اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024م
صافرات الإنذار تدوي في عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلةالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الـ 419 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقـاومين وقوات الاحتلال لدى اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تحاصر منزلاً في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية قوات خاصة من جيش الاحتلال تقتحم محيط مخيم نور شمس في طولكرمالكوفية قوات الاحـتلال تداهم عددا من منازل المواطنين خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر مالك شرق رام اللهالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين شمال غزةالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين لعائلتي سحويل وزقوت في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء غارات الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزةالكوفية استشهاد الشاب زكريا أحمد حسان في قصف الاحتلال المستمر على مخيم جباليا شمال غزةالكوفية الإعلام الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 190 منذ بدء حرب الإبادة على القطاعالكوفية الأمم المتحدة: نتواصل مع جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار في غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة إذنا غرب الخليلالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال شرق جنينالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على ارض المفتي شمال مخيم النصيراتالكوفية "أونروا": الجوع وصل مستويات حرجة في غزةالكوفية الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل وصول طواقمنا للمحاصرين في شمال قطاع غزةالكوفية بث مباشر || تطورات اليوم الـ 418 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية

"سد النهضة" ثقل على كاهل الاتحاد الأفريقي

09:09 - 21 نوفمبر - 2020
عبد الرحمن شلقم
الكوفية:

موضوع سد النهضة صارَ قضية تشغل الخبراء ذوي الاختصاص في مجال السدود والمياه؛ ليس في أفريقيا فقط، ولكن على مستوى العالم، ولكن سدَّ النهضة الإثيوبي أخذ بعداً سياسياً على مستوى القارة الأفريقية وعبر إلى الدوائر العالمية.

لقد طُرح الموضوع في الأمم المتحدة والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمسؤولين مصريين وسودانيين وإثيوبيين بحضور ممثلين عن البنك الدولي. بقيت القضية تطوف في أكثر من مدار. الاتحاد الأفريقي عمل على مد يده المساعدة من أجل إيجاد حل توافقي بين الأطراف الثلاثة؛ مصر وإثيوبيا والسودان، لكن محاولته لم تحقق اختراقاً يحرك الموضوع نحو حل يرضي الأطراف الثلاثة.

إثيوبيا من جانبها تتعامل مع الأمر كأنه شأن يخصُّها هي فقط، ولا تعير كل الوساطات والمبادرات الدولية والأفريقية اهتماماً، بل حولت قضية السد إلى معركة وطنية تعبئ الشعب الإثيوبي لها بشتى الوسائل، بل ترفع عقيرة التحدي إلى أبعد من هذا.

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي يواجه سيلاً من التحديات والمشاكل الداخلية مع عدد من المكونات الطائفية والعرقية في إثيوبيا بما فيها جماعة الأورومو التي ينتمي إليها، يحاول استثمار قضية السد سياسياً ليقدم نفسه كزعيم وطني يناضل من أجل الدفاع عن مصالح إثيوبيا وفي مقدمتها سد النهضة.

لقد تمترس رئيس الوزراء الإثيوبي أمام السد بدوافع سياسية وجعل من القضية درعاً يستخدمه في مواجهات سياسية وطائفية داخل بلاده. أبي أحمد شرع في استخدام ملف السد ورقة في الانتخابات التشريعية المقبلة. من دون شك، فإن قضية سد النهضة الذي تصر دولة إثيوبيا على بنائه وفقاً لرؤيتها من دون الإصغاء إلى الأصوات الإقليمية والدولية، ستكون له ارتدادات عابرة لإثيوبيا، خصوصاً أفريقيا، وتحديداً على كيان الاتحاد الأفريقي الهش. أولاً لأن مصر مكون أساسي في العمل الأفريقي منذ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية. الرئيس جمال عبد الناصر كان من الداعمين الأساسيين لإقامة الوحدة الأفريقية، وكان معه ملك المغرب محمد الخامس والإمبراطور هيلا سلاسي، والرئيس جمال عبد الناصر كان المبادر باقتراح أن تكون عاصمة إثيوبيا مقراً للمنظمة. كان الهدف الأساسي للمنظمة الأفريقية دعم كفاح شعوب أفريقيا لتحقيق استقلالها من الاستعمار والقضاء على نظام التمييز العنصري في القارة الأفريقية. فتحت مصر أبوابها على مصراعيها وقدمت المساعدات لحركات التحرير الأفريقية التي اتخدتس من القاهرة مركزاً لمكاتبها، كما فتحت مصر جامعاتها للطلبة الأفارقة للدراسة بكل المجالات، خصوصاً في الجامع الأزهر. كثير من الفعاليات السياسية والثقافية الأفريقية تحتفظ إلى اليوم بالتقدير لمصر على ما قدمته للقارة الأفريقية في معركتها من أجل الاستقلال وإنهاء انظمة الأبارتهايد. وفي حرب أكتوبر (تشرين الأول) عندما اجتازت القوات الإسرائيلية قناة السويس عبر ما عرف بثغرة الدفرسوار وتمركزت غرب قناة السويس، اعتبر القادة الأفارقة آنذاك أن إسرائيل استولت على أرض في القارة الأفريقية، وكانوا يعتبرون أن وجود القوات الإسرائيلية في سيناء هو احتلال لأرض في قارة آسيا وليس في القارة الأفريقية، وقرر عدد من الزعماء الأفارقة قطع علاقاتهم بإسرائيل.

دولة جنوب أفريقيا التي تتولى الآن رئاسة الاتحاد الأفريقي وقام رئيسها مع عدد من آخر من الرؤساء الأفارقة، بمبادرة لإيجاد حل ودي تفاوضي بين الأطراف المعنية بقضية السد، لا شك أنه يشعر بأكثر من الإحباط، فقد كان يحرص على أن تكون أفريقيا قادرة على حل مشاكلها بنفسها وأن يبعث بهذه الرسالة للعالم. لا ننسى أن أفريقيا تتكون من كتل خمس، الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط، ولكل كتله تكوينها الخاص والمتقارب، ولا تخلو هذه الكتل من حساسيات فيما بينها. لا شك أن مجموعة شمال أفريقيا تتعاطف مع مصر بلا حدود. دول غرب أفريقيا خصوصاً الإسلامية منها، موقفها أقرب إلى مصر، ولا يمكن أن نقلل من ميل دول الجنوب إلى مصر لمواقفها التاريخية في معركة أفريقيا ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية. نعم هناك بعض الأصوات في القارة التي تمالئ إثيوبيا في قضية سد النهضة، ولكن من حيث العمل السياسي داخل الاتحاد الأفريقي كمنظمة سياسية، فإن ثقل الاختلاف بين مصر وإثيوبيا سيكون له تأثير كبير على فاعلية الاتحاد. بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا سنة 1995، غاب الرئيس عن مؤتمرات القمة الأفريقية التي يعقد أغلبها في العاصمة الإثيوبية، وقد اعترف كثير من الرؤساء الأفارقة بتأثير غياب مصر على فاعلية الاتحاد بشكل كبير، وحاول عدد منهم إقناع الرئيس مبارك بالعودة إلى القمم الأفريقية.

موضوع سد النهضة بالنسبة للقارة الأفريقية ليس مجرد خلاف تقني بين دولتين أفريقيتين مهمتين، بل هو قضية قد تتحول إلى إسفين يضرب صلب الاتحاد الهش. القارة الأفريقية تعاني من مشاكل جمَّة من الفقر والإرهاب والديون الخارجية والخلافات بين عدد من دولها، ولا تحتاج إلى مزيد من المشاكل التي تضرب محاولات العمل الجمعي.

تابو إمبيكي، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق، كان يكرر أن أفريقيا لها ركائز خمس، هي مصر والجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وإثيوبيا، وإذا لم تكن لهذه الركائز الخمس مواقف موحدة في القضايا الأساسية التي تهم القارة، فلن يكون هناك عمل أفريقي جاد وموحد يحقق مصالح القارة. استمرار قضية سدة النهضة إلى ما لا نهاية كما تريد وتعمل إثيوبيا، سيكون الاتحاد الأفريقي أول من يدفع الثمن في وقت تتجه فيه دول عديدة نحو أفريقيا، خصوصاً في مجال الاستثمار وتوسيع وجودها العسكري والسياسي، فهل سيكون سد إثيوبيا ثقلاً آخر على ظهر الاتحاد الأفريقي؟

"الشرق الأوسط"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق