اليوم الاحد 22 سبتمبر 2024م
تظاهرة ضخمة للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرىالكوفية مراسلنا: نسف مربعات سكنية وسط مدينة رفحالكوفية مراسلنا: استهداف في حي الجنينة شرق مدينة رفحالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تشن غارات على بلدة كفركلا في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يكشف عن إصابة خطيرة لجندي في جنينالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات على أودية ومناطق حرجية عند أطراف بلدات جديدة في لبنانالكوفية جيش الاحتلال يعلن بدء جولة جديدة من الغارات الجوية على لبنانالكوفية القسام: استهدفنا منزلين بداخلهما عدة جنود للاحتلال وأوقعناهم قتلى وجرحى شرق حي التنور بمدينة رفحالكوفية "الفدائي الشاب" يستهل المشوار بلقاء "الأخضر السعودي" اليوم ضمن تصفيات كأس آسياالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شاب بعد الإعتداء عليه قرب أريحاالكوفية مظاهرات في جميع أنحاء دولة الاحتلال للمطالبة بإطلاق سراح "الأسرى الإسرائيليين"الكوفية مستوطنون يهاجمون المواطنين تحت حماية جنود الاحتلال بالبلدة القديمة في الخليلالكوفية قائد سلاح الجو الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى دفاعًا وهجومًاالكوفية عائلات الأسرى: نتنياهو تخلى عن المخطوفين ويستغل الحرب في الشمالالكوفية  إصابة طفل برصاص الاحتلال  في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيتالكوفية تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الخارجية الأردنية تدين الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز الإيواء في قطاع غزةالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف بقذائف الهاون أطراف بلدة عيتا الشعب جنوب لبنانالكوفية مستوطنون يعتدون على مسن شرقي رام اللهالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون جراء قصف وسط مدينة غزةالكوفية

أمريكا تخسر في مواجهة الصين

06:06 - 18 إبريل - 2020
رجب أبو سرية
الكوفية:

ليس هناك مسؤول في العالم يتابع مستجدات فيروس كورونا، كما يفعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المولع بالظهور الكاريكاتوري، فهو يكاد يظهر بشكل يومي في مؤتمرات صحافية يقوم بيته الأبيض بترتيبها، مع وسائل الإعلام التي لا يحبها عادة الرئيس ترامب، ليتحدث عن تفاصيل «مواجهته» للعدو الخفي، كما كان قد وصف فيروس القتل من قبل، وكما وصفه أيضا فيروس ووهان، أو الفيروس الصيني.

تفسير ذلك واضح وجلي، وهو تزايد الانتقادات داخل الولايات المتحدة، للسياسة الخاطئة التي اتبعها البيت الأبيض في مواجهة الجائحة التي غزت العالم بأسره، لذا يضطر ترامب إلى عقد المؤتمرات الصحافية المتتالية من أجل الدفاع عن نفسه وعن سياسته التي كانت سببا، فيما يبدو، في أن الجائحة كانت أكثر فتكا بسكان الولايات المتحدة، أكثر من غيرها لدرجة أن يكون نصيبها نحو ثلث عدد الإصابات على مستوى الأرض، ونحو ربع عدد الوفيات في العالم.

في سياق محاولته للدفاع عن نفسه وعن سياسته المنحازة للأثرياء وللاقتصاد على حساب الفقراء وحياة البشر، باعتباره يمينيا، أو حتى مهرجا أو أرعن كما وصفه قبل أيام المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، يتابع ترامب توجيه الاتهامات إلى الصين، خصمه التجاري، والتي سارع منذ دخوله البيت الأبيض إلى شن حرب تجارية ضدها، في محاولة منه لاعتراض طريق صعودها إلى مقدمة الاقتصاد العالمي، كذلك لم يوفر منظمة الصحة العالمية، تماما كما فعل من قبل تجاه أكثر من منظمة دولية، لسبب له علاقة باتباعها سياسة منحازة للكل الدولي، فلا يرى فيها منظمة تابعة لبلاده!

ردا على أداء منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قام ترامب بتعليق المساهمة التي تقدمها بلاده للمنظمة الدولية، متهما إياها بأنها انحازت للرواية الصينية في تقديم بكين البيانات اللازمة حين ظهر الفيروس على أرضها، وليس كما يدعي ترامب وإدارته من أن الصين قد حجبت الكثير من المعلومات عن المرض، ما سمح له بالانتقال إلى بقية العالم، وبالطبع إلى الولايات المتحدة، وحتى أكثر من ذلك فإن أحاديث مسؤولي الإدارة الأميركية، مبطنة بالاتهامات الصريحة للصين، وكأنها قد تعمدت نقل فيروس كورونا إلى أميركا.

التخبط الذي ما زال يبديه ترامب في مواجهة «العدو الخفي» الذي يبدو أنه يرغب من أعماقه في التصريح بأنه العدو الصيني، يظهره كرئيس أرعن حقا، أو كمهرج، وليس أكثر دلالة من ذلك ملاسنته لمراسل «سي إن إن»، فالرجل في طريقه لانتخابات صعبة يفترض أن تجرى نهاية العام الحالي، كذلك فإن بلاده تدرك تماما التبعات الاقتصادية والسياسية لجائحة كورونا، وفي الوقت الذي تعافت فيه الصين - تقريبا من المرض - فإن المرض يمر بحالة ذروة في الولايات المتحدة، لا أحد يعرف كم من الضحايا ستحصد بعد كل هذه الحصيلة المتحققة حتى الآن، وفي مواجهة ما سماه البعض دبلوماسية الكمامات، حيث إن الصين قد بعثت بالمساعدات الطبية لعشرات الدول، فيما الولايات المتحدة نفسها تطلب منها المساعدة في هذا المجال، وكأنها تتبع سياسة الضغط من أجل دفع بكين لتقديم خشبة الخلاص لإدارة ترامب المتخبطة.

من الواضح أن ترامب لديه الاستعداد للتضحية بأرواح الناس في بلاده، حيث جثث الموتى تملأ المستشفيات وحيث اضطرت إدارات الولايات لإقامة المقابر الجماعية، لكن ما يهمه هو الصراع مع الصين على زعامة الاقتصاد العالمي.

بعض الخبراء الاقتصاديين يصلون إلى حد القول أو التوقع أو التنبؤ بأن حربا عالمية ثالثة ستقع في نهاية الأمر، لكن الصين التي لم تعد تعاني في مواجهة «كورونا»، عادت منذ أسابيع لمتابعة نشاطها الاقتصادي، فيما الولايات المتحدة بالمقابل، تضطر هذه الأيام لتوزيع المساعدات المالية على عشرات ملايين الفقراء فيها، الذين بسبب وقف عجلة الاقتصاد، يعانون الجوع، فيما خسرت الأسهم عشرات المليارات من الدولارات، حتى أن ثروة ترامب الشخصية نفسه، قد خسرت ثلث قيمتها، بسبب الجائحة.

وحيث إنه لا أحد يمكنه الجزم، بأن ظهور الفيروس أولا في الصين، ومن ثم انتشاره تاليا، في كل أنحاء العالم، كان أمرا مفتعلا، أو جزءا من حرب بيولوجية، كما قال بعض المسكونين بثقافة المؤامرة، رغم أن ظهوره بشكل قوي في الصين ومن ثم في الولايات المتحدة ودول أوروبا المركزية، وبعض دول الشرق الأوسط - إيران وتركيا - قد يبرر إلى حد ما هذا الاعتقاد، إلا أن المهم هو ما يحدثه من خسائر فادحة على ثروات الأثرياء في العالم، حيث خرج نحو مائتي ملياردير من قائمة أكثر من ألفي رجل يتحكمون بنحو ثلثي ثروة البشر، إضافة إلى الكساد الكبير الذي سيمتد على مساحة الكرة الأرضية كلها، وخسائر الدول جميعها، بما سيغير من خارطة العالم الاقتصادية، ومن ثم السياسية.

أي أنه بمعزل عن نظرية المؤامرة، فإن ظهور جائحة كورونا، وانتشارها، رغم أن بعض الدول التي تولي أهمية للاقتصاد على حساب حياة البشر، مثل إسرائيل وأميركا، قد دفع بها، إلى البدء باتباع سياسة التعايش مع مرض، إلا أنه سيمر وقت طويل، ليس أقل من عام قادم، حتى يتم التوصل للقاح المعالج، وذلك خشية الانهيار الاقتصادي.

أي أن ظهور «كورونا» أجج من حالة الحرب التجارية التي كان قد بدأها ترامب، منذ دخل البيت الأبيض، وبدأ في فرض الضرائب على البضائع المستوردة، من الصين وغيرها، وبدأ في فرض القيود على عمليات التبادل التجاري مع الجميع، بما في ذلك أوروبا وكندا، كذلك في فرض الإتاوات على كثير من الدول، ومنها دول الشرق الأوسط، حيث جميع المليارات، وكل ذلك بهدف تعزيز الاقتصاد الأميركي في مواجهة الاقتصاد المنافس، وخاصة اقتصاد الصين، لمنع إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب، يضع مصلحة البشرية كأولوية على مصلحة الأثرياء الأميركيين والأثرياء في العالم، حيث معروف أن الاقتصاد الصيني إنما هو اقتصاد دولة، أكثر منه اقتصاد قطاع خاص أو اقتصاد أفراد، الغلبة بتقديرنا في النهاية ستكون لدولة فتية، واقتصاد فتي وصاعد، والحياة دائما تتجاوز الشائخ من الأفراد والدول، وتتقدم إلى الأمام دائماً.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق