اليوم السبت 21 سبتمبر 2024م
تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية نتنياهو..اليوم التالي لحرب "وحدة الساحات" يتكون نحو التغيير الإقليمي!الكوفية معنى التفجير الثاني الإسرائيلي؟الكوفية الابتكار في خدمة الدمارالكوفية إصلاح مجلس الأمن وعوائق الدول الكبرى!الكوفية حملة اقتحامات ومداهمات لعدة مناطق في الضفة الغربيةالكوفية وزير الصحة اللبناني: استشهاد 31 شخصا بينهم 3 أطفال و7 نساء بالغارة على ضاحية بيروتالكوفية العراق أبلغ لبنان استعداده لاستقبال أي عدد من جرحى تفجيرات أجهزة «البيجر»الكوفية الاحتلال يحتجز شابين على حاجز عسكري عند مدخل البيرة الشماليالكوفية مجلس الأمن يحذر من اندلاع صراع مدمر في لبنانالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة دير بلوط غرب سلفيتالكوفية مراسلنا: 8 إصابات جراء سقوط قذيفة مدفعية داخل أسوار الكلية الجامعية غرب خانيونسالكوفية شهيد في غارة إسرائيلية على منطقة حامول جنوب لبنانالكوفية العاهل الأردني يدعو إلى مواصلة دعم «الأونروا» للقيام بدورها الإنسانيالكوفية 3 شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة "مخيمر" في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تنسف مباني سكنية غرب مدينة رفح جنوب القطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً شمال مسجد حسن البنا بمخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في محيط مجمع ناصر الطبي بخان يونسالكوفية

مؤتمر منتصف الليل

13:13 - 18 إبريل - 2020
د. أسامة الفرا
الكوفية:

منذ المؤتمر الصحفي الأول الذي خرج فيه الرئيس الأمريكي "ترامب" برفقة خلية الأزمة للحديث عن جائحة كورونا حرصت على متابعته، معتقداً بأنه سيزف للبشرية يوما ما خبر الاطاحة بهذا العدو الغير مرئي الذي قض مضاجع الجميع، ولعل تأكيده اليومي على أن امريكا تمتلك افضل المستشفيات والمختبرات والطواقم الطبية في العالم عزز لدي تلك القناعة رغم معرفتي بأن الأمريكيين يقصدون الجارة كندا للعلاج كون النظام الصحي لديها أفضل بكثير مما هو في أمريكا، المهم أن الأبناء بات لديهم مؤتمر منتصف الليل الصحفي مادة للتندر بعد أن مارست عليهم لأيام عدة سطوة رب البيت بمنعهم من الكلام والهمس، فتجدهم يسخرون بالتنويه لموعد إطلالة "العم ترامب" ويكثرون فيما بينهم من الهمز واللمز عن الجديد الذي يمكن أن يأتي به، ورغم خيبة الأمل اليومية بعد كل مؤتمر صحفي إلا أن ذلك لم يفسد حرصي على متابعته ليس من باب انتظار ما سيتمخض عنه الجبل بقدر ما بت أرقب تفاصيل مسرحيتة الهزلية.

كيف يمكن لرئيس الدولة الأقوى في العالم أن يخصص من وقته ما يقرب من ساعتين أو اكثر يومياً ليتحدث عن انجازاته في مواجهة تلك الجائحة؟، تلك الانجازات المتعلقة بما استطاع أن يوفره من أجهزة التنفس والكمامات وأجهزة الفحص ونصيب كل ولاية منها وكيف سيقوم بايصالها اليها، والمدهش أنه لا يكتفي بما يسرده من تفاصيل مملة لا تهم المواطن كثيراً بل يطلب مساعدة أفراد خلية الأزمة بأن يدلي كل منهم بدلوه بما يؤكد على ما قاله الرئيس، والمضحك ان المؤتمر الصحفي لم يعد مقتصراً على أعضاء خلية الأزمة بل يستعين بالكثير من القطاع الخاص لا ليعطوا اضافة على العمل بقدر ما يطربه ثنائهم عليه في إدارته للأزمة، فهو لا يريد لأحد أن يرى سوى ما يراه هو ولعل ذلك اتضح بشكل جلي حينما اشار إلى ضرورة استخدام علاج الملاريا القديم لمعالجة مرضى كورونا دون أي سند علمي، ولم يثنه عن تلك الشطحة محاولة الخبير المختص "فاوتشي" لكبح جماحه فيما يتعلق بدواء لم يخضع بعد للتجارب المخبرية والسريرية.

لم يتوقف المهرج بإطلالته اليومية عند ذلك بل نجده يكيل المديح لحاكم ولاية ثم يعاود في اليوم التالي ليقذفه بسهامه ويفعل الشيء ذاته مع الكونغرس، وفي محاولة منه لمواراة فشله في مواجهة الجائحة حيث ضربت بقوة العديد من الولايات راح يحمل مسؤولية تفشي الوباء لجهات خارجية، وبطبيعة الحال كانت الصين الأكثر استهدافاً تحت حجة اخفائها لمعلومات تتعلق بالفيروس وانتشاره وعدد ضحاياه في الصين، ثم انتقل إلى منظمة الصحة العالمية متهماً اياها بمحاباة الصين وفشلها في تحذير العالم من خطورة انتشار الفيروس، ولا يكتفي بالهجوم الذي يشنه عليهم في مؤتمره الصحفي اليومي بل ذهب إلى تويتر ليكمل بعضاً من مشاهد مسرحيته الهزلية.

منذ اليوم الأول لانتقال الفيروس الى أمريكا كان من الواضح أن الرئيس ترامب يقدم الاقتصاد على الصحة في اولوياته، ولو لم يجد كوابح قوية من قبل المختصين وحكام الولايات لأبقى البلاد على حالها ضارباً بعرض الحائط توصيات منظمة الصحة العالمية بالتباعد الاجتماعي، لا شك أن الأموال المرعبة التي استعان بها لإسناد الاقتصاد الأمريكي تكفي للتأكيد على أنها صاحبة الاقتصاد الأقوى في العالم، ولن تفقد تلك المكانة بين عشية وضحاها رغم ما ألحقته الجائحة بإقتصادها من أضرار والملايين من الشعب الأمريكي الذين باتوا بدون عمل، ومن السذاجة ايضاً التشكيك بقدراتها العسكرية التي جعلت منها بجانب اقتصادها القوي قطب العالم الأوحد، لكن المؤكد أن صورة أمريكا كدولة عظمى اهتزت كثيراً بفعل الجائحة وتداعياتها، وأن مكانتها كقطب أوحد في هذا العالم إن لم تكن انتهت فعلى الأقل شارفت على الانتهاء، لكن يبقى السؤال إلى أي مدى ستذهب الادارة الأمريكية بجنونها وصلفها لإجهاض النظام العالمي الجديد الآخذ بالتشكل؟.

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق