متابعات: يُحيي العالم اليوم العالمي للراديو، الذي يصادف 13 فبراير، في وقت يعاني فيه الإعلام الفلسطيني من كارثة غير مسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير مقار 22 إذاعة محلية، ما تسبب في توقفها عن البث بشكل كامل أو جزئي، في انتهاك صارخ لحرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.
وأكد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أنه خلال العدوان الإسرائيلي، الذي استمر لأكثر من 15 شهراً، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية الإعلامية في القطاع بشكل ممنهج، ودمرت مقار إذاعات بارزة مثل صوت الأقصى، صوت القدس، صوت الأسرى، الرأي الحكومية، صوت الشعب، صوت الوطن، ألوان، وإذاعتي القرآن الكريم التابعتين للجامعة الإسلامية ووزارة الأوقاف، إلى جانب غيرها من المحطات التي كانت تشكل نافذة رئيسية للجمهور الفلسطيني لمتابعة الأخبار والتطورات الميدانية.
خسائر فادحة وانتهاك لحرية الصحافة
ووفق المنتدى؛ تُقدَّر الخسائر المادية التي تكبدتها الإذاعات المحلية بملايين الدولارات، حيث طال الدمار أجهزة ومعدات بث يصعب تعويضها بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والذي يمنع دخول المعدات والأدوات اللازمة لاستئناف العمل الصحفي.
وإلى جانب القصف، ساهمت القيود الإسرائيلية على إمدادات الوقود وانقطاع الكهرباء واستهداف شبكات الاتصالات والإنترنت في شلّ قدرة هذه الإذاعات على مواصلة عملها.
وشدد المنتدى على أن حرمان الفلسطينيين من إذاعاتهم المحلية في هذه الأوقات العصيبة لا يمثل فقط خسارة للمؤسسات الإعلامية، بل هو أيضًا انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يكفل حرية الصحافة، لا سيما في مناطق النزاع.
دعوات دولية لإعادة إعمار المؤسسات الإعلامية
وأدان منتدى الإعلاميين بشدة ما “الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للإعلام الفلسطيني”، مؤكدًا دعمه الكامل للعاملين في الإذاعات المحلية الذين فقدوا مقار عملهم ومعداتهم، فضلًا عن زملائهم الذين قضوا شهداء أو أُصيبوا أو اعتُقلوا خلال العدوان.
ودعا المنتدى المنظمات الدولية وأحرار العالم إلى تقديم الدعم العاجل لمساعدة الإذاعات المحلية على استعادة بثها، مشددًا على أهمية دورها في تزويد الفلسطينيين بالمعلومات والتوعية المجتمعية في ظل العدوان المستمر.
كما طالب المنتدى بإطلاق مشروع لإعادة إعمار المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بما يضمن عودة البث الإذاعي في أقرب وقت ممكن.
يظل الراديو صوتًا مهمًا للشعوب، وخاصة في أوقات الأزمات. وفي اليوم العالمي للراديو، يقف الإعلام الفلسطيني أمام تحدٍّ وجودي، وسط حرب إبادة جماعية تستهدف كل مقومات الحياة في غزة، بما فيها الإعلام الذي يحمل رسالة الحقيقة للعالم.
