متابعات: يقام اليوم الثلاثاء، في حديقة البيت الأبيض، توقيع اتفاقيات سلام جديدة بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، بعدما كانت شهدت توقيع ثلاث معاهدات سلام بين دول عربية وإسرائيل في العقود الأربعة الماضية، وسط رفض عربي ودولي لهذه الاتفاقات، حيث تعتزم 50 منظمة أمريكية تنظيم احتجاج أمام البيت الأبيض لرفض الحدث.
ويستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حفلاً لتوقيع اتفاقيتي السلام، بحضور كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية، ووفود الإمارات والبحرين وإسرائيل.
ومن المقرر، أن يوقع عن الجانبين الإماراتي والبحريني وزيرا خارجية البلدين، الشيخ عبد الله بن زايد، وعبد اللطيف الزياني، وعن الجانب الإسرائيلي، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وبموجب الاتفاق الذي لم يتم الكشف بعد عن بنوده وتفاصيله بالكامل، فإن الإمارات والبحرين، ستقيمان علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع إسرائيل، التي لم تخض حرباً ضدهما من قبل، وسيعزز الاتفاقان تحالفاً غير رسمي ضد التهديدات الإيرانية والمطامع التركية، ويمهد الطريق أمام الإمارات للحصول على صفقات أسلحة أمريكية متطورة.
وبتوقيع الاتفاقيتين، ستصبح الإمارات والبحرين ثالت ورابع دولتين عربيتين، تقرران إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد مصر 1979 والأردن 1994 على أساس مبدأ "السلام مقابل السلام"، وتستمر التسريبات حول نقاشات يجريها البيت الأبيض مع عدة دول عربية أخرى، من بينها سلطنة عمان والمغرب والسودان؛ للانضمام وتوقيع اتفاقات سلام مع إسرائيل.
واتفاقيات السلام الإماراتية والبحرينية الإسرائيلية، ليست الأولى، فثلاثُ معاهدات سلام بين دولٍ عربيةٍ وإسرائيل، وقّعتْ بعد وساطة أمريكية خلال العقودِ الماضية.
موقف دولة الامارات العربية
دعا عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي القيادة الفلسطينية إلى إعادة النظر في توجهاتها والسعي الى استئناف المفاوضات مع إسرائيل ، مبينا ان اتفاق السلام مع تل ابيب أوقف عملية الضم لمناطق في الضفة الغربية.
وقال بن زايد في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الفلسطينيين سيحظون كما هو الحال دائما على دعم كامل من دولة الامارات العربية المتحدة، وهو الدعم الذي اصبح له وزن اثقل في العلاقات مع إسرائيل.
وتابع عبد الله بن زايد في مقاله يقول: ان وتيرة التطبيع ومجالاته لن تنال من السعي نحو إقامة دولة فلسطينية وتحقيق الحقوق الفلسطينية.
ردود أفعال فلسطينية
تنطلق اليوم الثلاثاء، فعاليات اليوم الغضب الشعبي التي أعلنت عنه القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول، رفضًا للاحتلال الإسرائيلي وتنديدًا بتوقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال برعاية أميركية.
موقف السلطة الفلسطينية:
أكد نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن جميع الاتفاقيات الأمريكية والإسرائيلية، مرفوضة، سواء أكانت مع العرب أو غير العرب.
وأضاف أبو ردينة، وفق إذاعة (صوت فلسطين) الرسمية: "كل هذه الاتفاقات لن تؤدي إلى الاستقرار في المنطقة، ولن نقبل بهذا التطبيع الذي هو ضرب لكل التفاهمات العربية، ونؤكد أن الطريق إلى السلام هو الشرعية الدولية، وأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين، وأي خروج عن ذلك، هو طعن للشعب الفلسطيني".
وتابع: "معركتنا هي معركة حرية، والحفاظ على المقدسات، هناك قضية مقدسة وآلاف الشهداء والأسرى، وشعب تحت الاحتلال، ولن نعطي شرعية لأي اتفاق لا يُرضي الشعب الفلسطيني، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة، والقدس ليست للبيع، وكل المحاولات، ستفشل على صخرة صمود الشعب".
موقف تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح:
يؤكد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على استقلالية موقفه السياسي والوطني، في كافة أماكن تواجده، ولم ولن يكون إلا حيث تكون المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني، فهي بوصلة الفعل والالتزام، ويجدد تمكسه بثوابتنا الوطنية والقومية ويشدد على عدم جدوى العلاقة مع دولة الاحتلال ما لم تُذعن لإرادة الشرعية الدولية القاضية بتطبيق حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فقد كنا وما زلنا مع السلام العادل والدائم الذي تعيش فيه شعوب المنطقة جنباً إلى جنب سعياً للأمن والازدهار والتنمية، وما زلنا ننادي بضرورة توفير الدعم والإسناد القومي لقضيتنا الوطنية وتعزيزها في الوعي والوجدان العربي باعتبارها القضية المركزية.
موقف القيادي سمير المشهراوي:
قال سمير المشهراوي القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، : لا يوجد فرق بين موقف التيار وبين موقف أي فلسطيني، فأي فلسطيني يرفض التطبيع، فالموقف واحد لكن التعبير مختلف، مؤكداً أن التطبيع مرفوض، ولكن لا يجوز أن نعالج رفض التطبيع بتوجيه الشتاتم، ولا يجب استعداء دولة عربية لوجود خلاف أو خصومة".
وتمنى سمير المشهراوي القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح ، من القيادة الفلسطينية أن تأخذ بعين الاعتبار أننا ربما نجلس في الإمارات، منوهاً إلى أن العالم العربي قاطع مصر في وقت توقيع اتفاق كامب ديفيد، ولكن ياسر عرفات زار مصر لأنه يدرك أنه لا يريد أن يخسر مصر.
وطالب المشهراوي بضرورة مواجهة وضعنا الداخلي بمزيداً من الوحدة والاتفاق على المصلحة الوطنية العليا، متسائلاً:"لماذا لم تنتفض السلطة لزيارة إسرائيل إلى سلطنة عُمان ، ولماذا لا تنتفض السلطة إلى العلاقة ما بين تركيا وإسرائيل.
و تابع قائلا : نحن ساهمنا بشكل كبير خلال الاسابيع الماضية في تقريب وجهات النظر بين الامارات والسلطة، ووصلت رسالة من أبو مازن إلى الشيخ بن زايد بأهمية دور الامارات.
مواقف شعبية فلسطينية:
تشهد مختلف محافظات الوطن، وفي الشتات، اليوم الثلاثاء، فعاليات يوم غضب شعبي دعت إليه القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول، استنكاراً ورفضاً لاتفاقي التطبيع اللذين سيتم توقيعهما مساءً بين الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال برعاية أمريكية.
ومن المقرر أن تنطلق في كافة المدن والبلدات الفلسطينية وفي عدة دول مسيرات حاشدة ووقفات منددة بهذا الاتفاق.
وأعلنت الفصائل الوطنية والقوى الإسلامية عن عدة فعاليات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تزامناً مع توقيع الاتفاق التطبيعي، ودعت أبناء شعبنا لأوسع مشاركة فيها. وتنطلق 3 فعاليات في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا، وهي فعالية على دوار ابن رشد في الخليل، وميدان الشهيد ثابت ثابت في طولكرم، ودوار مثلث الشهداء في جنين.
ودعت القيادة الوطنية الموحدة القوى الحية والمؤسسات الأهلية والجماهيرية والطلابية والنسوية على امتداد الوطن العربي لأن ترفع راية العز العربية، وعلم فلسطين، استنكاراً ورفضاً لهذا الاتفاق.
كما دعت الأسرى المحررين وأسر الشهداء وعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم في مقابر الاحتلال الرقمية لتنظيم وقفات استنكار لاتفاق العار في كل محافظات الوطن.
وكذلك الأمر بالنسبة للجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم وقواه الديمقراطية، حيث طالبتهم بالتظاهر أمام سفارات أمريكا ودولة الاحتلال ودولة الإمارات ومملكة البحرين، استنكاراً لاتفاقيات العار.
حيث ستنظم 50 منظمة أمريكية، اليوم وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض، بالتزامن مع توقيع الاتفاق.