- صافرات الإنذار تدوي في عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلة
كتب- علي أبو عرمانة: بعد 25 عاماً من السلام البارد، بدأت تلوح في الأفق أزمة دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل، وذلك على خلفية إعتقال الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي لدى سلطات الاحتلال.
وتوترت العلاقات بين البلدين لمرحلة غير مسبوقة، بعد أن استدعت الأردن سفيرها في تل أبيب للتشاور، لتعلن عن أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات المثارة مؤخرًا بين البلدين.
خطوة أولى
واستدعت الحكومة الأردنية أمس الثلاثاء، سفيرها لدى إسرائيل، للتشاور على خلفية احتجاز مرعي واللبدي لدى السلطات الإسرائيلية منذ نحو شهرين، وتعنتها بالإفراج عنهما رغم عدم تقديم أي لوائح اتهام ضدهما.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن بلاده قررت سحب سفيرها لدى تل أبيب للتشاور، على خلفية استمرار اعتقال الاحتلال لمواطنين أردنيين.
وأضاف الصفدي عبر موقع تويتر، أنه "في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر إطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني، استدعينا السفير الأردني في تل أبييب للتشاور كخطوة أولى".
زيارة اللبدي
بدورها، ذكرت وزارة الخارجية الأردنية، أن القائم بأعمال السفارة في تل أبيب، زار اليوم الأربعاء، الأسيرة الأردنية هبة اللبدي في مركز احتجازها، للاطمئنان عليها واسنادها والوقوف على حالتها الصحية ومجمل اوضاعها.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن هذه هي الزيارة الخامسة للسفارة لهبة لمتابعة أوضاعها وإسنادها وتلبية احتياجاتها إلى حين اطلاق سراحها، مشيراً إلى أن بلاده مستمرة في المطالبة والضغط من أجل اطلاقها فورا.
وحملت الخارجية السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة اللبدي وعبد الرحمن مرعي خلال اعتقالهما اللاقانوني واللاشرعي.
اعتقال إسرائيلي في الأردن
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال، أن مواطنا مدنيا إسرائيليا عبر الحدود إلى الأردن، مشيراً إلى اعتقاله واستجوابه من قبل قوات الأمن الأردنية.
وقال المتحدث باسم الجيش في بيان صحفي مساء امس الثلاثاء، إن "مواطنا مدنيا إسرائيليا عبر الحدود مؤخرا من إسرائيل إلى الأردن، وتم اعتقاله واستجوابه من قبل قوات الأمن الأردنية".
وأعلنت وزارة وزارة الخارجية الأردنية، أن السلطات المعنية ألقت القبض على مواطن اسرائيلي تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية.
وأكدت أن السلطات المعنية تحفظت على المتسلل، لافتاً إلى نقله للتحقيق تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
إتصالات حثيثة لاحتواء الأزمة
وفي ذات الشان، تُجري سلطات الاحتلال اتصالات حثيثة مع الحكومة الأردنية، في محاولة منها لاحتواء الأزمة.
ووفقاً لما أوردته القناة "13" العبرية، فإن خارجية الاحتلال تسعى لعودة السفير الأردني لدى إسرائيل غسان المجالي، عقب استدعائه يوم أمس للأردن، موضحة أنها أنذرت المسؤولين في الأجهزة الأمنية من أن اعتقال المواطنين الأردنيين الاثنين سيخلق أزمة بين البلدين.
وحول الإسرائيلي المعتقل لدى السلطات الأردنية، أكدت الخارجية أن الأردن لم يشترط حتى الآن إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح عبد الرحمن مرعي وهبة اللبدي، مشددة على أن السلطات الأردنية لم تربط بين القضيتين.
استدعاء السفير الإسرائيلي في عمان
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد استدعت في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان وسلمته مذكرة احتجاج على استمرار احتجاز مواطنين أردنيين وعلى ظروف احتجازهما غير اللائقة.
وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية سفيان سلمان القضاة، إن "الوزارة كررت طلبها سرعة الإفراج عن هبة عبد الباقي، وكذلك عبد الرحمن مرعي، وإلى حين تحقيق ذلك طالبت بوجوب توفير ظروف احتجاز ملائمة لهما، ومراعاة الإجراءات القانونية السليمة وبما يتسق مع القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية، وحملت السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامتهما".
أزمة الغمر والباقورة
ويبدو أن أزمة أراضي الغمر والباقورة التي تستأجرها إسرائيل من الحكومة الأردنية، ألقت بظلالها على الأزمة الدبلوماسية المحتدمة بين البلدين، إذ وصلت عمان إلى قناعة تامة بأن اعتقال اللبدي ومرعي، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأزمة الغمر والباقورة، للضغط على عمان للتراجع عن قراره باستعادتهما وفرض سيادته على المنطقتين، وبالتالي إلغاء أحد ملاحق اتفاق السلام بوقف تأجير بعض أراضيه لإسرائيل، كما نص اتفاق وادي عربة عام 1994.
ومن بنود معاهدة السلام الأردنية ـ الإسرائيلية، الموقّعة عام 1994، ملف منطقتي الباقورة (شمال) والغمر (جنوب) الأردنيتين، اللتين، بموجب المعاهدة، شرّعتا الباب لما اصُطلح على تسميته "انتفاع إسرائيل منهما"، على أن تنتهي مفاعيلها في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن إنهاء اتفاق أردني إسرائيلي كان يقضي بتأجير أراض أردنية إلى الجانب الإسرائيلي في منطقتي الباقورة والغمر اللتين استردتهما الأردن إبان توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين عام 1994، مشيراً إلى أن أنهما "أراض أردنية وستبقى أردنية ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".
يأتي ذلك في أعقاب تصاعد أزمة سياسية ضاغطة على الحكومة الأردنية مطالبة بعدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمر لإسرائيل للخمسة والعشرين سنة القادمة.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال الأردنيين عبد الرحمن مرعي (29 عاما) وهبة اللبدي (32 عاماً)، منذ العشرين من أغسطس/أب الماضي، في ظروف غير إنسانية دون توجيه لائحة اتهام ضدهما.
ونقلت الأسيرة هبة اللبدي إلى مستشفى “بني تسيون” لتدهور حالتها الصحية، نتيجة إضرابها المستمر عن الطعام منذ 38 يوما، احتجاجا على اعتقالها الإداري، فيما تدهورت الحالة الصحية للأسير عبد الرحمن مرعي الذي يواجه مرض السرطان، بالإضافة لمرض جلدي تسبب بفقدانه شعره.