يعتقد غير ذلك يمكن وصفه بانه غير دقيق ولم يقرا المشهد جيدا .
- هناك مخرج حتى لا يستمر ايضا حصار المنظمة ومعاقبتها ووسمها بالإرهاب ومن اجل التقدم خطوة نحو تفعيلها ، ما ورد في اتفاق بكين يمكن اعادته من الادراج ، وهو تشكيل الاطار القيادي الموسع ، وبالمناسبة هذا ليس بدعة، بل استخدمها ابو عمار لضم القوى التي كانت خارج اطار المنظمة لأسباب مختلفة ، وفي الظروف الصعبة والحروب التي كان يواجهها، كان يدعو هذا الاطار للاجتماع تحت عنوان اجتماع الامناء العامين ، او القيادي الموسع، من هذا الباب وانتقاليا ، يمكن لحماس والجهاد ان تكون ضمن هذا الاطار ، اما الاصرار على اعادة النظر في المحاصصات كما بدءا من الخرطوم الى مكة الى كل الحوارات الفاشلة ، او طلب الضمانات من حالة عاجزة ومريضة ، فان هذا ليس وقته برايي ، ويدخلنا مجددا في صراعات واشكاليات ليس هذا وقتها أيضا.
- يجب الاخذ بالاعتبار، ان غزة ليست لبنان، بعض الدول تتعامل مع غزة كشأن داخلي اسرائيلي، وليس لدينا بري وميقاتي ولا ماكرون، ضف على ذلك ما بات أقرب ان يكون حاسما وهو العامل الخارجي في الحالة الفلسطينية الراهنة مع غياب الجسم القيادي التمثيلي الموحد. مع التقدير لعامل الصمود الأسطوري لشعبنا في غزة واستمرار المقاومة ورفض الاحتلال الجديد.
- في وقت الكارثة، المراوحة في زاوية مغلقة، بل وميتة جرى اختبارها مرارا وتكرارا، تواطؤ وبلادة سياسية وانتظار وهمي بالمعجزات. ثمة خيارات عديدة يمكن مناقشتها، مثلا، وضع المحددات والشروط التي يمكن لفكرة هيئة المفوضين في غزة ان تشكل مخرجا إذا ما اشركت أطراف عربية وازنة ومؤثرة وقادرة في هذه المبادرة الانقاذية.
- بعد اتفاق لبنان، ثمة ما يؤكد ان تحقيق الانتصار المطلق الذي وعد نتنياهو به جمهوره قد فشل، ومنطق الحرب والتدمير والقتل الانتقامي لتحقيق اهداف سياسية قد فشل ايضا، بهذا المعنى، سيتم مساءلة المنطق الاسرائيلي دوليا واقليميا، لمنطق استمرار حربه في غزة ، عندما فشل الترانسفير الجماعي وحتى اقتطاع اراض من غزة لأسباب امنية او استيطانية ليس من السهل تمريره دوليا واقليميا ،هنا يمكنني القول ان ذلك يشكل تأكيدا على تراجع قوة الردع المطلق الاسرائيلي ومحدودية يده المطلقة لتغيير الشرق الاوسط.