اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024م
تطورات اليوم الـ377 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية إذاعة جيش الاحتلال تعلن اغتيال يحيى السنوار في رفحالكوفية إصابات بمواجهات مع الاحتلال في الخليل وبيت لحمالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي يستهدف بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونسالكوفية مراسلنا: غارتان إسرائيليتان تستهدفان مسجد مصعب بن سنان شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مراسلنا: عشرات الجرحى في قصف مدفعي عنيف وعشوائي على حي النزلة في بلدة جبالياالكوفية ملاحظات على هامش الحرب الدائرةالكوفية بايدن ونتنياهو: مَن يُضحّي بِمَن؟الكوفية حرب إبادة ممتدّة، وعالم متفرّجالكوفية مراسلنا: 3 شهداء جراء قصف الاحتلال لمجموعة من المواطنين شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: شهيدان في قصف منزل لعائلة التلباني في المغازي وسط قطاع غزةالكوفية بالفيديو|| عشرات الشهداء والجرحى بقصف الاحتلال مدرسة «أبو حسين» في جبالياالكوفية صحة غزة: مجزرة في مركز إيواء بجباليا شمالي القطاعالكوفية مراسلنا: 12 شهيدا وإصابات في قصف للاحتلال على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزةالكوفية شيفونتيك تضم مدرب أوساكا السابق إلى فريقهاالكوفية رومينيغيه: «كأس العالم للأندية» ستحظى بشعبية كبيرة بين الجماهيرالكوفية مراسلنا: صفارات الإنذار تدوي في "مسجاف عام" شمال فلسطين المحتلةالكوفية الصليب الأحمر: المدنيون في غزة عالقون في حلقة مغلقة من النزوح والقتل المستمرينالكوفية الصحة: 29 شهيدا و93 جريحا في مجزرتين جديدتين بقطاع غزةالكوفية لليوم الـ 13 تواليا.. الاحتلال يواصل عدوانه الدموي الواسع على شمال غزةالكوفية

هل هو فرحٌ، أم مرضٌ اجتماعي؟

09:09 - 15 يوليو - 2020
توفيق أبو شومر
الكوفية:

هل هو فرح وابتهاج طبيعي محمود؟ أم هو مرض اجتماعي؟ عندما يحتفل كثيرون بنجاح أبنائهم، أو بزواجهم بإزعاج المحيطين بهم، والتشويش على حياتهم اليومية، ومضايقتهم إما بالمتفجرات، أو بإطلاق الرصاص، أو بإطلاق أبواق قاصفات الآذان، هل هذا فرح وسرور طبيعي، عادي، أم أنه مرض نفسي، يحتاج إلى علاج تربوي وثقافي؟!

على الرغم من إشكالية هذا السؤال، إلا أنني أعتبر ما يفعله كثيرون، حين يوظفون فرحهم لإزعاج المحيطين بهم، هم بالفعل يسعدون، ولكن ليس بسعادة المحيطين بهم، وهي ذروة السعادة الصادقة الحقيقية، ولكنهم يفرحون بغضب المحيطين بهم، كأنهم يقولون لهم، نحن سعداء ومسرورون بإغاظتكم، لن يرتاح لنا بالٌ إلا بعد أن نسمعكم عن بعد وأنتم تلعنوننا في الخفاء!

لن أنسى ما قلتُه لأحدهم منذ سنوات، يوم وفاة والده:

«أنت محظوظ لأنك تملك بيتا واسعا، فيه ساحة كبيرة تتسع لمئات المعزين، وأخرى واسعة مسقوفة فارغة، أنت لا تحتاج إلى استئجار أحد مقاولي العزاء، ليبني لك خيمة للعزاء خارج منزلك، حينئذ قال بغضب: «لا معنى لأي عزاء داخل البيت، سأقطع الشارع الرئيسي أمام البيت ثلاثة أيام، وإلا، فلا يكون العزاءُ عزاءً محترما»!

كذلك قرَّر أحد الجيران منذ بضع سنوات، أن يردَّ على جارِه حين احتفل بزواج ابنه، فاستأجر قاصفات الآذان ثلاثة أيام، لا تكفُّ عن قصف الآذان إلا في الساعات الأولى من الصباح، قال: «حين زوَّجَ ابنه لم أنم أربعة أيام كاملة، سأستأجر فرقة تتولى الردَّ على إزعاجه، فليذُقْ ما أذاقني» استأجر قاصفات الآذان من نوع قاصفات بعيدة المدى، صوَّبها في اتجاه بيت الجيران، ودعا جمهورا من الشباب والأطفال جزاءً وفاقا!

هل هذا بالفعل فرحُ طبيعي، كما يُردد كثيرون حين يقولون للمحتجين على الإزعاج: «دعهم يفرحوا، أم أنه مرض نفسي؟! إنه مرض نفسي، وصل إلى مرحلة الخطر، حين تكون غايةُ السعيد، أن يقول لهم: «أَفرَحُ على الرغم منكم، وأسعدُ بامتعاضكم، وينشرح صدري بضيقكم»!

قال أحدُ مَن يُجيدون فنَّ التبرير، هروبا من الحقيقة: «يجب ألا نعتبر زيادة جرعة الأفراح مرضا نفسيا اجتماعيا، بل هو فرحُ المكبوت المقهور، حين يعدم الفرصة، ويُحاصر، ويُسام كل أنواع الظلم والقهر، فإن هذا المقهور يُضطر إلى أن يخرج عن المعتاد، فيلجأ إلى التعويض عن لحظات السعادة المفقودة بالكامل، ليقتنص لحظة ما، يخرج فيها عن طوره، ينفّس فيها كُربتَه، سمِّها ما شئت، ولكنها، (سادية معتدلة)!

الحقيقةُ أنَّ هناك إجماعاً على أن نقص الجرعات الثقافية والتربوية في المجتمعات، سببٌ رئيس لهذا المرض الاجتماعي، إذ إن غياب الثقافة والوعي مسؤولٌ عن انتعاش القبلية في بيئة الخواء الثقافي والفكري، يعود البُسطاء والعوام إلى شرانقهم القبلية، يحتمون بها، حين يعدمون الحماية، احتجاجاً على واقعهم الأليم.

هناك أيضاً علاجٌ فعَّال اكتشفتْه الدولُ المتحضرة منذ قرون، لكي تُهذّب الأمراض الاجتماعية والنفسية، وتزيل القبلية بمفهومها الضيق، (التعصُّب) وتعيد صياغة الأجيال وفق القوانين، وتُلزمهم احترام الآخرين، وتعلمهم، أن الحريات يجب ألا تصل إلى انتهاكات حريات الآخرين، هذا العلاج الفعال الغائب في معظم دولنا العربية هو توظيف الفنون بمختلف أشكالها، المسرح، السينما، الغناء، الفنون التشكيلية، الرياضات، المسابقات، الاحتفالات، فقد ظلَّ المسرح مُعلما للشعوب زمنا طويلا، واستطاع المسرحُ صياغة ثقافة الأجيال!

إنَّ للفنون مفعولَ السحر في إعادة صقل التقاليد والعادات، إنَّ مقياس حضارة الأمم والدول هو أن يشعر الآخرون بشعور الآخرين، وهو قمة الرقي والتحضُّر!

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق