متابعات: قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح،إن التدمير الشامل الذي تعرضت له غزة على مدى الأشهر الـ16 الماضية، يمثل شهادة حية على الإبادة الجماعية الإسرائيلية. ورغم اتفاق وقف العمليات الابادية العسكرية الاسرائيلية التي علّقت القصف الوحشي، إلا أن آثار جرائم الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تعصف بحياة أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة.
وأوضح دلياني، أن ما شهدته غزة ليس حرباً، بل حملة عسكرية إسرائيلية تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني من خلال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتدمير النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمجتمعاتنا."
وأضاف، أن مدينة رفح، التي كانت بمثابة شريان الحياة خلال الأشهر الأولى من حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، تحولت إلى شهادة حية على حجم الدمار الشامل وهول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا. لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني إلى جانب موظفي الإغاثة الدوليين بحثًا عن ملاذ آمن، إلا أن آلة الحرب الإسرائيلية جعلت من هذا الملاذ مقبرة جماعية، حيث استشهدت عائلات بأكملها داخل الملاجئ تحت وطأة القصف الجوي الوحشي والقذائف المدفعية الإجرامية. وعندما اجتاحت قوات الاحتلال المدينة في أيار/مايو الماضي، ارتُكبت جرائم اسرائيلية جديدة بتحويل رفح إلى كومة من الأنقاض، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال وسعيه الدائم لمحو معالم الحياة الفلسطينية."
وأشار دلياني إلى أن الإحصائيات المروعة التي تؤكد حجم الكارثة التي عصفت بمدينة رفح، حيث تم تدمير 16,000 مبنى بالكامل، وتم القضاء على 80% من الأراضي الزراعية، بينما تعرضت البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات الكهرباء وآبار المياه ومحطات الصرف الصحي، للدمار أو أُصيبت بأضرار جسيمة. وأكد أن "هذا الدمار يمثل تفكيكًا عنيفاً متعمداً لقدرة المدينة وأهلها على البقاء."
وفي ظل هذا الخراب، شدد دلياني على أن وقف دولة الاحتلال لعملياتها العسكرية الابادية لا يمكن أن يخفي الأزمة الإنسانية المستمرة. غزة اليوم مدمرة، محرومة من وسائل الحياة، بينما تظل المساعدات الدولية غير كافية لتلبية حجم الحاجة. واستهداف الاحتلال للأراضي الزراعية والبنية التحتية في رفح وباقي انحاء القطاع المنكوب يبرز نية ابادية واضحة لتدمير الأرواح وسبل العيش.
ودعا المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل حاسم.
وتابع، أن دمار غزة ليس مجرد مأساة فلسطينية، بل اختبار حقيقي لضمير العالم ومبادئ العدالة، مشيرا إلى أن غياب محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها، معتبرا أن البشرية تخاطر بتطبيع جرائم الإبادة الجماعية كأداة حرب."