اعتاد الرئيس ياسر عرفات زيارة مقر الأمن الوطني في خانيونس في عيد الفطر المبارك ليكون بين جنوده وقيادات المؤسسات الامنية، وجعل منها ايضا مناسبة يلتقي ابناء المحافظة ويستمع اليهم، يشاركهم فرحة العيد ويتبادل معهم اطراف الحديث حول شؤونهم العامة ومشاكلهم، وبينما نحن في الخيمة برفقته وبحضور الكثير من ابناء المحافظة اقترح أحد الاخوة على الرئيس زيارة بلدية خان يونس في زيارته القادمة للمحافظة، قال ولماذا الانتظار والتفت نحوي وقال: هل يمكن لكم أن تستقبلونا اليوم في البلدية؟، يشرفنا ذلك سيادة الرئيس واستأذنت سيادته لنكون في استقباله في البلدية في مقرها القديم، خرجت مسرعا برفقة الاخ العميد توفيق جبر رحمه الله وحاولت ان اتصل بالحارس كي يقوم بفتح البلدية كونها مغلقة بمناسبة عيد الفطر وطلبت من الاخ الشيخ اسامه بربح عضو المجلس البلدي بالاتصال ببعض وجهاء خان يونس لنكون جميعا في استقبال الرئيس، وصلنا البلدية وكانت مغلقة فما كان من الاخ العميد توفيق الا ان بذل قصارى جهده لفتح بابها وبعد ان نجحنا في ذلك فشلنا في فتح باب المكتب وعندما شاهد حرس الرئيس عجزنا عن ذلك قالوا لا بد من الغاء الزيارة وبينما هم على ذلك حضر الحارس ومن بعده وجهاء من خان يونس، وبعد قليل وصل الرئيس بصحبة العديد من القيادات الفلسطينية وكان في استقباله حشد كبير من المواطنين، بقدر ما حاول حرس الرئيس ان يبعدهم عنه بقدر ما حاول هو أن يصل إليهم، أمضى الكثير من الوقت يبادل المواطنين التحية قبل أن يدخل البلدية، وما أن أخذ الجميع مقاعدهم داخل المكتب حتى أخذت علبة حلوى كنت قد طلبتها على وجه السرعة وتوجهت صوب السيد الرئيس، ما ان اقتربت منه حتى تفاجأت به يقف من مكانه ويطلب مني أن يقوم هو بتوزيع الحلوى على الحضور، لم أفلح في ثنيه عن ذلك ولم يفلح كذلك الأخوة القيادات المرافقة له الذين طلبوا منه أن يقوموا هم بذلك نيابة عنه، طاف على الجميع وهو يقدم لهم الحلوى ويتبادل معهم التهاني بمناسبة عيد الفطر واطراف الحديث، لأنه ياسر عرفات الزعيم والقائد والرئيس والثائر ومن قبلها الأب والأخ والصديق والانسان نستحضره في حاضرنا في كل المشاهد المتعلقة بالقضية الفلسطينية او تلك الجوانب الانسانية التي تتطلب من الرئيس أن يشارك شعبه افراحهم واتراحهم وأن يكون قريبا منهم يخفف عنهم معاناتهم وآلامهم.