اليوم الاحد 22 سبتمبر 2024م
تظاهرة ضخمة للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرىالكوفية مراسلنا: نسف مربعات سكنية وسط مدينة رفحالكوفية مراسلنا: استهداف في حي الجنينة شرق مدينة رفحالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تشن غارات على بلدة كفركلا في جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يكشف عن إصابة خطيرة لجندي في جنينالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات على أودية ومناطق حرجية عند أطراف بلدات جديدة في لبنانالكوفية جيش الاحتلال يعلن بدء جولة جديدة من الغارات الجوية على لبنانالكوفية القسام: استهدفنا منزلين بداخلهما عدة جنود للاحتلال وأوقعناهم قتلى وجرحى شرق حي التنور بمدينة رفحالكوفية "الفدائي الشاب" يستهل المشوار بلقاء "الأخضر السعودي" اليوم ضمن تصفيات كأس آسياالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شاب بعد الإعتداء عليه قرب أريحاالكوفية مظاهرات في جميع أنحاء دولة الاحتلال للمطالبة بإطلاق سراح "الأسرى الإسرائيليين"الكوفية مستوطنون يهاجمون المواطنين تحت حماية جنود الاحتلال بالبلدة القديمة في الخليلالكوفية قائد سلاح الجو الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى دفاعًا وهجومًاالكوفية عائلات الأسرى: نتنياهو تخلى عن المخطوفين ويستغل الحرب في الشمالالكوفية  إصابة طفل برصاص الاحتلال  في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيتالكوفية تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الخارجية الأردنية تدين الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز الإيواء في قطاع غزةالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف بقذائف الهاون أطراف بلدة عيتا الشعب جنوب لبنانالكوفية مستوطنون يعتدون على مسن شرقي رام اللهالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون جراء قصف وسط مدينة غزةالكوفية

هل.. إذا بليتم فاقتتلوا

08:08 - 26 نوفمبر - 2020
نبيل عمرو
الكوفية:

كل شيء عاد إلى سابق عهده... علاقة السلطة بإسرائيل وعلاقة الفصائل بالمصالحة، وعلاقة إسرائيل بالاحتلال والاستيطان، وعلاقة العرب بالتطبيع المباشر والضمني، وسابق العهد في كل الاتجاهات لم يكن نموذجيا ولا حتى قليل الضرر.

إذا لا فائدة من صب زيت إضافي على النار المشتعلة أصلا، ولا منطقية للسجال بين طرفين أو عدة أطراف على فكرة من المخطئ ومن المصيب، فما دام حال الوطن والناس إن تغير فإلى الأصعب، فما الفائدة من سجال بين من يدعي لنفسه الصواب ويدعي لغيره الخطأ، لأن السجال في الواقع هو بين الخطأ والخطأ، ولك أيها المواطن المتلقي أن تختار إلى أي ميل تميل.

هذه المقدمة وفق اجتهادي تصور وبأقصى ما أوتيت من قدرة على الموضوعية والحياد حال الجدل المشتعل على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات بمختلف ميولها وتمويلها، وكأن الظاهرة الفلسطينية التي كانت مبهرة في زمن مضى من خلال إبداعات كفاحها الطويل والمجيد، صارت مادة لسهرات تسلية طويلة أين منها مطولات الراحلة أم كلثوم ومسلسلات الفخراني والسعدني ومسرحيات الماغوط، التي تنبأ فيها بما سيجري ليس في أيامه بل وإلى ما بعد خمسين سنة.

"يا يوب الله وكيلك صرنا فرجة"

لم يقلها الماغوط في المشهد العبقري الذي أدّاه دريد لحام عن بلد واحد ونظام محدد وزعيم مستبد، بل قالها في وصف حال أمة عجزت عن تحقيق أبسط أحلامها حين ارتفعت الأرجل إلى أعلى بدل الهامات.

غير أن ما يخصنا نحن الفلسطينيين في المشهد القديم والحديث هو الأفدح والأشد ظلما للذات من ظلم الأعداء وحتى الأقرباء، فما تبثه الشاشات والمواقع يصور الفلسطينيين وعلى لسان قادتهم المعتمدين على الأثير أنهم منقسمون على كل شيء بين طاعن في الظهر وآخر مطعون في الخاصرة دون ذكر لمن يطعن في القلب، والخلاصة فإن الطاعن يدعي نصرا والمطعون كذلك، دون جرأة الإفصاح عن أن الطاعن والمطعون في النار.. نار الدنيا قبل نار الآخرة.

اللغة العربية من أكثر لغات العالم ثراء في المفردات والمصطلحات، بحيث تجد فيها غزارة في وصف الشيء ونقيضه، إلا أنها مملوكة بصورة إيجابية لمن يحسن استخدامها، فبوسعك أن تقول ما تشاء وأن توصل الفكرة التي تتوخاها بأبلغ المصطلحات وأرقى المفردات، فلماذا يفتش المتجادلون عن أسوأ ما في اللغة من مفردات مع أن النتيجة الوحيدة التي جربت هي أن الطعنات جميعا تصيب قلب وروح الناس وتترك أثرا من الصعب أن يزول.

في هذه المقالة لا أقدم تحليلا سياسيا كما هي مهنتي، بل أقدم مداخلة في وصف ما يطفو على سطح المشهد الراهن، وما يهبط على رؤوس العباد من زخات كلامية كمطر من حجارة إن لم تدمي الجسد فيكفي ويزيد أنها تدمي القلب والروح فيا أيها المتجادلون على الشاشات الصغيرة والكبيرة على الصحافة الورقية والإلكترونية في الصالونات والمنتديات، قولوا ما يدور في خاطركم، فلست ممن يدعون إلى السكوت، قولوا ما ترونه صوابا حتى لو كان في تقويم غيركم خطأ وقولوا ولا تتوقفوا عن القول فالبوح هو أرقى الفضائل الإنسانية والسلوكية، ولكن بما يوصل الفكرة وبما لا يلحق المزيد من الأذى.

التجربة طويلة الأمد قالت لنا إن السجال الملتهب الذي يوحي أنه حرق الأخضر واليابس، سرعان ما يهدأ وأحيانا ينتقل بلمح البصر من عداء يبدو صاخبا عميقا لا رجعة عنه، إلى حكاية حب مفاجئ يفطن الطاعن والمطعون إلى أن من يجري الاقتتال معه هو شقيقه برضاعة الهم والغم وبتماثل اللحم والدم، فيبدأ العناق وكأن ما كان لم يكن مع وعود مغدقة بأنه لن يتكرر، وما إن تنقضي أيام وأحيانا ساعات حتى تتلاشى حكاية الحب لتعود حكاية التطاعن، وعلى الناس أن يتفهموا ويؤيدوا ويصفقوا، هذا هو المشهد دون مغالاة ودون رتوش يبدو كعرض على خشبة مسرح اللامعقول، ترفع الستارة عن اشتباك قتالي لتغلق على اشتباك حب ومطلوب من الناس الذين ليس لهم سوى التلقي أن يصفقوا للمشهدين المتناقضين بين رفع الستارة وإنزالها.

أما آن لهذه المأساة الملهاة أن تتوقف؟ ألا تكفي خمسة عشر سنة من عرض مسرحي متكرر من فصلين لا ثالث لهما؟.. القول المتداول شعبيا إذا بليتم فاستتروا صار في زمن اللامعقول... إذا بليتم فاقتتلوا.

"الحدث"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق