- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
غزة: على بعد عشرين مترًا من السياج الحدودي، كانت تقف المسعفة الشابة رزان النجار تساعد زملاءها في إنقاذ جريحين من مصابي مسيرات العودة، ورغم ارتدائها الشارة الطبية البيضاء وتلويحها بيديها إلى أعلى، إلّا أنها لم تسلم من رصاصات غادرة لأحد قناصة الاحتلال، أصابتها في مقتل لترتقي شهيدة.
رزان النجار، التي تواجدت في مخيم العودة شرق خزاعة منذ الثلاثين من مارس/آذار 2018، حاملةً لواء العمل الإنساني متقدمة صفوف المتطوعين على خطوط التماس.
في الأول من يونيو/حزيران 2018 خرجت خزاعة عن بكرة أبيها تودع رزان التي أصيبت عدة مرات كان آخرها بكسر في يدها ورفضت تطبيبها حتى لا تغيب عن إسعاف المصابين، استراحة قصير قبل أن تعود لإنقاذ مصاب ثالث، فأشارت إلى زملائها أنها أصيبت في ظهرها برصاص قناص التفتت إليهم وسقطت أرضًا.
حالة من الحزن أصابت القطاع الصحي والمسعفين، وهم يودعون أول شهيدة في صفوفهم، مؤكدين أن رسالة رزان مستمرة ولن تنجح محاولات الاحتلال كسرهم أو ثنيهم عن الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية والتطوعية.
والد رزان أدان جريمة الاحتلال، عارضًا أمام الصحافيين رداء الإسعاف الأبيض الذي ارتدته ابنته ودمها يلونه بالأحمر، قائلاً هذا هو السلاح الذي حملته رزان بعض الضماد والشاش لإسعاف المصابين.
تقول الشابة المتطوعة رضا النجار، إن "رزان كانت تتقدم صفوف المتطوعين ويتبعها الطاقم"، مشيرةً إلى أنهم لم يتوقعوا استهدافها بشكل مباشر خاصة وأنها ترتدي لباسًا يميزها كمسعفة.
يقول محمود عبد العاطي، الذي كان موجودا بالقرب من الشهيدة النجار لحظة ارتقائها، إنها كانت شعلة من النشاط على حدود قطاع غزة، وإن استهدافها جريمة يجب أن يعاقب عليها الاحتلال الذي تعمد قتلها، مؤكدًا أنها كانت ملاك رحمة ضمدت جراح العديد من المصابين قبل إن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وأدانت، العديد من المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام حول العالم، الجريمة البشعة، كما أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحقيقاً موسعا كشف عن تعمد قوات الاحتلال إطلاق النار على المسعفة الفلسطينية رزان النجار، أثناء الاحتجاجات الواسعة التى شهدها قطاع غزة على نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس المحتلة.
وقالت الصحيفة، إنه فى الأول من يونيو، أطلق جندى إسرائيلى النار على رزان النجار، المسعفة التى تطوعت لعلاج الجرحى أثناء الاحتجاج، وقتلها، وزعم المسئولون الإسرائيليون فى ذلك الحين أن الجنود يستخدمون النيران الحية كملاذ آخير، لكن التحقيق الذى أجرته وجد غير ذلك.
وأوضحت الصحيفة، أنها قامت بتحليل ألف صورة ولقطات الفيديو وقامت بتجميد اللحظة القاتلة بنموذج ثلاثى الأبعاد للاحتجاج، وأجرت مقابلات مع أكثر من 30 من الشهود وقادة إسرائيليين لتكشف الطريقة التى قتلت بها رزان.
وكشفت تحقيقات الصحيفة، أنه رغم زعم إسرائيل أن قتل رزان لم يكن مقصودا، إلا أن التحقيق الذى أجرته أظهر أن إطلاق النار عليها كان بلا رحمة فى أحسن الأحوال، وربما يرقى إلى جريمة حرب لم يعاقب عليها أحد حتى الآن.