- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
لعل تدهور الوضع الصحي في العالم بشأن جائحة فيروس كورونا يرجع إلى سوء إدارة الأزمة منذ البدء حيث تولاها السياسيون بدلاً من رجال الصحة والأطباء وعلماء الأوبئة والفيروسات.
فصار رجالات الأحزاب وقادة دول يفتون في الصحة والطب، معتمدين على الحدس الشخصي، كما قال الرئيس الأمريكي ترامب.
ويمثل الرئيس ترامب أنموذجًا عن تخبط الساسة في مواجهة الأزمة ومحاولة الإفلات من المسؤولية في تفشيها بشكل واسع في الولايات المتحدة دون أن يتخذ إجراءات وقائية حاسمة رغم أنه تابع أحداث ووهان وإيطاليا وإسبانيا قبل وصول الفيروس إلى بلاده
في البدء قلل ترامب من احتمال تفشي الوباء في بلاده، وقال إن هناك حالة واحدة قادمة من الصين ثم سرعان ما انتشر الفيروس خاصة في نيويورك، فأغلق الأجواء أمام الطيران من الصين ولاحقًا من أوروبا، كأنه قضى على الفيروس، ولما سئُل عن سبب عدم اتخاذه إجراءات وقائية شديدة قال إن مستشاره جاريد كوشنر أبلغه أن لا خطورة في الوضع.
وهكذا فإن مستشار جائحة صفقة “القرونا” صار مستشار جائحة فيروس الكورونا، علمًا بأن كوشنر الذي تم ضمه إلى خلية الأزمة لمواجهة كورونا لا علاقة له بالطب البشري ولا الطب البيطري.
وبدأ الرئيس المريكي يفتي في الطب واقترح أدوية الملاريا كعلاج ومن سمعه كرئيس دولة عظمى من المصابين صدقه وأخذ أدوية الملاريا من دون إشراف طبي، فتُوفي أو نُقل إلى المشفى بفضل عالم الأوبئة والعقارات، وليس العقاقير الدكتور ترامب.
فقد حاول ترامب أن يلقي بمسؤولية استفحال الفيروس على إدارة أوباما، لكن الصحافة ردت عليه بالقول إنه هو من ألغى مجلسًا صحيًّا تابعًا للبيت الأبيض، وألغى وظيفة مراقبة الأوبئة لخبيرة أمريكية في الصين.
ثم بدأ بتحميل الصين المسؤولية لأنها لم تطلعه منذ البدء على خطورة الوباء، ثم وصف الفيروس بأنه فيروس صيني في محاولة للتصعيد مع بكين في أوج الأزمة، ثم جنح إلى اتهام أوروبا وعاد لانتقاد منظمة الصحة العالمية، واتهمها بالانحياز للصين وأوقف مساهمة بلاده في ميزانية المنظمة الدولية.
فالرجل يمر بأزمة انتخابية ولا بد أن يجد كبش فداء، وبات ينضم إلى وزير الصحة الأمريكي، وكذلك عالم الأوبئة أنتوني فاوتشي للحديث عن الفيروس يوميًا، واتخذ من الفيروس منصة انتخابية له، وعارضه عالم الأوبئة في حديثه عن الفيروس، وعلاجه وفتح الولايات اقتصاديًا، فرد بتهديده بإقالته لكنه تراجع عن الإقالة، رغم أن الخبير انتقده علنا ربما بناء على نصيحة مقربين حتى لا يشوه صورته أمام الأمريكيين.
وقد نفى أن تكون المخابرات الأمريكية نبهته مبكرًا إلى خطورة الوباء، ونفى أيضًا أن يكون اطلع على وثيقة للبنتاجون حذرت منذ ثلاث سنوات من مرض يشبه الإنفلونزا سينتشر ويصيب الجهاز التنفسي. فالرجل لا يريد الاعتراف بتقصيره، بل يبحث عن فيروس فداء لإنقاذ نفسه من الجائحة.