- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
كتب - عمرو طبش: من المتعارف عليه عندما يطلب طالب مدرسي إذن خروج من المدرسة يكون السبب بأنه مريض أو لأمر طارئ، ولكن الأمر الغريب عندما يطلب إذنا من أجل الخروج والذهاب إلى الملعب بحقيبته، ليس بهدف لعب الكرة وإنما من أجل التعليق على من يلعبوها.
الشاب هشام معمر "22 عاما" يقطن في مدينة خان يونس دنوبي قطاع غزة، يدرس الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الأزهر، يعمل كمعلق رياضي فلسطيني، ويحلم بالتواجد بكأس العالم للتعليق على مبارياته، ويحلم بأن يكون ممثلا لفلسطين بالبطولة.
معلق ألعاب الفيديو
يروي المعلق الرياضي هشام معمر تفاصيل قصة حياته في التعليق الرياضي منذ البداية لـ"الكوفية"، قائلا، "كنت منذ الطفولة متعلق بشكل كبير بألعاب الفيديو والبلايستيشن، وكان الدور الرئيسي لعائلتي بتنميتي وتوفير جميع احتياجاتي لتطوير موهبتي ودعمي".
ويكشف عن أبرز المواقف النادرة التي يتذكرها منذ الطفولة بعمر 4 سنوات، وكانت البداية الحقيقية التي حفزته ليكون من أشهر المعلقين وأصغرهم سنانا، "شقيقي الأكبر ضياء عرض عليا بأن يكتم صوت المعلق في لعبة البلايستيشن، ويكتب معي اتفاق على ورقة بأن أكون معلق على جميع المباريات، وبكل مباراة يدفعلي شيكل إسرائيلي".
ويواصل معمر، أن "الدعم الذي قدمه شقيقه كان له دور في رفع الروح المعنوية وزيادة الروح الإيجابية والنفسية في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي والاجتياحات والاقتحامات المستمرة قبل الانسحاب في مخيم خان يونس".
بداية الحلم
ويضيف، أن "عائلته بعد فترة من الفترات وجدوه أنه يمتلك موهبة حقيقية، وبدأوا بتوظيف موهبته بشكل صحيح من خلال تطوير إمكانياته وقدراته"، مبينا أن "بدايته في التعليق كانت في نهائي لكرة قدم في المدرسة، حيث كان هناك اقبالا كبيرا على سماع صوت تعليق هشام من قبل الطلبة".
وأشار إلى أن "الدعم المعنوي لم يقتصر على عائلته فقط بل من معليمه وزملائه في المدرسة والجيران والأصدقاء في المخيم".
كأس العالم 2010
ويتابع معمر، أن "المباراة الأولى التي انطلق منها جرت بين منتخبي إسبانيا وهولندا في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، إذ كان يبلغ من العمر حينها 12 عاماً"، مؤكدا أنه "تلقى التشجيع من أهله منذ البدايات، ومع الوقت وجد المؤازرة والدعم من قبل الأسرة والإعلاميين الرياضيين الذين ساندوه في أصعب الظروف".
ويشير إلى أنه "بدأ التدرج في الإذاعات الفلسطينية كانت البداية من اذاعة ألوان الرياضية بالتعليق على عدة مواسم، وصولا في عام 2014 لاذاعة وقناة أمواج الرياضية التي انتقل اليها للتعليق على أهم وأكبر البطولات المحلية، وكانت أول مباراة يقوم بالتعليق عليها هي مباراة منتخب فلسطين وميانمار في الجولة الثانية من كأس التحدي الأسيوي وذلك يوم 21 مايو 2014".
جوائز وألقاب
ويبين معمر، أنه "خلال الفترة ما بين العامي 2014 الى 2020 حاز على العديد من الجوائز منها، جائزة أفضل معلق رياضي حسب استفتاء "جريدة الأيام، قناة أمواج، شبكة كورة فلسطين، جائزة أبطال الموسم الرياضي، التتويج بلقب مسابقة وتر للمواهب، الوصول إلى المرحلة النهائية لمسابقة معلق الجماهير التي نظمتها قناة الشروق الجزائرية، الفوز بمسابقة المعلق صوت المباراة التي نظمتها قناة الكأس القطرية على مستوى الوطن العربي".
لم يتوقف هشام عن حلمه بل واصل في مشاركته خارج فلسطين ليكون بصمة للمعلق الرياضي الفلسطيني في المنافسة عربيا ودوليا وإثبات قدرة الفلسطيني على المنافسة الخارجية.
الوصول للعالمية
ويقول إنه "بدأ المشاركة في التعليق على الدوري البلجيكي عبر قناة الشروق الجزائرية من خلال معلق الجمهور"، مضيفا أنه "علق على مبارايات عدة عبر قناة الكأس بعد حصوله على جائزة المعلق صوت المباراة".
ويؤكد معمر، أنه "حقق فوزاً باختياره أفضل معلّق عن شهر ديسمبر/كانون الأول، من خلال استفتاء نظمته قنوات بي إن سبورت الرياضية"، موضحا أنه "تأهل للمرحلة النهائية للتعليق على نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في شهر مايو/أيار المقبل بمدينة إسطنبول التركية، وتبقى خطوة واحدة وأخيرة تفصل فلسطين عن إنجاز تاريخي".
ويتابع، أنه "في الخطوة الأخيرة تبقى المنافسة بين 8 مشاركين في المسابقة، والفائز في اللقب يتم اختياره لتعليقه على نهائي دوري أبطال أوروبا في قنوات بي إن سبورت".
ويقول معمر، إن "المعلق الرياضي ليس مجرد شخص يعلق على كرة تسير في الملعب، بل هو ثقافة وفهم وتعليم".
ويسرد هشام عن حياته العملية اليومية، قائلا "قبل ما أطلع على شغلي لازم أبصم البصمة من خلال التعليق على لعبة البلايستيشن للاطمئنان على صوتي والتمسك بحلمي وطموحي، وبعد ذلك أتناول الفطور مع أسرتي، وبعدها التجول في الحي للسلام على الجيران والأصدقاء ومن ثم التوجه إلى مقر إذاعة أمواج بغزة".
أصغر مدير لمؤسسة إعلامية
ويضيف، أنه "التحق بعمل جديد مع مؤسسة أمواج الرياضية عام 2014، كمقدم برنامج رياضي الكورة والجماهير في إذاعة أمواج الساعة 12:00 ظهرا"، مشيرا إلى أنه "نال الثقة في عام 2018 بأن يعمل كمنصب مدير لإذاعة أمواج بعمر 21 عاما ويعتبر أصغر مدير لمؤسسة إعلامية على محلية".
ويوضح معمر، أن "ظهوره الأبرز كمعلق رياضي كان عبر مؤسسة أمواج الرياضية من خلال تعليقه على العديد من المباريات منها بطولة كأس الاتحاد الأسيوي ونهائي البطولة".
صعوبات ومعيقات
وعن الصعوبات التي واجهها خلال مسيرته في التعليق الرياضي، يقول معمر لـ"الكوفية"، "أهمها كونك فلسطيني بوجود الاحتلال الإسرائيلي والحصار والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وعند التعليق والمشاركة في الخارجية أجد صعوبة في السفر"، مبينا أنه استطاع مواجهة هذه المعيقات عن طريق الإرادة والعزيمة.